أخبار عاجلة

التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.. كيان جامع يمثل إرادة السلام وحماية قيم الحياة

"القحطاني": إنشاؤه في توقيت حساس يمر به العالم الإسلامي

التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.. كيان جامع يمثل إرادة السلام وحماية قيم الحياة

أكد الباحث بالدراسات الاستراتيجية والأمنية اللواء الطيار متقاعد عبدالله بن غانم القحطاني، أن العالم الإسلامي يشغل رقعة واسعة جداً على سطح الكرة الأرضية تستغرق الشمس ساعات طويلة لاجتيازها.

وقال: إن "هذا التباعد الجغرافي أفرز تباينات ثقافية وفكرية وسياسية وخلق بدوره خلافات وتباينات في المواقف بين الدول الإسلامية، ثم جاء الإرهاب بفكره وتنظيماته وأسلحته وإعلامه واستغل تلك الظروف ليضرب جميع هذه الدول بلا استثناء، وفي المقابل فشل العالم في الإجماع على وضع تعريف موحد للإرهاب ومن ثم مواجهته".

وأضاف لـ"سبق": أن "العمل الإسلامي وخاصة السياسي والإقتصادي والأمني منذ ما قبل قيام أي منظمة إسلامية كان ولا يزال يعتمد على مبادرات ومشاريع تتبناها غالباً وتتكفل برعايتها ودعمها مع بقية اشقاءها، لكن المملكة هنا لا تميز نفسها بأكثر من مستوى عضويتها مع بقية الدول الاسلامية الأخرى في أي منظمة".

وتابع: "عندما توجد الرؤية الاستراتيجية والفكر القادر على التخطيط مع المقدرة على التنفيذ فمن المتوقع حينها حدوث ابتكارات غير عادية، وهكذا جاء التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب كمنظمة إسلامية دولية تسعى للتعاون مع المجتمع الدولي من أجل عالم آمن ومستقر ومن أجل خلق بيئة إنسانية مطمئنة وخالية من العنف والإرهاب والتطرف".

وقال القحطاني: "لقد أثمرت جهود العالم الإسلامي عن تعاون استراتيجي حقيقي بميثاق يجمع أكثر من 40 دولة لمحاربة الإرهاب عبر تحالف يستند على مبادئ القانون الدولي ويتوافق بمبادراته وأهدافه وجميع أعماله مع حرية الإنسان وكرامته ومع سيادة الدول واحترام شرعيتها وقوانينها ومع المعاهدات الدولية".

وأشار إلى أنه من هذه المنطلقات أصبح التحالف الإسلامي المبتكر لمحاربة الإرهاب يمثل إرادة السلام وحماية قيم الحياة، بالتشارك والتنسيق مع دول العالم التي يؤمن بالحرية وبناء مجتمعات إنسانية متعايشة يسودها التسامح، وهذا أصل رئيس في الدين الإسلامي ورسالته العالمية ويمثل توجهاً إسلامياً صادقاً ضد تهديدات وفكر وعدوانية الجماعات الإرهابية التي تمارس التخريب والقتل والاعتداء على حرية الفرد والمجتمع باسم الدين زوراً وبهتانًا.

وأضاف: أن "العارفين بتعقيدات الإرهاب وتصنيفاته وتعاريفه وتعدد منظماته يعلمون أنه ليس اعتيادياً التقاء إرادة إحدى وأربعين دولة إسلامية لتشكل تحالفاً يقوم بأعمال مشتركة ومنسقة لمحاربة الإرهاب عبر مجالات أربعة لم تعالجها التحالفات الأخرى، وهي الفكر والاعلام ومصادر التمويل التي تقف خلف الإرهاب، وتطوير منظومات الدفاع المتحالفة لمواجهة ذلك الإرهاب".

