أخبار عاجلة

"عسيلان": موجة كورونا الشتوية تتطلب استمرار التعليم عن بعد عبر "مدرستي"

"عسيلان": موجة كورونا الشتوية تتطلب استمرار التعليم عن بعد عبر "مدرستي" "عسيلان": موجة كورونا الشتوية تتطلب استمرار التعليم عن بعد عبر "مدرستي"
أكد أنه لا ينبغي المجازفة بإهدار كل ما تحقَّق من إنجازات حتى الآن

طالب الكاتب الصحفي بصحيفة البلاد، الدكتور غسان بن محمد عسيلان، في مقاله بضرورة استمرار الدراسة عن بعد عبر منصة "مدرستي" في ظل المخاوف العالمية من تفشي موجة ثانية من جائحة كورونا خلال الفترة المقبلة، خصوصًا مع حلول فصل الشتاء البارد.

وكتب "عسيلان" في مطلع المقال: "صرَّح وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ بأن "التعليم الرقمي" أصبح خيارًا إستراتيجيًّا للمستقبل في المملكة، وليس مجرد بديل يفرضه علينا وجود أزمة تفشي جائحة كورونا".

وأضاف أنه "بفضل الله تعالى، ثم بفضل التجهيزات والاستعدادات التي اتخذتها وزارة التعليم بقيادة الوزير فقد حقَّق "التعليم الرقمي" في مملكتنا نجاحًا ملحوظًا في مدة وجيزة، وقد لمس الجميع هذا النجاح خلال الأسابيع الماضية التي واكبت بدء العام الدراسي الحالي، واستمرار سير العملية التعليمية عن بُعد على قدم وساق عن طريق منصة "مدرستي"، وذلك على عكس ما حدث في الدول الأخرى حيث تأجَّل بدء العام الدراسي الجديد في كثير من البلدان، بل هناك دول فُتحت فيها أبواب المدارس لأيام أو لأسابيع، ثم قامت السلطات في هذه الدول بتعطيل الدراسة، وإعادة إغلاق المدارس بسبب إصابة بعض الطلاب بفيروس كورونا، والخوف من تفشي الجائحة بينهم".

وأشار إلى أن وزارة التعليم أتاحت منصة "مدرستي" بكفاءات وطنية في وقتٍ قصير، وتمكَّنت عبرها من تقديم خدمات تعليمية شاملة للطلاب والمعلمين والمشرفين وقادة المدارس وأولياء الأمور، وانتظمت العملية التعليمية خلال الأسابيع الماضية، واعتاد الطلاب والمعلمون وأولياء الأمور على مواصلة "التعليم عن بُعد"، وتهيَّأ الجميع لاستمرار هذا الوضع، خصوصًا مع تطوير آليات هذا النمط من التعليم وعلاج ما يظهر فيه من ثغرات.

ولفت إلى أن ذلك يتطلب ولا شك تبني ثقافة التغيير داخل المجتمع للتعامل مع البيئة التعليمية الرقميَّة باعتبارها خيارًا استراتيجيًّا مستقبليًّا، ويُعد الوقت الراهن فرصةً مواتية لترسيخ هذا النمط، ومواجهة تحديات "التعليم الرقمي" والتغلّب عليها كونه مشروعًا وطنيًّا مستقبليًّا ينبغي أن تتعاون في دعمه وتطويره مؤسسات المجتمع المختلفة مع وزارة التعليم.

وأردف: "يجدر بوزارة التعليم وهي تقوم حاليًّا بتقييم العملية التعليمية عبر "التعليم عن بُعد" للخروج بقرار بشأن استمرارها هكذا أو العودة إلى النظام التقليدي داخل المدارس – أن تراعي عدة أبعاد مُهمة في هذا الموضوع، فليس هناك حاجة إلى المجازفة بالعودة إلى المدارس في ظل المخاوف العالمية من تفشي موجة ثانية من جائحة كورونا خلال الفترة القادمة خصوصًا مع حلول فصل الشتاء البارد، بل الأنسب متابعة العملية التعليمية عن بُعد ورفع جاهزيتها، ورسم الخطط العلمية لتحسينها".

وذكر أن وزارة التعليم نفَّذت عددًا من استطلاعات الرأي لقياس أداء منصَّة "مدرستي" وتقييم الخدمات التي تقدِّمُها لكونها الآن مدخلًا مُهمًّا للتطوير، والعمل على تجاوز التحديات التي تواجه التعليم عن بُعد، وينبغي هنا لفت الانتباه إلى أهمية المدرسة حتى في ظل التعليم عن بُعد، فستبقى المدرسة بشكلها التقليدي تُمثِّل مركز الدعم الأول للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور والقيام بتهيئتهم النفسية بشأن متابعة وتقويم الطلاب.

وأكد في الختام أنه "لا ينبغي المجازفة بإهدار كل ما تحقَّق من إنجازات حتى الآن في مسيرة "التعليم عن بُعد" بالعودة إلى المدارس قبل انتهاء جائحة كورونا أو إيجاد لقاح فعَّال لها، فاتخاذ مثل هذه الخطوة قد يؤدي إلى تفشي المرض، ثم العودة إلى إغلاق المدارس، ولا يخفى ما في ذلك من خطورة ضياع وفقد كل ما حققته المملكة من إنجازات".

صحيفة سبق اﻹلكترونية