أخبار عاجلة

اعتراض وتشكك.. مسحات كورونا الشرجية اعتمدتها الصين وأغضبت هذه الدول

مصراوي Masrawy

04:12 م الخميس 04 مارس 2021

كتبت- رنا أسامة:

رُغم الاستهجان الداخلي والخارجي لـ"مسحات كورونا الشرجية"، ألزمتها الصين على جميع الأجانب الوافدين إليها للكشف عن الفيروس التاجي المُستجد، بدعوى أنها "أكثر دقة" من طرق الفحص الأخرى، بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية.

وبموجب القرار الجديد، ستنشئ السلطات الصينية مراكز فحص في مطارات بكين وشنجهاي لفحص المسافرين القادمين إليها.

ونقلت وسائل إعلام صينية رسمية عن لي تونغزينغ، وهو طبيب أمراض الجهاز التنفسي، قوله إن المسحات الشرجية أفضل "لأن آثار الفيروس تبقى لفترة أطول في عينات البراز عكس الأنف أو الحلق".

احتجاج ياباني وشكوى أمريكية

جاء ذلك بعد احتجاج ياباني على إخضاع يابانيين للمسحة الشرجية؛ إذ طالبت طوكيو، بكين، وقف إجراء هذا الفحص المثير للجدل لمواطنيها، مشيرة إلى أنه يتسبب في "آلام نفسية".

وقال المتحدث باسم اليابانية، كاتسونوبو كاتو، يوم الاثنين، إن طوكيو تقدمت بطلب رسمي عبر سفارتها في بكين لإعفاء القادمين من البلاد من الفحوص الشرجية.

وأوضح "طلبت سفارتنا استبعاد المواطنين اليابانيين من فحوص المسحات الشرجية بحيث أعرب بعض المغتربين اليابانيين... عن تعرضهم لضغط نفسي هائل"، مُضيفًا "في هذه المرحلة، لم نتلق ردا بأنهم سيستجيبون لطلبنا... سنواصل الضغط".

وأشار إلى عدم وجود معلومات عن استخدام أي دولة أخرى لهذه الطريقة، بحسب فرانس برس.

1

وردا على الاحتجاج الياباني، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ونبين، إن أساليب الاختبار التي تتبعها بكين "تستند إلى العلم" و"تتماشى مع التغيرات في الوضع الوبائي".

اعتراض طوكيو أعقب تقارير أفادت بأن دبلوماسيين أمريكيين في الصين شكوا من إخضاعهم لفحوص شرجية.

وفرضت بعض المدن الصينية على زوارها أخذ مسحات شرجية، إذ ادعى خبراء هناك أن بإمكانهم "زيادة وتيرة تحديد الأشخاص المصابين".

وفي فبراير الماضي، اتهم دبلوماسي أمريكي الحكومة الصينية بإجبار موظفين أمريكيين على إجراء المسحة الشرجية للكشف عدوى كوفيد 19.الأمر الذي نفته بكين وقالت إنها "لم تطلب من الدبلوماسيين الأمريكيين في الصين الخضوع لمسحات الشرج".

ولا يُعرف كم من الدبلوماسيين الأمريكيين خضعوا لهذا الاختبار.

وفي فبراير الماضي، قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية لموقع فايس نيوز إن واشنطن "لم توافق أبدا على هذا النوع من الاختبارات واحتجت مباشرة على سلوك وزارة الشؤون الخارجية الصينية عندما علمنا أن بعض الموظفين أجبروا على إجرائه". وأضافت بكين أخبرتها أن الفحوص تمت بـ"الخطأ".

الصين تؤكد فعاليتها.. وخبراء يشككون في نجاعتها

كانت الصين بدأت استخدام "المسحة الشرجية" للكشف عن كورونا، في 28 يناير الماضي، في محاولة لاحتواء الإصابات المتزايدة قبل احتفالات رأس السنة الصينية.

وأفادت قناة "سي سي تي في" الحكومية- حينها- بأن هذا النوع من الاختبار "مخصص للحالات عالية الخطورة"، لكن بعض التقارير أشارت إلى إجرائه لبعض الأفراد بـ"شكل مفاجئ".

ومن ضمن الذين خضعوا للمسحة الشرجية وقتذاك، مسافرون وصلوا إلى بكين، ومقيمون في مراكز الحجر الصحي، ومجموعة مكونة من ألف تلميذ ومعلم، يُعتقد أنهم تعرضوا للفيروس، وفق مسؤولين محليين.

وعن كيفية إجراء المسحة الشرجية، أوضح المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية أنه ينبغي "إدخال سلك بلاستيكي مزود بقطنة في فتحة الشرج لمسافة من 3 إلى 5 سنتيمترات داخل المستقيم".

2

وتعتقد الصين، أن هذه الطريقة أكثر فعالية من مسحات الأنف والفم، على أساس أنه من الممكن بقاء الفيروس مدة أطول في الجهاز الهضمي، وأن الاختبار الشرجي قد "يكون أفضل في تحديد المرض في الحالات الخفيفة، أو التي لا تظهر عليها أعراض".

لكن يُشكك خبراء في نجاعة المسحة الشرجية غير دقيقة، باعتبار أن النتائج الإيجابية في البراز لا تعني وجود فيروس حي.

وفي تقرير سابق، أشارت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية الحكومية، إلى أن مسحات الأنف أكثر فعالية لأن هو عدوى تنفسية.

كان باحثون في كلية الطب بجامعة هونج كونج الصينية، ذكروا أنهم اكتشفوا للمرة الأولى أن مُصابي كوفيد 19 يعانون من عدوى فيروسية نشيطة وطويلة الأمد، ويمكن العثور عليها في الجهاز الهضمي.

3

وقالوا إن العدوى تحدث حتى في غياب أعراض الجهاز الهضمي وحتى بعد اختفاء الأعراض من الجهاز التنفسي. الأمر الذي يعني أن المسحة، التي طولها بوصتان، تدخل في فتحة الشرج ويتم تحريكها مرارًا داخل المستقيم، مما يرصد حالات كورونا بصورة أكثر دقة من مسحات الأنف والحلق.

لكن حتى الأطباء الداعمين للمسحات الشرجية يعتبرون أنها طريقة مُزعجة وغير دقيقة، ومن ثمّ ينبغي استخدامها في نطاق محدود، موضحين أنها قد تكون جيدة في مراكز العزل الصحي للتأكد من خلو الأشخاص من كورونا، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وأشار المدير السابق لمعهد باستير في كوريا الجنوبية، حكيم جاب الله، إلى أن "المسحات الشرجية" مستوحاة من فحص المجاري للكشف عن كورونا في أوروبا أولًا.

وأضاف جاب الله في تصريحات لقناة "الحرة" الأمريكية أنه "لا يعلم حتى الآن مدى دقة هذا النوع من المسحات، فالعلماء يبحثون عن وجود ارتباط بين نتائج المسحات الشرجية والمسحات التنفسية".

ورأى مسؤول عن اختبارات كورونا في عيادات كليفلاند الأمريكية، جاريد بروكوب، أنه بالرغم من احتمال العثور على الفيروس في البراز، "يفضّل أن يتم البحث عن العدوى في مركزها، أي في الجهاز التنفسي"، بحسب موقع "هيلث لاين" الطبي الأمريكي.

وأضاف أنه في بداية الوباء كان يُطلب من المختبر (كليفلاند) العديد من الفحوص للمرضى، لكن مع مرور الوقت تبيّن أن المكان الأفضل للعثور على الفيروس هو الجهاز التنفسي.

مصراوي Masrawy