"أبو رمح".. مرض قاتل يداهم المواشي بجازان محولاً أجسادها لهياكل عظمية

اشتكى سكان إحدى القرى في محافظة أبو عريش شرق منطقة جازان من مداهمة مرض غريب، يحوّل أجساد الماشية من "الماعز" إلى هياكل عظمية قبل أن يفتك بها وسط مخاوف من انتقال العدوى، وتوسُّع رقعة المرض، مطالبين بضرورة التحصين.

وفي التفاصيل، أوضحت مصادر أن فرع الزراعة في المحافظة باشر الحالات، وتم أخذ عينات من الماعز المريضة قبل نحو أسبوع، وكانت النتائج -بحسب ما تلقى أحد مُربّي الماشية- إصابتها بمرض الالتهاب البلوري شديد العدوى، أو ما يُعرف بين العامة بـ"أبو رمح".

و"أبو رمح" عبارة عن مرض رئوي قاتل، يصيب قطعان الماعز في بلدان عدة، وخصوصًا في الشرق الأوسط. وسبب المرض الرئيسي هو بكتيريا، تُسمى المفطورة، وتنتقل عن طريق الهواء ورذاذ الكحة من الحيوانات المصابة إلى الحيوانات السليمة بطريق مباشر أو غير مباشر، كاستخدام الأدوات والمعالف الملوثة بالميكروب. وتصل نسبة العدوى إلى 100 %، بينما تراوح نسبة نفوق الحيوانات المريضة بين 60 و100 %.

وفي هذا الصدد، قال أحد المواطنين في القرية إن المرض منتشر في الأغنام "الماعز" المواليد، وتبدأ أعراضه بفقدان الشهية، وخلال ثلاثة أيام يظهر عليها هزال شديد، وإسهال، بعدهما تتحول إلى هيكل عظمي، ثم يتورم الرأس، وتخرج رغوة من الفم، ثم تنفق في الحال. مبينًا أن أغلب الحالات تنفق ما بين 5 أيام و15 يومًا.

وأشار المواطن إلى أن المرض تسبب في خسائر فادحة له خلال عامَين، لافتًا إلى أن عدد ما تم نفوقه نتيجة للأعراض نفسها ما يقارب الـ80 رأسًا. موضحًا أنه لم يترك علاج إلا وجلبه من الصيدليات الخاصة، وأن التشخيصات تختلف؛ فالبعض يقول السل الكاذب، والبعض يقول ديدان طفيلية.

وقال: الآن بعد أن شخصت فرقة من الزراعة بفرع أبو عريش اتضح لها أنه مرض الالتهاب الرئوي البلوري المعروف بـ (أبو رمح). وطالب وزارة البيئة والمياه والزراعة بإيجاد تحصينات موسمية لمُربي الماشية في المنطقة، وتثقيفهم بخطورة هذا المرض، مشيرًا إلى أن مواشي جاره أيضًا تعاني المشكلة نفسها.

وحث مصدر من فرع وزارة الزراعة بجازان مُربي الماشية على ضرورة الإبلاغ عن أية حالات مرضية بين المواشي، مشيرًا لـ"سبق" إلى أنه سيتم طلب التحصينات من الوزارة كون المرض غير مدرج ضمن الأمراض الشائعة في المنطقة التي يجب أن تتوافر لها العلاجات بشكل مستمر.