الانتخابات الأمريكية: من الفائز في المناظرة الرئاسية الأولى؟

01:52 م الأربعاء 30 سبتمبر 2020

كتبت- هدى الشيمي:

في أول مناظرة تجاوزت مدتها الساعة ونصف بقليل بين مُرشحي الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب وجو بايدن، شنّ كلاهما هجومًا للآخر، بينما شكك ترامب في ذكاء بايدن، ووصف الأخير الرئيس الجمهوري بالمهرج.

في تراشق قوي بالألفاظ، قال بايدن لترامب: "أنت أسوأ رئيس حظت به أمريكا في تاريخها"، فرد عليه الرئيس الأمريكي: "لقد فعلت في 47 شهرًا، أكثر مما قومت أنت به في 74 عامًا يا جو".

قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، في تحليل منشور اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني، إن نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بدا مُتمسكًا بموقفه، وغير متأثر إلى حد كبير بهجمات ترامب المستمرة.

"ترامب مُنزعج"

في المقابل، وجدت المجلة الأمريكية أن ترامب المتخلف عن بايدن في استطلاعات الرأي كان الأكثر انزعاجًا، وحاول إثبات سيطرته على الوضع فقاطع حديث بايدن أكثر من مرة، وكريس والاس، الصحفي والإعلامي في فوكس نيوز، الذي أدار المناظرة.

أظهرت ردود الفعل المُبكرة من النقاد واستطلاعات الرأي أن مناظرة ليل الثلاثاء انتهت بفوز بايدن بمجرد مواجهته للرئيس متماسكًا، بينما أوشك ترامب على الانهيار وتصبب وجهه عرقًا أكثر من مرة.

أظهر استطلاع رأي أجرته شبكة سي إن إن الإخبارية أن 60 % ممن شاهدوا المناظرة اعتبروا أنها انتهت بفوز بايدن، بينما اعتقد حوالي 28 % فقط أن النتيجة كانت لصالح ترامب.

"بايدن واثق بنفسه"

لم يستغرق الحديث حول السياسة الخارجية وقتًا طويلاً، وعندما تطرق المُرشحان لهذه المسألة، كان بايدن- حسب فورين بوليسي- أكثر قدرة على الحديث بثقة، وبالكاد كان ينظر إلى ترامب الذي حدّق فيه وكان يقاطع حديثه طوال الوقت تقريبًا.

ونظرًا إلى محاولة ترامب الفاشلة لاصلاح العلاقات التجارية مع الصين، قال بايدن: "انه يتحدث عن فن عقد صفقة، أتقنت الصين فن السرقة".

قال بايدن إن الولايات المتحدة عانت من أكبر عجز تجاري مع الصين خلال فترة رئاسة ترامب، رغم أن هذا كان صحيحًا فقط في عام 2018.

"ترامب المُهرج"

اختار والاس ستة مواضيع لمناقشتها في المناظرة وهي سجلات كل من بايدن وترامب، المُحكمة العُليا، كوفيد-19، الاقتصاد، العنف العرقي، والنزاهة الانتخابية، قالت فورين بوليسي إنه خلال تحدث المُرشحان عن هذه المسائل لم يتوقفان عن تبادل الاتهامات والاهانات.

سعى ترامب أكثر من مرة، حسب فورين بوليسي، إلى الهجوم على هانتر بايدن، نجل المُرشح الديمقراطي، بسبب معاملاته التجارية مع روسيا وأوكرانيا، ما أثار حفيظة نائب الرئيس السابق وأكد أن نجله لم يقم بأي شيء خاطئ"، وبينما ينازع لاستكمال حديثه في ظل مقاطعة ترامب له نظر بايدن إلى مدير المناظرة وقال: "من الصعب أن يقول الشخص كلمة واحدة بوجود هذا المُهرج، عفوًا الشخص".

لا تعد هذه المرة الأولى التي يوجه فيها ترامب اتهامات إلى هانتر بايدن، بيد أن تقرير صادر عن لجنتين في مجلس الشيوخ بقيادة الجمهوريين خلص إلى أنه لم يكن هناك دليلاً قاطعًا على ارتكاب نجل المُرشح الديمقراطي لأي مخالفات أو انتهاكات يحاسب عليها القانون.

لم يكن من المتوقع أن تؤثر المناظرة الأولى بين مُرشحي الرئاسة على الانتخابات بشكل جدي، خاصة بعدما كشفت استطلاعات أن 86 % من الناخبين قالوا إنهم حسموا أمرهم بشأن لمن سيصوتون، وقال 14 % إنهم لازالوا يفكرون. غير أن استطلاع جديد أظهر أن بايدن يحافظ على تقدمه بثبات في استطلاعات الرأي.

"تضارب مصالح"

هناك اتهامات موجهة بالفعل لترامب بتضارب المصالح والخلط بين مصالحه التجارية وعلمه في المكتب البيضاوي. وزعم تقرير صادر عن مجموعة "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق في واشنطن"، وهي مجموعة مراقبة، إن ترامب كسب ملايين الدولارات خلال فترة رئاسته، بما في ذلك أكثر من 500 زيارة لرؤساء ومسؤولين لأماكن يتربح منها أو يمتلكها.

امتلأت المناظرة بالحديث عن توترات لا يزال بعضها قائمًا منذ محاولة الديمقراطيين الإطاحة بالرئيس الأمريكي، بعد اتهامه بمحاولة الضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للكشف عن معلومات تُسيء إلى جو بايدن وعائلته.

وبينما تستمر تحقيقات الكونجرس في علاقات ترامب التجارية بالخارج، لم يكن من المُستغرب تبادل الاتهامات بين كلا المرشحين حول علاقاتهما بالدول والحكام الأجانب.