تُعتبر تجربة التعلم عن بُعد تجربة جديدة، لأول مرة تُطرح لطلاب التعليم العام. وتكمن صعوبتها في مدى قدرة المعلم على جذب انتباه الطلاب، وبخاصة الصفوف الأولية. وتتأكد أكثر عند طلاب الصف الأول؛ كونها تجربة مختلفة عن تلك التي كانوا يتوقعونها، وهي الانتظام في الفصول؛ وهو ما يخلق انطباعًا جديدًا لديهم.
"سبق" بدورها وقفت على بعض المواقف التي حصلت أثناء التعلم عن بُعد من مخالفات، تتمثل في طرد بعض الطلاب من منصة "مدرستي" لأسباب عديدة، قد تكون من طرف واحد، أو الطرفين (المعلم والطالب)، ويكون تأثيرها ووقعها أكبر على طالب الصف الأول الابتدائي، والموقف المصاحب له، والتأثير النفسي للموقف.
من جانبها، قالت المستشارة الأسرية ومدربة تطوير الذات، الأستاذة خلود عبدالله المنصور، لـ"سبق": "تكون تجربة طلاب الصف الأول الابتدائي استثنائية، ويجب أن يعاملَوا بشكل مختلف؛ إذ إن أول سنة دراسية من عمر هذا الطفل تبقى الركيزة الأولى والأهم في مسيرته العلمية، وربما حتى العملية".
وأضافت: "يجب أن يتقاسم الأهل والمعلم مسؤولية الاهتمام بطلاب الصف الأول، وخصوصًا عن بعد؛ كونه عالمًا افتراضيًّا، لا يعرفه ولا يستطيع تصوره؛ لأنه لم يرَهُ".
وتابعت: "لا نستطيع أن نلقي باللوم على أحد الطرفين عند أي خلل أو مشكلة. فمن جهة يجب على الأُم أن تبقى مع الطفل أثناء الحصة، وتساعده، وتدعمه، وتهيئ البيئة المناسبة للاستماع والتركيز. ومن جهة أخرى يجب على المعلم السعي جاهدًا في خلق العالم الافتراضي الجاذب لترغيبه، وشد انتباهه للحصة".
وقالت: "يحتاج الأمر لمجهود مضاعف؛ لأن هناك أدوات ضرورية مفقودة في التعليم عن بُعد، خصوصًا للأطفال، وبخاصة الصف الأول، ولكن هناك خطوطًا حمراء في التعامل مع هذا الطفل، من أهمها عدم طرده من الحصة الافتراضية مهما كان السبب؛ لما له من الأثر السلبي عليه؛ إذ يولد لديه شعورًا بالإحراج بين زملائه، والتوتر، والنفور، وكره الدراسة، وانعدام الثقة بنفسه، وربما لن ينسى هذا الموقف طول العمر".
وتابعت: "إن حصل وطُرد أي طالب فذلك ينم عن جهل المعلم والأم باحتياجاته النفسية والأكاديمية والتحصيلية، ولربما الاجتماعية. ويجب البحث جيدًا في سبب خطأ أو شغب هذا الطفل داخل الصف؛ لأنه إذا عُرف السبب سهل الحل".
ومن جانب آخر، أكد عدد من التربويين أن طرد الطالب من المنصة يعتبر إجراء غير صحيح إذا اتخذه المعلم حيال الطالب؛ فهناك لوائح وأنظمة تُتبع في حال وقوع مخالفات تتعلق بالتعلم عن بُعد، ويتم التدرج فيها تباعًا تجاه المخالفة الواقعة.
