أخبار عاجلة

«ذرة» تجذب السيّاح رغم نقص الخدمات

«ذرة» تجذب السيّاح رغم نقص الخدمات «ذرة» تجذب السيّاح رغم نقص الخدمات

 سلمان السلمي (مكة المكرمة)

منطقة ذرة التي اكتشفها فريق من هيئة السياحة والآثار، تبعد عن مكة المكرمة وجدة قرابة 200 كلم شمالا، حيث تقع شرق طريق الهجرة مكة المكرمة ــ المدينة المنورة بقرابة 20 كلم، واعتبروها منطقة سياحية جديدة، بعدما أبدوا إعجابهم بها لتميزها بمقومات السياحة تمهيدا للقيام بدراستها لمعرفة ما ينقصها من خدمات لاستكمالها، وكذلك دعوة رجال الأعمال لزيارة هذه المنطقة للاستثمار السياحي بها.. «عكـاظ» تجولت في المنطقة ورصدت تلك المقومات.عند وصولنا للمنطقة فإن أول ما قابلنا فيها أشجار العرعر ورائحته المميزة إلى جانب الشث والخزامى، حيث تكثر في هضابها الأشجار الكثيفة خاصة السيال والسدر والسمر.كما تتميز المنطقة بمرتفعات ذات إطلالة مباشرة على منطقتي مكة المكرمة وجدة، حيث يتحدث سكانها بأنهم يرون في المساء من شرفات هذه المرتفعات التي يتجاوز ارتفاعها ارتفاع قمة جبل الهدا في مدينة الطائف، إضاءة مدينتي جدة ومكة المكرمة.والداخل إلى ذرة، كما ينطقها بعضا من أهلها، بينما تسميها بعض الأجهزة الحكومية باسم حرة الشرع، يلاحظ أن أرض ذرة تتميز بالسهولة فهي عبارة عن أودية صغيرة وهضاب جميلة ذات ارتفاعات متوسطة وصخور صغيرة الحجم، حيث تبلغ مساحة منطقة ذرة قرابة 70 كيلو مترا طولا و50 كيلو عرضا، حيث يوجد فيها عدد من المزارع التي تتميز بزارعة أشجار النخيل وبعض الفواكه التي تنبت في المناطق الباردة؛ مثل العنب والرمان حيث إن درجة الحرارة فيها تتراوح ما بين 30 درجة و25 درجة مئوية في فصل الصيف فيما تنخفض فيها درجة الحرارة في فصل الشتاء إلى قرابة 15 درجة مئوية.«عكـاظ» التقت بعدد من سكان هذه المنطقة في جلسة بالهواء الطلق الذين تحدثوا عن منطقتهم وما بها من مقومات سياحية وكذلك ما تحتاجه من خدمات مستقبلية، مطالبين بضرورة تطوير منطقتهم واستكمال الخدمات مؤكدين أنها بعد ذلك ستكون أفضل منطقة جذب للسياح من مختلف مدن المملكة. في البداية، تحدثنا إلى الشيخ دخيل وخيضر المحمادي السلمي، فقال إن منطقة ذرة منطقة لا تقل عن مدينة الطائف سواء في جوها أو في نقاء هوائها واعتدالها، مشيرا إلى أنهم لا يعرفون ميكيفات الهواء مطلقا، لأن الجو لديهم بارد شتاء معتدل صيفا. وأضاف «منطقتنا ذات جذب سياحي، إلا أن تأخر وصول الخدمات ونقصها بها جعلها تتأخر عن بقية المدن الأخرى، مثل الطائف والباحة والمناطق المحيطة بها، فالتيار الكهربائي لم يصل للمنطقة، إلا قبل سنوات قليلة كذلك الطرق، فهناك بقية من الخدمات التي ما زالت معدومة حتى الآن، مما كان له أكبر الأثر في تأخر المنطقة سياحيا.وأكد الشيخ دخيل، أنه رغم النقص في الخدمات إلا أن المنطقة بدأت حاليا تجذب السكان إليها، فقد عاد إليها أبناؤها الذين هجروها سابقا، وأصبحت الآن تعج بالناس، خاصة في فصل الصيف وفي مواسم الأعياد، حيث تعيش المنطقة حاليا هجرة عكسية من المدن الكبيرة مثل مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة.واستطرد الشيخ دخيل يقول «لقد زارنا مؤخرا وفد من هيئة السياحة والآثار وقام بجولة على المنطقة رافقتهم خلالها، وشاهدوا المقومات السياحية التي تتميز بها المنطقة، خاصة الهواء المعتدل والأماكن المرتفعة فيها مثل الشفا وجماد وبقية الأماكن ذات الإطلالات الشاهقة، وقد أبدى الوفد اهتمامه بها ووعدنا بأن الهيئة سترسل فريقا لعمل دارسة متكاملة للمنطقة تمهيدا لنقلها إلى منطقة سياحية مكتملة الخدمات».وأكد الشيخ دخيل وخيضر، أن المنطقة تحتاج إلى بنية تحتية بشكل عاجل مثل ازدواجية الطريق الذي يربطها بطريق الهجرة وعمل كوبري لوادي شيعات، وكذلك توفير سفلته للمنطقة بشكل جيد وتوفير مياه صالحة للشرب، حيث إن المياه الموجودة حاليا تجلب من مسافة بعيدة وغير كافية لسقيا السكان الذين يتجاوز عددهم قرابة سبعة آلاف نسمة، إضافة إلى إقامة مستشفى والتعجيل بتنفيذ المخطط الذي أقرته البلدية مسبقا لتوزيعه على المواطنين.واعتبر الشيخ جابر سالم البناتي السلمي، المنطقة بأنها مصيف لكافة سكان المناطق المجاورة لها، حيث تجدهم فيها حاليا رغم عدم وجود خدمات مناسبة، إذ إنها لم تجد العناية والاهتمام مثلها مثل بقية مصايف المملكة من الجهات الخدمية، وأضاف «لو وجدت عناية واهتماما لربما فاقت المصائف الأخرى، لذا نأمل أن تعمل هيئة السياحة والآثار على تطوير المنطقة وإدخال مستثمرين ليقوموا ببناء أبراج وفنادق للمصطافين، كما نأمل أن تتم تنمية البنية التحتية من سفلتة وإنارة لكافة المنطقة وتوفير كافة المستلزمات الضرورية التي يحتاجها السائح»، مشيرا إلى أن المنطقة تتميز بتوسطها بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، مما يؤهلها لأن تكون البوابة الشمالية لمنطقة مكة المكرمة.وطالب الشيخ جابر الجهات الخدمية بتطوير المنطقة بشكل عاجل فيكفي، ما لاقته من عدم اهتمام طيلة السنوات الماضية، ولو تم تطويرها لساهم ذلك في تقديم خدمة لسكان المناطق الواقعة شمالي منطقة مكة المكرمة التي تفتقد للمناطق السياحية، موضحا أن تطوير المنطقة سيقدم خدمة كبيرة لسكانها ويجنبهم عناء الذهاب والسفر الى المصايف البعيدة عنهم.

جي بي سي نيوز