أخبار عاجلة

"الذيابي" لـ"سبق": الصيام لا يؤثر في زيادة ضغط الدم.. وهو آمن لمن يعانون ارتفاعه

"الذيابي" لـ"سبق": الصيام لا يؤثر في زيادة ضغط الدم.. وهو آمن لمن يعانون ارتفاعه "الذيابي" لـ"سبق": الصيام لا يؤثر في زيادة ضغط الدم.. وهو آمن لمن يعانون ارتفاعه

على الرغم من الفوائد الصحية الكثيرة التي يتضمنها الصيام، قد يجد بعضهم صعوبة في التأقلم مع تغيّر عاداتهم الغذائية خلال هذا الشهر، أو بنوع من التعب والإرهاق من جراء الانقطاع عن الطعام والشراب لفترات طويلة نسبيًا، وربما تترافق لدى بعضهم مع مشاكل صحية كتلك التي يعانيها المصابون بارتفاع في ضغط الدم.

يعد مرض ارتفاع ضغط الدم من الأمراض الشائعة التي تسجل معدلات مرتفعة في العالم، خصوصًا لدى الدول المتقدمة، مما جعل بعضهم يعده مرض العصر الذي يرتبط بنمط الحياة غير الصحي، وينبه الأطباء إلى خطورة ضغط الدم فيصفونه بـ"القاتل الصامت" الذي يعيث في جسد المصاب فسادًا لسنوات، قبل أن يُكتشف لكن بعد فوات الأوان من خلال تسببه بحدوث الضرر الدائم بأعضاء الجسم كالقلب والكلى والشرايين.

وفي حديثه لـ"سبق" قال طبيب الباطنة بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية الدكتور عبدالله الذيابي، إن ارتفاع ضغط الدم مرض مزمن وشائع محليًا، فالمصابون به قرابة 51.2 % من فئة كبار السن البالغين للخمسين فما فوق (55-64)، وحسب تقرير لوزارة الصحة فإن نحو خمسة ملايين شخص لديهم ارتفاع ضغط ما قبل الإصابة بالمرض، وعلى الرغم من خطورة مضاعفات هذا المرض إلا أنه لا يشكل أي تعارض مع الصيام في شهر رمضان المبارك، فيستطيع أغلب المصابين بارتفاع الضغط الصيام بأمان مع مراعاة مستويات الضغط والعمل على التحكم بها قدر المستطاع والانتظام في تناول الأدوية وفق تعليمات الطبيب المتابع للحالة.

وأضاف أن الصوم خلال شهر رمضان يُعد من الأمور الجيدة للمرضى الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم، حيث أظهرت الكثير من الأبحاث والدراسات أنَّ الصيام لا يؤثر من حيث زيادة الضغط، وأنّه آمن للمرضى الذين يعانون ارتفاعه المسيطر عليه بالأدوية.

وتابع أن ارتفاع ضغط الدم هو مرض يحدث عندما ترتفع قياسات ضغط الدم عن المعدل الطبيعي، مشيرًا إلى أن ضغط الدم ليس قراءة أو رقمًا ثابتًا، بل هو قيمة تختلف بين الصباح والمساء والنشاط والراحة، كما يتأثر بالجانب النفسي والذهني للشخص ونوعية طعامه ونمط حياته كممارسته للتدخين.

وأوضح "طبيب الباطنة" أن مسببات مرض ارتفاع ضغط الدم ما زالت مجهولة لمعظم الحالات، بينما أثبتت الأبحاث أن هناك عدة عوامل مرتبطة بزيادة خطر الإصابة به أبرزها: التقدم بالعمر، والسمنة، والتاريخ العائلي، والنظام الغذائي عالي الملح (أكثر من 3 جم/اليوم)، وقلة النشاط والخمول، وتناول الكحول.

وأفاد "الذيابي" بأن ارتفاع ضغط الدم يسمى بالمرض الصامت، فأغلب المصابين لا يعاني أعراضه، لذلك من المهم المواظبة على قياس الضغط للأشخاص السليمين ولو بشكل سنوي وخصوصًا من سن الأربعين فما فوق، ومن الأعراض المصاحبة للإصابة به: الصداع، ونزيف الأنف، وطنين الأذن، والتوتر والقلق، وألم الصدر، ويجب العمل على المتابعة الدورية للضغط المرتفع والتحكم فيه وذلك لتجنب العديد من المضاعفات الخطيرة الناتجة عن تصلب أو تمزق الشرايين، ومن أبرزها: الجلطة القلبية، وضعف عضلة القلب، والسكتة الدماغية، وفقدان النظر، والفشل الكلوي.

وبشأن النصائح والتعليمات المرجو اتباعها خلال شهر رمضان للحد من خطورة أعراض مرض ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاتها وتجنب الإصابة به، يشير الدكتور عبدالله إلى ضرورة القيام بعدة تغييرات وتعديلات في نمط الحياة، تشمل العمل على مراقبة وزن الجسم المثالي وتجنب الزيادة الكبيرة، مع الحفاظ على معدل النشاط اليومي وتجنب الخمول والكسل، والإقلاع عن التدخين والشيشة، وتجنب الطعام عالي الملح (1500 ملجم أو ملعقة صغيرة) مثل المخللات وصوص السلطات والأطعمة المعلبة وأطعمة المطاعم، وينصح بالتقليل وعدم الانتظام في تناول شاي عرق السوس، أو عصير عرق السوس، ويجب التقليل من تناول الأطعمة الدهنية والحلويات الدسمة، والاعتدال في تناول المشروبات المحتوية على الكافيين كالقهوة، والحرص على تناول الأطعمة المحتوية على البوتاسيوم مثل الفواكه وعصائرها، والخضراوات وسلطاتها، وتناول قدرٍ كافٍ من السوائل، ومعظم السلوك غير الصحي وعاداته الغذائية مرتبط بطقوس وأكلات رمضانية.

كما يفضل طبيب الباطنة تغيير الملح بالأعشاب والتوابل كالثوم، والفلفل والليمون، والكركم، والقرفة، وغيرها من البدائل، والابتعاد عن الأغذية المالحة كالمخللات وصوص السلطات، وبعض الأطعمة المعلبة، كما يجب انتهاز فرصة الصيام للعمل على إنقاص الوزن الذي يعد عاملاً أساسيًا ومهمًا في الوقاية وأيضًا علاج ضغط الدم والسكري والسيطرة عليهما، خصوصًا لمن يعاني زيادة الوزن أو السمنة، فكل كيلو جرام ينقص من وزن الجسم يؤدي لخفض الضغط الانقباضي والانبساطي، ويفضل الانتظام في ممارسة الرياضة خلال ساعات الليل.

وختم "الذيابي" حديثه لـ"سبق" بالقول: "يجب خلال شهر رمضان تعديل أوقات تناول أدوية ارتفاع ضغط الدم إلى الليل بسبب الصيام في النهار، فينصح للجرعة الواحدة يوميًا أن تكون بعد أداء صلاة التراويح، لمنح الجسم الوقت الكافي لتعويض السوائل المفقودة نهارًا، ولتفادي هبوط الضغط، وأما في حال أخذ جرعتين يوميًا فيفضل أن تكون الجرعة الثانية بعد تناول وجبة السحور، ومن المهم مراجعة الطبيب المتابع والأخذ باستشارته واتباع تعليماته".ضغط الدم

صحيفة سبق اﻹلكترونية