رحلة القطار الأخيرة.. ذهب ليحتفل بالعيد مع أسرته فحضروا لاستلام جثته

رحلة القطار الأخيرة.. ذهب ليحتفل بالعيد مع أسرته فحضروا لاستلام جثته رحلة القطار الأخيرة.. ذهب ليحتفل بالعيد مع أسرته فحضروا لاستلام جثته

مصراوي Masrawy

08:30 م الجمعة 08 يناير 2021

كتب - محمد شعبان:

فور حصوله على إجازة انتظرها طويلا حزم حقائبه قاصدا مسقط رأسه للاحتفاء بعيد الميلاد مع أسرته. سيناريو سنوي اعتاد "بولس" ترجمة تفاصيله على أرض الواقع لمشاركة الأهل والأحباب فرحة العيد التي تبددت هذا العام وانتهت في المقابر.

بحثا عن فرصة عمل تمنحه راتبا شهريا يعينه على تلبية متطلبات الحياة، استقر الحال بابن قرية تلا محافظة المنيا في مركز البدرشين جنوب البدرشين.

عمل صاحب الـ46 سنة في صيدلية "الظاهر" لمالكها الدكتور سامح بشارع آثار سقارة. طوال فترة عمله بالصيدلية حظي بولس عزيز بحب واحترام الجميع.

مواقف عدة اكتسب بفضلها الأربعيني ثقة وتقدير أهالي القرية ذات الطابع الأثري حتى لقبه كثيرون بـ"الطيب الجدع".

مطلع شهر يناير من كل عام، يسافر "بولس" إلى بلدته تزامنا مع عيد الميلاد المجيد الأمر الذي حرص على إتمامه في 2021 لكن القدر لم يمهله الفرصة.

مساء البارحة توجه "بولس" إلى محطة القطار لاستقلال إحداها. اكتظ الرصيف "اتجاه الصعيد" بالركاب. يأمل كل منهم في إيجاد موضع قدم ينضم بفضله إلى الرحلة.

مع دخول القطار المحطة، استعد الواقفون لمنافسة تقترب من الحرب.

"متركبش القطر دا زحمة" بهذه الكلمات نصح أحد الأشخاص "بولس" تبعه آخر "استنى يابني لحد ما ييجي غيره يبقى فاضي شوية".

أصر "بولس" استقلال القطار الواصل للتو إلا أن حظه العثر أنهى حياته. اختل توازنه وانزلقت قدماه.

يروي شاهد عيان المشهد بحسرة "الركاب حاولوا الإمساك به من الداخل لكن إيده ورجله فلتت فنزل تحت عجلات القطار في ثانية".

أبلغ الأهالي شرطة النجدة وهيئة الإسعاف وتم نقل الجثة إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة فضلا عن إخطار أسرته لاستلام الجثمان وسط حسرة من الحضور "كان جدع وعمره ما زعل حد".

كورونا.. لحظة بلحظة

كورونا فى

كورونا فى العالم

مصراوي Masrawy