وتابع "القحطاني": أن المنصف في هذا العالم يدرك أن هذه الاستراتيجية وهذه الرؤية التي صنعت تحالفاً أمنياً إسلامياً ضد الإرهاب يعتبر إنجازاً دولياً يحسب للعالم الإسلامي بأكمله شعوباً ودولاً ومنظمات وأقليات في سبيل محاربة أشكال العنف والتطرف والكراهية، كما أنه يعتبر إسهاماً إسلامياً فاعلاً مع الجهود الدولية الأخرى لحفظ الأمن والسلم الدوليين، وهذا يكفي للرد على من يتهم رسالة الإسلام زوراً بالإرهاب".

وقال: "نحن أمام كيان إسلامي جامع على شكل تحالف دولي مهمته محاربة الإرهاب والجرائم والغلو ومسبباتها وسبل مواجهتها، والكثير يعلم أن هذا التحالف تقع أمانته العامة في العاصمة السعودية الرياض، لكن البعض قد لا يعلم أنه يعتبر منظمة دولية يخضع لإرادة الدول المتحالفة، والسعودية هي عضو به فقط كغيرها من الأعضاء، صحيح أنها هي صاحبة المبادرة وهي من فكر بإنشائه في عام 2017م، وهي التي تستضيفه على أراضيها وتقدم له الدعم الممكن، لكن هذا ليس بجديد، بل هو نهج المملكة تجاه تبني ورعاية واستضافة منظمات عربية وإسلامية أخرى كبيرة كمنظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي وغيرهما".

ومضى قائلاً: "لقد جاء إنشاء هذا التحالف في توقيت حساس ودقيق للغاية يتعرض فيه العالم الإسلامي للتهديدات والهجمات الإرهابية والاتهامات الباطلة، وإذا كانت التحالفات الدولية الأخرى ينصب اهتمامها على تنفيذ عمليات عسكرية قتالية ضد مواقع الإرهابيين، فإن التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب يسعى أولاً لمواجهة مسببات التطرف والعنف ويحاول دفع المخاطر قبل وقوعها قدر المستطاع حماية للمجتمعات البشرية وحضارتها وترسيخاً لروح الوئام المشترك بين سكان هذا الكوكب".

وأوضح: أن "التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بحسب استراتيجية أعماله وآليات تنفيذها يشكل فكراً متقدماً لحماية القيم ومنجزات الحضارة الإنسانية ومنع تشويهها، فهو يعتني بتصحيح الفكر المنحرف المدمر لحياة الانسان، ويسعى لاستخدام الفكر لمواجهة التطرف ومفاهيمه وتصوراته الخاطئة، وهو يستثمر الإعلام بجميع أنواعه ووسائله كسلاح يوظفه ضد العنف ومحاربة الأساليب الإرهابية وكشف حقيقة الأفكار المتطرفة".

وتابع: "يسعى التحالف بالتعاون مع دول العالم لقطع التغذية المالية عن الإرهابيين من خلال تعزيز السياسات والتشريعات وفرض الرقابة المالية اللازمة لمكافحة الإرهاب".

وقال: "أما على الجانب العسكري، فالتحالف يركز على تنسيق الجهود وتخصيص الموارد الممكنة لبناء قدرات بعض جيوش الدول الأعضاء التي تحتاج لذلك وهذا بالضرورة يتطلب بناء وتبادل المعلومات والاستخبارات، واستراتيجية التحالف لا تعطي الأولوية لتنفيذ عمليات قتالية لأن ذلك يتم تنفيذه بجهود الدول الأعضاء منفردة، أو عبر قوات إقليمية أخرى كمجموعة دول الساحل، أو القوة الإفريقية المشتركة (G5) التي يقوم التحالف بدعمها وتوفير ما يمكن لها لتتمكن من التصدي للإرهاب ومنظمات الجريمة ذات العلاقة بالإرهابيين، وكل ذلك يتم وفق سيادة كل دولة عضو وعدم التدخل في شؤونها وقوانينها".

