أخبار عاجلة

في كأس ولي العهد.. "شقران لا يزال في المقدمة"!

في كأس ولي العهد..

"شقران في المقدمة" واحدة من أشهر العبارات خلال العقود الثلاثة الماضية في الشارع السعودي، ولاقت رواجًا كبيرًا بين مختلف الأوساط الرياضية، بل تكاد تكون الوحيدة التي بقي أثرها حتى يومنا الحاضر.

ولم تأتِ هذه العبارة من فراغ؛ لكونها تتعلق بذلك الحصان الأشقر الجميل الذي تم استقطابه من الولايات المتحدة الأمريكية لصالح الإسطبل الأزرق لأبناء الأمير محمد بن سعود الكبير؛ بهدف المنافسة على البطولات الكبرى في 1993م.

وتفصيلاً، أُطلق على الحصان الأشقر اسم "شقران" بدلاً من اسمه الأصلي "أناذور ريفيو"، حينما كان نظام نادي الفروسية (نادي سباقات الخيل حاليًا) يسمح بتغيير أسماء الخيل الأجنبية إلى العربية. وحينها كانت التوقعات كبيرة جدًّا بأن يحصد الكثير من الألقاب المهمة في السباقات المحلية عطفًا على تاريخه في السباقات الأمريكية، إلى جانب تميزه بالشكل النادر، والسلالة المنتجة للأبطال.. إلا أن الحظ لم يحالفه في السباقات؛ إذ خرج بأربعة انتصارات بالميدان السعودي، منها ثلاث كؤوس اعتيادية، وحل ثانيًا في كأس الملك لعام 1413هـ خلف الجواد "رزق الله"، وثالثًا في كأس ولي العهد أيضًا خلف الجواد "رزق الله" و"صيتة" عام 1414هـ، ثم اعتزل السباقات بسبب الإصابة.

وسارت الأيام بالفحل "شقران" في مزرعة نوفا لإنتاج الخيل، المغذي الرئيسي للإسطبل الأزرق، لتعاود الظهور عبارة "شقران في المقدمة" كبارقة أمل مهمة في مستقبل صناعة الخيل ، من خلال مؤشرات الجيل الأول من أبنائه في جذب المنتجين بقوة، وتهافتهم عليها بمعدلات عالية، وحقق أبناؤه ًا قياسية في مزادات الخيل، حتى أثبتوا علو كعبهم في السباقات من خلال أسماء كثيرة، سطرت وجودها بانتصارات متعددة على مختلف المسافات؛ لتتأكد هذه العبارة بشكل قاطع في صدارة "شقران" بوصفه أكثر الفحول السعودية التي قدمت فائزين بكأس ولي العهد الأمين للإنتاج المحلي منذ أن اعتُمدت في عام 1415هـ حتى يومنا الحاضر.

ومن أبنائه الذين حققوا كأس ولي العهد البطل "شقار" عام 1423هـ، ثم البطل "طيف" عام 1425هـ، والبطل "ابن شقران" عام 1426هـ الذي يُعد آخر أبنائه وأغلاهم سعرًا؛ إذ بيع بمبلغ 4.2 مليون ريال؛ ليخلف الفحل "شقران" رصيدًا مميزًا من الانتصارات من خلال أبنائه، وصلت إلى 151 فوزًا من أصل 1377 مشاركة بالميدان السعودي.

ولا يزال يدور في الأذهان السبب الرئيسي والسر في تميُّز "شقران" عن أقرانه، وتأثيره الكبير الذي ارتقى بإنتاج الخيل السعودية في تلك الفترة. وإن تخلينا عن عامل الحظ والتوفيق الذي يعتبر عنصرًا أساسيًّا في عالم الخيل فهو يمتلك سلالة فريدة ومختلفة عن أغلب خيل السباق من حيث خط الدم المتسلسل من الفحل "باك باسر" الذي يعد من نوادر السلالات التي يبحث عنها منتجو الخيل من أجل اكتساب صفات وراثية جديدة، تزيد من فرص النجاح، بحكم أن تخالف تقاطعات الدماء في الخيل مهم جدًّا في عمليات إنتاج الخيل، وهذا ما تحقق بين خط دمه مع غالبية خيل السباق الموجودة في السعودية التي تعود في سلالتها إلى خطوط دماء معروفة، مثل "مستر بروسبكتر"، و"آي بي أندي"، و"نورثرندانسر".

تجدر الإشارة إلى أن مشوار "شقران" كان حافلاً بالانتصارات العالمية قبل قدومه إلى السعودية؛ فهو ابن الفحل العالمي "بكارو" من مواليد ١٩٨٨، الذي تمكن من المشاركة في "الكنتاكي ديربي" لعام ١٩٩١م، أعرق وأشهر السباقات على المستوى العالمي. وحقق أيضًا المركز الأول في شوط "كاليفورنيا ستيكس" المصنف للفئة الأولى، إضافة لأشواط فئوية عدة أخرى ومراكز متقدمة؛ إذ بلغت قيمة جوائزه 752.370 دولارًا أمريكيًّا.

بقي القول بأنه بالرغم من الإنجازات التي حققها الإسطبل الأزرق في كأس ولي العهد الأمين، سواء بفوزه بالكأس 18 مرة، أو من ناحية تصدُّر الفحل شقران من حيث أبناؤه الأكثر فوزًا بها، إلا أنه سيغيب عن المشاركة بها في نسختها الـ54 التي ستقام السبت المقبل بعد أن توقف عن المشاركات منذ الموسم الماضي.

صحيفة سبق اﻹلكترونية