أخبار عاجلة

كسر الزجاج بيديه ورفض "سيارة" هدية.. سعودي يروي قصة إنقاذه جاره الأسترالي من النيران

كسر الزجاج بيديه ورفض "سيارة" هدية.. سعودي يروي قصة إنقاذه جاره الأسترالي من النيران كسر الزجاج بيديه ورفض "سيارة" هدية.. سعودي يروي قصة إنقاذه جاره الأسترالي من النيران
تعرض لجروح عميقة وتأثر بغازات الأدخنة وضرب مثالاً لأخلاق الإسلام

كسر الزجاج بيديه ورفض

لم تثنِ النيران المستعرة "نوح الحربي" عن تلبية نداء الواجب وإنقاذ جاره المسن صاحب الـ94 عامًا من لهيبها الجامح، متشبثًا بأخلاق الإسلام والسعودي الأصيل، حيث اقتحم ألسنة اللهب غير عابئ بخطرها لينقذ جاره من الموت المُحدِق.

ما الذي حدث؟
في أستراليا، وفي مدينة أديليد تحديدًا، حيث يدرس "نوح الحربي" الهندسة المدنية، كان على موعد مع حدث جلل، فأثناء قيلولة الظهيرة المعتادة، استيقظ مفزوعًا على صوت جارته تطلب المساعدة بعد أن اشتعل الحريق في بيت جارهم المسن. وهنا لم يفكر الشاب السعودي كثيرًا، بل سرعان ما ألقى بنفسه داخل النار لينقذ نفسًا من الموت.

وهنا يصف "الحربي" المشهد لـ"سبق" قائلاً: "استيقظت على صراخ جارتي تطلب المساعدة، ووجدت النيران مشتعلة في بيت جاري المسن، فحاولت فتح الباب الأمامي، فلم أستطع، ولكن سريعًا توجهت مع جاري الآخر للشباك الخلفي وكسرت الزجاج بيدي".

وأضاف: "بعد ذلك كسرنا الباب الخلفي، وأخرجنا جارنا المسن من الشباك؛ لأن النار كانت تلتهم الباب الخلفي ولم نستطع إخراجه منه، وبالوقت نفسه جاءت المطافي (الدفاع المدني) وساعدونا في الإخلاء من البيت بأمان".

ولم تترك تلك الحادثة علامة في ذاكرة "الحربي" فقط، لكنها تركت أيضًا علامات على يده، بعد أن تسبب كسره للزجاج بيديه العاريتين في نزيف وجروح عميقة، لم ينتبه إليها إلا بعدما حملته الإسعاف إلى المستشفى، على حد قوله.

كما تسبب الحادث في تجمع ثاني أكسيد الكربون على صدر "الحربي"؛ ما اضطره إلى التنويم في المستشفى لمدة يومين، مع متابعة وزيارات دورية حتى تلتئم جروحه، ويتم شفاؤه.

الصدى الإيجابي
ولم يتوقع الشاب السعودي أن تلقى قصته كل هذا الصدى الواسع في وسائل الإعلام والأسترالية، وعن ذلك يقول: "صراحة لم أتوقع هذا الصدى الإيجابي، ولا كنت أفكر أن ينشر بالإعلام، إلا بعد ما فكرت إن العمل الذي قمت به سيكون تأثيره إيجابيًا نحو المملكة وشعبها إذا تم نشره، وأنا (عود من حزمة)، ولا أفكر بشكل شخصي بقدر ما أفكر بالوطن وقادتنا وما يواجهانه من حروب ناعمة".

ولم تتوقف إنسانية "الحربي" عند ذلك الحد، بل رفض أن يتلقى هدية على عمله البطولي من أبناء وأحفاد جاره الأسترالي.. وأوضح بقوله: "لا أنتظر التكريم من أحد أو من أي جهة، فهذا حق وواجب من الناحية الإنسانية، وما عند الله أبقى وأكرم".

وتابع: "قدم لي أبناء وأحفاد المسن سيارة هدية عوضًا عن سيارتي التي كانت مصطفة أمام منزله، وتأثرت بسبب الحريق كتعبير شكر، لكني رفضت العرض، وأكدت لهم أن المساعدة التي قمت بها من باب الإنسانية وحسن الجوار"، ليضرب بذلك أروع الأمثلة في الشهامة والأصالة.

صحيفة سبق اﻹلكترونية