وأضاف: "من المهم القول إن هذا التحالف رغم أنه إسلامي الهوية إلاّ أن خدماته بحسب مهمته تصب في مصلحة جميع دول وشعوب العالم، ولهذا التحالف شراكات مختلفة مع الكثير من مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني داخل العالم الإسلامي وخارجه، وبطبيعة الحال فإن التحالف ليس تجمعاً سُنّياً كما تروج لذلك بعض الجهات التي تمول الإرهاب وتغطي جرائم منظماته، بل هو تجمع شامل يستوعب جميع الدول الإسلامية بغض النظر عن المذاهب والأعراق، وعنوانه الوحيد هو محاربة الإرهاب والعنف والتشدد والطائفية والعنصرية والكراهية".

وتابع: "من مبادئ التحالف الأساسية احترام سيادة الدول الأعضاء واستقلالية قوانينها الداخلية وأنظمتها وعلاقاتها الخارجية، وعلى هذا الأساس يساهم التحالف في تعزيز هذه السيادة الوطنية في وجه الإرهاب والتطرف. وهذه المبادئ جعلت من التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب كياناً يحظى بالشرعية الدولية ودعم المجتمع الدولي واحترامه".

وقال: إنه "بعيداً عن منظومة هذا التحالف، من المستغرب ان الإعلام العربي والإسلامي لم يتحمل مسؤوليته تجاه إيضاح رسالة هذا التجمع الدولي الكبير الذي جاء لمحاربة الإرهاب على الساحة الدولية، وهذا الموقف غير منصف إعلامياً تجاه هذا التحالف الإسلامي الغير مسبوق. والسؤال يبقى مفتوحاً، لماذا لا يُعطِي هذا الإعلام جزءًا من اهتمامه الذي يخصصه لتغطية أعمال الإرهابيين أنفسهم في أكثر من مكان إلى درجة أنه يقطع برامجه الاعتيادية لتغطية حدث لم تتضح معالمه بأي دولة أوروبية لمجرد الشك أن خلفه دوافع إرهابية، أليس هذا تناقض وإجحاف؟ وهل يلام بعد ذلك الإعلام الغربي تحديداً ومؤسساته حينما تتجاهل وتقلل من الجهود الإسلامية ضد مظاهر التشدد وأعمال التطرف والإرهاب".

وأضاف: "لا شك أن اللوم هنا يقع في المقام الأول على الإعلام العربي والإسلامي الذي لم يتمكن من إبراز أهمية أكبر تجمع دولي إسلامي عبر تحالف عسكري نهض ليحارب التطرف والعنف من أجل بيئة عالمية خالية من العنف والتطرف والإرهاب".

وختم حديثه بالقول: "لا بد من الإشارة إلى أن بناء أي تحالف ليس بالأمر الهيّن، فكيف بتحالف إسلامي عسكري يحارب الإرهاب بإحدى وأربعين دولة وهناك المزيد من الدول التي ستنضم إليه، وليس سهلاً تنسيق جهود وأعمال هذا العدد الكبير من الدول الإسلامية لمواجهة تحديات الإرهاب عبر مبادرات طموحة ومتشعبه ضمنها السعي لغرس مفاهيم السلام والقيم الإنسانية ومواجهة التطرف والإرهاب عبر برامج ومبادرات اجتماعية وسياسية واقتصادية وإعلامية وثقافية وأمنية وبحثية وتقنية ومعلوماتية تعتمد على المفاهيم الاسلامية التي تمثل حقيقة الإسلام بصفته دين المحبة والأمن والسلام الذي ينسجم مع الفطرة السوية ويتعايش مع الآخر بأمن وعدل وإحسان. والتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب يدرك ماذا تفعل وسائل الاعلام بالناس وماذا يفعل الناس بوسائل الإعلام، ومن هنا يحاول استثمار ذلك لمواجهة الإرهاب وكشف مغذياته ودحض دعاياته وأفكاره المتطرفة".

التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.. كيان جامع يمثل إرادة السلام وحماية قيم الحياة

التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.. كيان جامع يمثل إرادة السلام وحماية قيم الحياة

التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.. كيان جامع يمثل إرادة السلام وحماية قيم الحياة

التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.. كيان جامع يمثل إرادة السلام وحماية قيم الحياة

صحيفة سبق اﻹلكترونية