محلل سعودي: القصة أقدم من خاشقجي.. وهذا ما أراده أوباما يومًا ما

محلل سعودي: القصة أقدم من خاشقجي.. وهذا ما أراده أوباما يومًا ما محلل سعودي: القصة أقدم من خاشقجي.. وهذا ما أراده أوباما يومًا ما
أكد: التقرير مجرد تكهنات لا ترقى للنشر كمقال في صحيفة

محلل سعودي: القصة أقدم من خاشقجي.. وهذا ما أراده أوباما يومًا ما

تعقيبًا على تقرير المخابرات الأميركية حول مقتل جمال خاشقجي، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي طارق الحميد أن هذا التقرير مجرد تحليل وتكهنات لا ترقى للنشر حتى بصفة مقال في صحيفة محترمة، وأن القصة أقدم من خاشقجي وهي محاولة شيطنة ، والتي بدأت مع الرئيس الأسبق باراك أوباما الذي أراد الخروج من المنطقة عبر الاعتراف بإيران قوة لها حق تقاسم المنطقة، لكن فشل ذلك المخطط، والآن تسعى الإدارة الأمريكية الجديدة لتكرار القصة القديمة، مطالبًا بعمل سعودي دؤوب في واشنطن، ومزيد من الحوار والتواصل، وليس التصعيد أو الانكفاء.

القصة أقدم من خاشقجي

وفي مقاله "القصة أقدم من خاشقجي" بصحيفة "الشرق الأوسط"، يقول الحميد: "محتوى تقرير المخابرات الأميركية حول مقتل جمال خاشقجي يظهر لنا أن القصة أقدم من مقتل خاشقجي، ومقتله كان جريمة بكل المقاييس حاكمت الدولة مرتكبيها، وتحملت المسؤولية الأخلاقية؛ كونه مواطناً لها.. إلا أن محتوى تقرير المخابرات، خصوصًا أنه مجرد تحليل وتكهنات لا ترقى للنشر حتى بصفة مقال في صحيفة محترمة، حيث لا أدلة ولا وقائع تستوجب حتى التوقف أمامها، يظهر لنا أن القصة أقدم وأكثر تعقيداً".

القصة بدأت مع أوباما

أوباما أراد الخروج من المنطقة وتركها لإيران

ويرصد "الحميد" القصة منذ رئاسة أوباما الذي أراد الخروج من المنطقة وتركها لإيران، ويقول: "القصة بدأت تحديداً منذ قدوم الرئيس الأسبق باراك أوباما للحكم، ورغبته الواضحة في الانسحاب من المنطقة، وإبرام اتفاق نووي، والحقيقة أنه كان أكبر حتى من اتفاق نووي، مع إيران .. أراد أوباما الخروج من المنطقة بالاعتراف بإيران قوة لها حق تقاسم المنطقة، وإقامة علاقات معها، وتمكين الإسلاميين بحجة اعتدالهم، أي (الإخوان المسلمين)، وذلك وفق آيديولوجيا، وليس استراتيجية، وهو ما جُوبِهَ بموقف سعودي".

موقف السعودية الحاسم

ويؤكد "الحميد" موقف السعودية الحاسم من مخطط أوباما ويقول: "وقتها اتخذت السعودية موقفاً حاسماً للدفاع عن الدولة، وعبور الجسر لإنقاذ البحرين، وقت ما عرف زوراً بالربيع العربي، وكان ذلك ضد مواقف إدارة أوباما أيضاً؛ مما أدى إلى انطلاق حملة منظمة لشيطنة السعودية.. نعم، مقتل خاشقجي جريمة، لكن الموقف ضد السعودية كان مبكراً؛ حيث انطلقت حملة شيطنة السعودية بعد موقفها من الاتفاق النووي المجحف مع إيران، والموقف الأوبامي المتهور بالربيع العربي، وميله للموقف التركي الإخواني، وخذلانه الثورة السورية إرضاء لإيران".

تقرير التكهنات والاحتمالات

ويعلق "الحميد" على لغة التقرير ويقول: "لذا لا غرابة في أن ينطوي تقرير المخابرات الأميركية على تكهنات وتحليل من دون إيراد معلومة؛ إذ كتب بلغة تهدف إلى شيطنة السعودية؛ مما أدى إلى صدمة حتى لدى بعض الإعلام الأميركي المعروف عنه تحريضه ضد السعودية، وليس العقلاء وحسب".

بايدن نشر تقرير الاحتمالات والتكهنات بعدما تورط بوعود انتخابية

ويؤكد الكاتب أن نشر تقرير الاحتمالات والتكهنات جاء بعد تورط بايدن في وعود انتخابية، ويقول: "الواضح الآن هو أن الإدارة الأميركية الجديدة صدمت بأن إدارة ترمب كانت على حق عندما قالت إن التقرير لا ينطوي على شيء مهم، لكنها (أي إدارة بايدن) تورطت في الوعود الانتخابية وضغوط اليسار.. ولذا قررت نشر التقرير ليحصل على ما يحصل عليه من ضوضاء، لتفي بوعودها الانتخابية، وتحيد اليسار هناك، ثم تمضي قدماً للتعامل مع الرياض بشكل طبيعي، لكن وفق الخطة الأوبامية نفسها، وهي شيطنة السعودية".

علينا أن نكون حذرين في التعامل مع هذه اللعبة

ويطالب "الحميد" بأن نكون حذرين في التعامل مع لعبة شيطنة السعودية، ويقول: "عليه، علينا أن نكون حذرين لهذه اللعبة القديمة الجديدة، وهي شيطنة السعودية؛ لأن أهدافها آيديولوجية، والدليل الموقف اليساري بأميركا أيضاً ضد إسرائيل بسبب الموقف من إيران، مع إضافة مصر.. والأمر واضح؛ حيث تلام السعودية على ملف حقوق الإنسان رغم كل الإصلاحات الثورية بالسعودية التي تلام أيضاً على ممارسة حقها المشروع بالدفاع عن نفسها أمام العدوان الحوثي بدعم إيراني، وتنفيذها للقرار الأممي بعودة الشرعية في اليمن.. يحدث كل ذلك بينما نجد حملات إعلامية يسارية بأميركا تدفع لضرورة التقارب الأميركي مع إيران التي تحتل أربع عواصم عربية، وتقوم بإعدام حتى المصارعين، وليس الصحافيين والمعارضين، هذا عدا عن تصفية معارضي إيران في العراق ولبنان وسوريا".

مزيد من الحوار والتواصل

وينهي "الحميد" مطالبًا بمزيد من الحوار والتواصل مع واشنطن، ويقول: "عليه، فإن القصة هي قصة شيطنة السعودية، وهي أقدم من قصة خاشقجي، وهذا يتطلب عملاً سعودياً دؤوباً في واشنطن، ومزيداً من الحوار والتواصل، وليس التصعيد أو الانكفاء".

صحيفة سبق اﻹلكترونية