أخبار عاجلة

تعرف على قصة "ابن عدوان الهلالي" وعلاقته لأكثر من قرن بجبل عفف

قتل أربعة من النمور.. وطائرة إخلاء نقلته إلى جدة وأعادته بتوجيه أمير مكة

تعرف على قصة

لم تكن علاقة المواطن (أحمد بن عدوان المسافري الهلالي 120 عامًا) بجبل عفف علاقة وليدة المصادفة بل علاقة مواطن بوطنه، بعد أن غرس الأجداد والآباء حب ذلك الجبل في قلوب أبنائهم حتى أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية.

"سبق" التقت ابنه المواطن فواز الهلالي وحاورته حول نشأة العلاقة بين والده وبين قمة جبل عفف، والممتدة لأكثر من قرن من الزمن، ذلك الجبل الذي يتميز بالارتفاع الشاهق، عديم الخدمات، وعر الطرقات، وقد يكون مليئًا بالوحوش والحيوانات.

يقول الهلالي: علاقة والدي بجبل عفف هي علاقة تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل منذ مئات السنين، فقد عاش والدي (أحمد بن عدوان - رحمه الله) فيه 120 عامًا قبل أن يتوفاه الله، اتخذ خلالها من الأرض مزارعًا، ومن الكهوف بيوتًا، ومن الحيوانات والنباتات طعامًا، ومن مياه الأمطار شرابًا، كما أنه تمكن من قتل أربعة من النمور خلال فترة حياته في قمة الجبل.

ويضيف الهلالي: تعرض والدي (أحمد بن عدوان) لوعكة صحية، ولم نستطع إنزاله من الجبل لوجود مشقة في ذلك، حيث كنا نستخدم الجمال فقط لحمل المتاع والإنسان، ويستغرق صعود الجبل لأكثر من ثلاث ساعات، فقام شقيقي الأكبر بإرسال برقية للأمير ماجد بن عبد العزيز (رحمه الله) أمير منطقة مكة المكرمة آنذاك، موضحًا فيها حال والدي وصعوبة نقله من قمة الجبل لوعورة المنطقة، فما كان من الأمير إلا أن وجّه بطائرة إخلاء قامت بنقله لمستشفى الملك عبد العزيز بجدة.

ويستطرد الهلالي حديثه: أثناء وجود والدي في المستشفى أرسل له الأمير ماجد بن عبد العزيز (رحمه الله) مندوبًا لحصر احتياجاته إذا كان يرغب في توفير مسكن له في الليث أو أضم أو جدة أو مكة المكرمة، وكذلك ما يحتاج إليه من متطلبات الحياة الأخرى، لكن والدي طلب شيئًا واحدًا فقط (العودة لقمة جبل عفف)، فبعد أن تعافى – ولله الحمد – تم إعادته لجبل عفف بتلك الطائرة التي أقلته سابقًا.

ويقول الهلالي: لم يكن والدي حال حياته يفكر يومًا" في مغادرة الجبل والانتقال للحياة في السهول وعلى أطراف الأودية والقرب من الخدمات، لولا أن ظروف الحياة أجبرته على ذلك، حيث انقطعت المياه في الجبل بسبب شح الأمطار، فطلب من الأسرة مغادرة الجبل جميعًا" والنزول إلى أسفله حيث توفر المياه وسهولة الطرق، وهو سيبقى في القمة، على أن نرسل له ماء، لكننا استطعنا أن نجد حيلة لإنزاله، فطلبنا منه النزول معنا على أن نقوم بإعادته حال نزول الأمطار وتوفر المياه في الجبل. وحينما غادرنا الجبل لم يعش طويلاً" حيث توفاه الله بعد أن تجاوز عمره 120 عامًا"، قضاها جميعا" قي قمة جبل عفف.

ويؤكد المواطن فواز الهلالي: بعد وفاة والدي- رحمه الله - استقررنا في أسفل الجبل حيث الخدمات مثل الأسفلت والكهرباء والتعليم، لكننا ما زلنا نقوم بصعود الجبل بشكل أسبوعي منذ وفاة والدي وحتى اليوم، لأننا لا نجد الراحة النفسية والحياة السعيدة إلا في قمة الجبل على الرغم من وعورة الطريق وعدم توفر الخدمات، فهناك يوجد لنا مزارع منتجة ولله الحمد، والأجواء باردة جدًا حيث لا تتجاوز في أغلب الأحيان 18 درجة مئوية.

المواطن الهلالي ناشد وزارة الطرق ووزارة السياحة بالنظر لجبل عفف والذي في حال وجد الاهتمام من قِبل الجهات المعنية فإنه سوف يصبح مقصدًا سياحيًا مهمًا، ورافدًا" من روافد الاقتصاد للوطن.

تعرف على قصة

تعرف على قصة

تعرف على قصة

تعرف على قصة

تعرف على قصة

تعرف على قصة

صحيفة سبق اﻹلكترونية