أخبار عاجلة

"نعم.. أعرف".. تفاصيل جواب الأسد عن أزمة خنقت سوريا

"نعم.. أعرف".. تفاصيل جواب الأسد عن أزمة خنقت سوريا "نعم.. أعرف".. تفاصيل جواب الأسد عن أزمة خنقت سوريا

جي بي سي نيوز :- قبل سنوات، كان الهم الأكبر للنظام في سوريا تحقيق مكاسب على الأرض، ظاناً أن هذه هي الخطوة الأهم لتثبيت حكمه، إلا أنه تفاجأ اليوم عندما اصطدم بالواقع.

فعلى الرغم من أن 65% من مساحة سوريا أضحت تحت سيطرة قواته، إلا أن التهديد الأكبر الذي يواجه النظام اليوم هو الأزمة الاقتصادية. وقد بدا ذلك واضحاً في اجتماع بشار الأسد الأخير الذي أعلن فيه رأس النظام وعلى الملأ عجزه عن إيجاد تدابير تنهي الأزمة.
ففي لقاء خاص مع صحافيين سُئل الأسد عن الانهيار الاقتصادي في سوريا، والذي يشمل انهيار العملة الذي أضر بالرواتب، والارتفاع الهائل في السلع الأساسية والنقص المزمن في الوقود والخبز ، وفقا لـ "العربية" .

وبحسب مصدر مطلع على الحوار نقلت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" المعلومات، أن الأسد أجاب: "نعم .. أنا أعرف"، إلا أنه لم يقدم أي خطوات ملموسة لوقف الأزمة.

عاجز وبعيد عن الواقع.. من يهدد الأسد اليوم؟
وبحسب التقرير، لم تعد التهديدات المباشرة للأسد متمثلة بالفصائل المسلحة أو القوى الأجنبية التي لا تزال تسيطر على مساحات شاسعة من البلاد، وإنما أزمة اقتصادية خانقة طاحنة أعاقت إعادة إعمار المدن المدمرة، وأفقرت السكان وجعلت أكثر من 9.3 مليون شخص لما يكفي من الغذاء.

ووفقاً لتقرير الصحيفة، فإن الاجتماع مع الأسد كان الشهر الماضي، وبدا فيه رأس النظام بعيداً تماماً عما يجري على الأرض وبين الناس، وظهر عاجزاً منفصلاً عن الواقع أيضا.

فقد تحدث رئيس النظام عن مجموعة من القوى ألقى عليها اللوم فيما وصلت إليه سوريا من ويلات ومنها: "وحشية" الرأسمالية العالمية، و"غسيل المخ" من قبل وسائل التواصل الاجتماعي و"النيوليبرالية"، ما اعتبرها مراقبون مصطلحات بعيدة تماماً عن معاناة السوريين على الأرض.

وجاء كلام الأسد في فترة بات فيها الاقتصاد السوري أسوأ من أي وقت مضى منذ بدء الحرب في عام 2011، حيث وصلت الليرة السورية هذا الشهر إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار في السوق السوداء، مما أدى إلى انخفاض قيمة الرواتب وارتفاع تكلفة الواردات، وبالتالي زادت أسعار المواد الغذائية أكثر من الضعف عن العام الماضي.

أسباب كثيرة ووجع واحد
أما على الأرض، وبحسب التقرير، فإن معظم السوريين باتوا يكرسون أيامهم لإيجاد الوقود لطهي الطعام وتدفئة منازلهم، والوقوف في طوابير طويلة للحصول على الخبز، مع انقطاع شبه تام للتيار الكهربائي، فبعض المناطق لا تجد كهرباء حتى لشحن الهواتف المحمولة يومياً.

فالطبيب اليوم الذي من المفترض أنه من أعلى الرتب في المجتمع السوري، بات يكسب ما يعادل أقل من 50 دولارا في الشهر، ما اضطر أغلبهم لترك البلاد والسفر.


إلا أن الأسباب عندهم باتت معروفة، فالحرب خلفت أضراراً واسعة، والعقوبات الغربية وأزمة لبنان الجار لتختمها عمليات الإغلاق بسبب تفشي المستجد.

الحلفاء عاجزون أيضاً
وما يزيد الطينة بلة أن حليفتي الأسد الاستراتيجيين، وإيران، لم تعودا قادرتين على تقديم المساعدات الإنسانية كونهما بالأساس تعانيان من قلة الموارد جراء العقوبات الغربية وتبعات الوباء.

وجاء ذلك باعتراف روسي رسمي، فقد أكد السفير الروسي في سوريا ألكسندر قبل أيام أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا اليوم صعب للغاية، وأن إرسال المساعدات أضحى "صعبًا جداً" لأن روسيا أيضًا تعاني من الوباء والعقوبات.

يشار إلى أنه خلال الأيام الماضية، هوت مجددا الليرة السورية إلى مستوى قياسي مع التدافع لشراء الدولار في بلد يعاني نقصا حادا من النقد الأجنبي.

وأدى انهيار العملة إلى ارتفاع التضخم مما زاد معاناة السوريين لتوفير كلفة الغذاء والطاقة والاحتياجات الأساسية الأخرى.

يذكر أن الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الإغاثية كانت قد حذرت مراراً من أن السوريين يواجهون أزمة جوع لم يسبق لها مثيل، حيث يفتقر أكثر من 9.3 مليون شخص لما يكفي من الغذاء.

جي بي سي نيوز