إحداهن توفيت.. كيف تخلصت طالبة الإعدادية من زميلاتها في الإسكندرية؟

05:55 م الثلاثاء 26 يناير 2021

الإسكندرية –محمد عامر:

كشفت إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الإسكندرية، غموض واقعة تسمم 3 تلميذات بالصف الثالث الإعدادي في مدرسة أبو بكر الصديق بمنطقة العامرية قبل عام، ما أسفر عن مصرع أحدهن وإصابة أخرى بفشل كلوي ونجاة الثالثة.

تعود الواقعة إلى 23 يناير 2020 عندما تلقى مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية إخطارًا بتسمم 3 تلميذات بمدرسة أبو بكر الصديق بدائرة قسم شرطة العامرية ثان.

انتقل ضباط وحدة مباحث القسم إلى المستشفى الأميري الجامعي، وتبين من الفحص إصابة الفتيات الثلاث بحالة إعياء شديد وتسمم إثر تناول وجبة "جاتوه" أثناء استقلالهن "تروسيكل" في طريق عودتهم إلى المنزل رفقة آخريات.

جرى نقل التلميذات المصابات إلى المستشفى الأميري الجامعي، لتلقي العلاج اللازم، وحرر محضر بالواقعة -وقتها- بقسم شرطة العامرية ثان.

وفي وقت لاحق وتحديدًا في 3 فبراير الماضي، ورد إخطار من المستشفى الأميري الجامعي إلى قسم الشرطة بوفاة إحدى التلميذات وتدعى "إسراء كمال عوض"، متأثرة إصابتها بتسمم، فيما أصيب أخرى بفشل كلوي، وإنقاذ الثالثة.

أمرت النيابة العامة بتشريح جثة المتوفية وسؤال زميلاتها المصابات، فيما وجه اللواء محمود أبو عمرة، مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، بتشكيل فريق بحث لبيان وجود شبهة جنائية من عدمه.

كشفت التحقيقات أن التلميذات تناولن وجبة من "الجاتوه" وأصيبن بإعياء، إلا أن تقرير الطب الشرعي لم يحدد سبب الوفاة ونوع المادة المأخوذة من عينة أمعاء التلميذة المتوفية.

تضمنت خطة البحث إعادة مناقشة المصابتين، وإجراء تحريات موسعة حول الواقعة.

أكدت التحريات وجود مشاعر غيرة بين ثلاث تلميذات من ذات القرية والمدرسة تجاه المصابات الثلاث في الحادث بسبب تفوقهن الدراسي، فجرى إعادة استدعاء أحدهن للتحقيق.

اعترفت التلميذة المذكورة وتدعى "شيماء.م.ال" أمام ضباط المباحث، أنها واثنتان آخرتان من زميلاتها كان يشعرن بالغيرة من التلميذات الثلاثة –جيراهم بذات القرية- بسبب تفوقهن الدراسي، فقررن تعطيلهن عن دخول الامتحان.

أضافت أنها اتفقت مع زميلاتها "دنيا.س.ج" و"نادية.ن.أ" على دس السم للفتيات الثلاث المتفوقات، قائلة: "توجهت إلى أحد المحلات بقرية مصطفى كامل في العامرية وطلبت 8 قطع جاتوه وكيس مبيد حشري شديدة السمية".

وتابعت: "وضعت المبيد الحشري داخل 3 قطع من الجاتوه ووضعت علامة عليها.. وتركت القطع الباقية حتى لا يتم اكتشافها.. وبمجرد ركوب التروسيكل أعطيت صديقاتي القطع الخالية من السم وأعطيت الأخريات القطع المسممة".

أشارت "شيماء" إلى أنها أصيبت هي الأخرى بسبب ملامسة القطعة التي تناولتها لإحدى القطع المسممة ولكنها خرجت من المستشفى عقب تلقي العلاج، مؤكدةً أنها لم تكن تعلم أن المبيد الحشري يؤدي إلى الوفاة، قائلة: "أردت تعطيلهم عن الدراسة والتفوق فقط".

ألقى القبض على التلميذات الثلاثة مرتكبات الواقعة، وباشرت النيابة العامة التحقيق.​