أكد الأستاذ الدكتور سعد بن عايض العتيبي الأستاذ بجامعة الطائف المدير الإقليمي السابق لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة للشرق، أهمية الأمن البيولوجي كأحد الركائز الهامة للأمن الوطني.
ودعا العتيبي في حديثه لـ"سبق" إلى العمل نحو صياغة استراتيجية وطنية للأمن البيولوجي في المملكة العربية السعودية؛ ففي ضوء التقدم العلمي المتسارع في تطبيقات التقنية الحيوية كالهندسة الوراثية التي وصلت إلى مستوى مذهل من التطبيقات المختلفة لصالح الإنسان والبيئة في المقابل؛ فإن مخرجات هذا العلم استُخدمت من قِبَل الإنسان في بسط النفوذ والهيمنة والسيطرة من خلال استخدام الكائنات الدقيقة بكفاءة في الحروب البيولوجية كأسلحة جرثومية.
وأضاف العتيبي أن هذا التقدم العلمي المتسارع يقابله ضعف في القدرات الدولية والوطنية لمواجهة أي هجوم بيولوجي قادم؛ وهو ما أشار إليه الأمين العام للأمم المتحدة خلال مداخلته في مجلس الأمن لمناقشة جائحة فيروس كورونا المستجد في أبريل 2020؛ لافتًا إلى وجود نقاط ضعف وقصور في الاستعدادات لمواجهة هذا الوباء؛ محذرًا من حدوث وضع كارثي في حال تعرض أحد البلدان لهجوم بيولوجي من خلال الجماعات الإرهابية.
وأبان أن العديد من الدول أقرت استراتيجيات للأمن البيولوجي لحمايتها وحماية مصالحها من المخاطر البيولوجية الكبيرة؛ بغضّ النظر عن كيفية حدوثها وأيًّا كان ناشرها أو ما تؤثر عليه؛ حيث يتم من خلالها تحديد طبيعة تلك المخاطر والآثار المتوقعة وشرح الاستجابة المطلوبة لهذه التحديات. وأشار إلى أن الأمن البيولوجي يعتبر من المواضيع واسعة النطاق وذات درجة عالية من التعقيد حيث تتوزع سلطات مراقبة عناصر الأمن البيولوجي على عدد متنوع من الوزارات؛ مما يدعو إلى صياغة استراتيجية بشكل يتم من خلاله إيجاد منهج مشترك يتسم بقدر أكبر من التكامل في معالجة القضايا الأساسية، بالإضافة إلى بناء القدرات الوطنية بأفضل المستويات وترشيدها؛ بهدف تجنب الازدواجية.
وتابع أن المملكة العربية السعودية في ضوء رؤية 2030، قامت بتعزيز التكامل بين الأجهزة الحكومية وإعادة هيكلة العديد من الوزارات لتحقيق أعلى مستويات التكامل وفقًا لفلسفة فِرَق العمل الواحد؛ بما يسهم في رفع كفاءة الأداء.. ومن هذا المنطلق فإن إطلاق استراتيجية وطنية للأمن البيولوجي يعد مطلبًا حيويًّا يتم من خلاله الحد من خطر العوامل البيولوجية وبناء القدرات في الكشف عن وجود المخاطر البيولوجية، وكذلك التعامل مع الحوادث والتهديدات البيولوجية.
