أخبار عاجلة

صهوة الديون توقع «العرسان» عن الحصان الأبيض

صهوة الديون توقع «العرسان» عن الحصان الأبيض صهوة الديون توقع «العرسان» عن الحصان الأبيض

 نواف الظبي (المدينة المنورة)

تنامت ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج خلال الأعوام العشرة المنصرمة، وألقت بظلالها السلبية على المجتمع بشكل كلي وعلى الفتيات خصوصا، لاسيما وأنهن أصبحن يحلمن بعريس قادر على مواجهة غلاء تكاليف المعيشة، وتأمين متطلباتهن المختلفة دون الاهتمام بمؤهله التعليمي أو بمواصفاته الشخصية والشكلية التي كانت تمنع الارتباط بين الجنسين في وقت سابق.وفي هذا الإطار يقول أحمد الحربي: «عزوف الشباب عن الزواج يعود لعدة أسباب من أبرزها ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، فأجر مطربة الزواج في ليلة واحدة وساعات محدودة يعادل ما يتقاضاه طبيب جراح في الشهر، ومع كل هذا التضخم لم يعد باستطاعة الشبان الزواج إلا بالتورط في ديون تجعلهم مكبلين لخمسة أو أربعة اعوام بربع الراتب فقط».وطالب بتدخل الشؤون الاجتماعية للحد من ارتفاع المهور وغلاء الأسعار وجعلها في متناول الشبان المقبلين على الحياة بأحلام وطموحات عديدة تتلاشى بمجرد عزوفهم عن الزواج.ويرى خالد العوفي، أن أهم سبب يجعل الشباب يعزفون عن الزواج هو تدني قيمة القرض المخصص للزواج، والذي لا يكفي للمهر، ناهيك عن تكاليف إقامة حفل الزفاف، ويجب زيادة القرض حتى لا يضطر العريس إلى الاستدانة من البنوك وأخذ قرض آخر بفوائد عالية وأرباح هامشية مرتفعة.وأضاف: «يجب على وزارة الشؤون الاجتماعية إنشاء قصور وقاعات للأفراح في مختلف المناطق تؤجر على العرسان بأسعار رمزية لتشجيع الشبان على الزواج دون تأخير وللحد من عزوفهم عنه»، مقترحا إقامة حفلات الزفاف بإشراف من قبل الشؤون الاجتماعية على أن تعود مبالغ تأجير القاعات لصندوق يسمى صندوق «الزواج» لكي تتمكن الوزارة من إقامة حفلات زفاف لأكثر عدد من الشبان، وما جعل هذه الحلول تتبادر إلى ذهني، هو زيادة حالات الطلاق في المجتمع وعند البحث بتعمق تبين أن أكثر أسباب الطلاق مادية، مرجعها إلى عدم مقدرة الزوج على تلبية المطالب والاحتياجات المختلفة لارتباطه بديون مختلفة تبقى معه لعدة أعوام، ما يؤجج المشكلات الأسرية بين الزوجين، ويفضي بهم إلى الطلاق، ويجب على الجهات المختصة إيجاد الحلول المناسبة للحد من عزوف الشباب عن الزواج والتخلي عن العادات والتقاليد الاجتماعية التي أصبحت تشكل عبئا ثقيلا على المقبلين على الزواج».وأشار إلى أن غلاء المهور وارتفاع التكاليف المادية للزواج دفع العديد من الشبان إلى الزواج من الخارج لعدم وجود التقاليد المعقدة لديهم.تركي العوفي يقول: «كل هذه الأمور السلبية تؤدي إلى ثلاثة طرق، إما أن يتزوج الشخص ويصبح أسير الديون وتكون حياته الزوجية في خطر نتيجة تراكم الديون، وقد يحصل طلاق، وإما أن يعزف عن الزواج من الداخل ويرحل إلى الخارج للبحث عن زوجة وبالتالي تزيد نسبة العنوسة، وأما أن يحاول الزواج عن طريق المسيار بشرط أن تكون زوجته متفهمة للوضع الذي يمر به. وطالب عبدالله الصاعدي الجهات المعنية بتحديد سقف أعلى للمهور ومنع مطربات الأفراح، لأننا مجتمع إسلامي نرفض المعازف لكي يستفيد العريس من ناحيتين، الأولى توفير مبلغ المطربة الضخم في أمور تكون مهمة للعريس، وناحية الثانية خروج النساء في وقت مبكر يجعل الكثير من أصحاب العائلات يذهب إلى عمله في الغد ولا يتغيب لاضطراره للسهر لانتظار أسرته.

جي بي سي نيوز