لطالما وفّرت أسواق إعادة التأمين في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء على مدى أعوامٍ عديدة وعلى الرغم من صغر حجمها وفقاً للمعايير العالمية، لشركات إعادة التأمين العالمية فرصة للتنويع وتنمية الإيرادات المربحة. وعلى الرغم من ذلك، يُشير أحد التقارير الصادرة عن "إيه إم بيست" إلى أنّ عوامل من قبيل المنافسة وارتفاع تكاليف الاستحواذ أدّت إلى تدهور تدريجي في أداء المشاركين في السوق، ما قلل من جاذبية المنطقة للشركات الوافدة الجديدة المحتملة.
وفي تقرير "إيه إم بيست" لقطاع الأسواق: "الظروف التشغيلية الصعبة تمثّل تحديات أمام أسواق إعادة التأمين في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء"، تُشير "إيه إم بيست" إلى أن البيئات التشغيلية في جميع أنحاء منطقة أفريقيا جنوب الصحراء لا تزال صعبة بالنسبة للشركات المحلية والدولية، كما أدّت جائحة "كوفيد-19" مؤخراً إلى ازديادها صعوبةً على الرغم من تفاوت حدّتها. وتواجه العديد من أسواق المنطقة تضخماً من رقمين وانخفاضاً في قيمة العملة المحلية؛ وبالنسبة لبعض الدول، ساهم عدم الاستقرار الحكومي والفساد في إشعال فتيل الاضطرابات الاجتماعية وعدم اليقين السياسي. وعلى الرغم من هذه التحديات، لا تزال قطاعات (إعادة) التأمين تحظى بإمكانات نمو كبيرة نتيجةً للموارد الطبيعية الكبيرة في المنطقة، الطبيعة السكانية الشابّة والمتزايدة والتطور التدريجي للوائح التنظيمية.
وبالإضافة إلى ذلك، يُشير التقرير إلى محدودية القدرات الإقليمية. وغالباً ما تكون قاعدة رأس المال الخاصة بشركات إعادة التأمين في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء صغيرة للغاية ولا تفي بالكامل بالاحتياجات الأولية للأسواق المحلية، حيث تتطلب مخاطر قطاعي البناء والطاقة قدرات كبيرة في كثير من الأحيان. وتتمتّع الشركات الراسخة وذات الخبرة الدولية بالقدرة على المساهمة بالمعارف العملية اللازمة لإدارة المخاطر المعقدة وتقديم قدرات أكبر من المشاركين في السوق المحلية. وفي ظلّ وجود استثناءات قليلة ملحوظة، تعمل الشركات المحلية والإقليمية المتخصصة في مجال إعادة التأمين كأتباع، وتؤيّد الشروط والأحكام التي ترتّبها شركات إعادة التأمين الرئيسية.
