أخبار عاجلة

"الساعد": 5 أمور قام بها السعوديون وأربكت الدولة العثمانية

"الساعد": 5 أمور قام بها السعوديون وأربكت الدولة العثمانية "الساعد": 5 أمور قام بها السعوديون وأربكت الدولة العثمانية
قال: لم نلبس الطربوش التركي.. ودولتنا استعادت الخلافة المسروقة!

يؤكد الكاتب الصحفي محمد الساعد أن الدولة الأولى استعادت الخلافة الإسلامية التي سرقها الأتراك من الخليفة العباسي بالقاهرة، ومنذ نشأة الدولة قام السعوديون بخمسة أمور تسببت بارتباك وغضب العثمانيين، وأن الاحتلال العثماني لقى مقاومة شعبية بالجزيرة العربية، فالسعوديون لم يلبسوا الطربوش التركي ولم ينسوا محازمهم!

فوجئ الأتراك بظهور قوة محلية في الجزيرة

وفي مقاله "السعوديون.. لم يلبسوا الطربوش.. ولم ينسوا محازمهم!" بصحيفة "عكاظ"، يقول الساعد "تأسست الدولة السعودية الأولى في العام 1744م - 1157هـ، وفي تلك الفترة من تاريخ الجزيرة العربية كان قد مضى ما يزيد على قرنين من الاحتلال العثماني لأجزاء واسعة منها، ظهور الدعوة الإصلاحية في الدرعية أنتج قوتين تتصارعان بضراوة؛ (الدولة السعودية) بقيادة الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود وأبنائه من بعده، والدولة العثمانية بزعامة السلطان محمود خان وواليه على محمد علي باشا.. لقد فوجئ الأتراك العثمانيون بظهور قوة محلية في الجزيرة العربية ليس لديها إمكانات عسكرية ولا تحالفات مع قوى أجنبية، واستطاعت في سنوات قليلة توحيد أجزاء واسعة من الأراضي تحت قيادتها حتى تحقق لها تحرير الحرمين الشريفين وضمهما في العام 1802م".

5 أمور قام بها السعوديون وأربكت العثمانيين

ويعلق "الساعد" قائلًا: "أما لماذا ارتبك وغضب العثمانيون.. فللأسباب التالية:

أولًا.. لأن الدرعية قادت أول حركة تحررية ضد الاستعمار العثماني، وأنشأت أيضًا أول وحدة ودولة مستقلة على معظم أراضي الجزيرة منذ مقتل الخليفة علي بن أبي طالب، وما تحقق إثر مقتله من انتقال الدولة المركزية إلى دمشق ومن بعدها بغداد، ولم تعد إلى الجزيرة العربية إلا على أيدي آل سعود وابنهم الإمام محمد بن سعود.

ثانيًا.. الدولة الناشئة في قلب الجزيرة لم تكن دولة عشائرية هشة تسعى وراء المال والغنائم، بل دولة الحلم الذي لطالما بحث عنه أبناء الجزيرة العربية بكل مكوناتهم القبلية والأسرية، نحن نتحدث عن أكثر من ألف مئة عام من التيه والانفصال الحضاري وعلى آخر دولة أنشأت دولة في الجزيرة العربية.

ثالثًا.. كشفت ما تعرضت له الجزيرة وأبناؤها من إهمال ولا مبالاة من الحكام العثمانيين الذين عدوها مخزنًا للأموال والزكوات فقط، فلا طرق ولا مدارس ولا سدود ولا حتى مساجد وجوامع كما في إسطنبول والقاهرة ودمشق وبغداد، وكل ما نراه اليوم من آثار نفخر بها هي نتاج سواعد أجدادنا الذين عاشوا بين مطرقة الإهمال وسندان الظروف المناخية الصعبة.

رابعًا.. أن الدولة الفتية في أواسط نجد حملت مشروعًا إصلاحيًّا لا يمكن مقاومته، يغزو القلوب قبل العقول، ويتسرب في أواسط الناس دون جهد عسكري، وكثير من أقاليم الجزيرة العربية انضمت للدولة السعودية طواعية، بل كانت زعاماتها هي من تراسل وتذهب إلى الأئمة السعوديين في عاصمتهم الدرعية طالبين الانضمام تحت لواء دولتهم.

خامسًا.. أن عرب الجزيرة كانوا يرفضون الاحتلال التركي العثماني المحتل الذي قدم إلى بلادهم؛ ولذلك وجدوا في آل سعود أبناء عمومة يقتسمون معهم ظروف جزيرتهم ويبنون معهم حلمهم في إقامة دولتهم رشيدة، وتحت رايتهم تتوحد البلاد وتنطلق المقاومة ضد المحتل العثماني.

سرقة الخلافة

ويروي "الساعد" قصة سرقة الخلافة الإسلامية من القاهرة، ويقول: "كانت الدولة السعودية الأولى أكبر مهدد للنفوذ العثماني على الحرمين الشريفين، لقد كانت إسطنبول مستعدة للتضحية بكل سكان الجزيرة العربية للإبقاء على احتلالها لمكة والمدينة، ليس حبًّا فيهما؛ بل لأنهما مثل للشرعية التي بحثت عنهما طويلًا وأعلنت من خلالهما الخلافة الإسلامية المسروقة.. أما لماذا مسروقة، فلأن السلطان سليم الأول الذي غزا البلاد العربية في الشام ومصر وجد في القاهرة بعدما هُزم المماليك خليفة عباسيا هو من تنعقد تحت لوائه الخلافة، اختطف الأتراك الخليفة إلى إسطنبول ونزعوا منه خلافته وأعلنوا أنفسهم خلفاء.

لم يلبس السعوديون الطربوش التركي

ويرصد "الساعد" المقاومة الشعبية السعودية للأتراك ويقول: "المقاومة السعودية لم تكن مقاومة عسكرية فقط، بل كانت أيضًا مقاومة شعبية تبناها السكان ليكونوا الوحيدين في العالم العربي الذين لم تذوبهم الثقافة التركية، فلم يلبس السعوديون الطربوش الأحمر الذي كان رمزًا تركيًّا بامتياز، وذابت تحته الكثير من الشعوب، إلا السعوديين الذين بقوا محافظين على ثقافتهم المحلية ولبسهم التقليدي بعماماتهم ومردونهم ومشالحهم ومحازم أسلحتهم، حتى الأكلات التركية التي استوطنت المائدة العربية لم يستسغها السعوديون وبقوا أوفياء لتراثهم المحلي.

الرفض الشعبي للمحتل التركي

وينهي "الساعد" قائلًا: "رغم بساطة تلك المقاومة إلا أنها أظهرت الرفض الشعبي للمحتل التركي، وكونت في وجدانهم روح المقاومة العسكرية التي قادها أئمة الدولة، والوقود الذي حركهم للتقدم في معارك التحرير الواسعة من وادي الصفراء ضد طوسون باشا، وليس انتهاء بمعارك تربة وبسل والقنفذة وزهران وغامد وعسير ضد محمد علي باشا وقواته الغازية، معارك ملحمية استشهد فيها الآلاف من أبناء القبائل السعودية تحت راية الأمير فيصل بن سعود قائد جيوش الدولة السعودية الأولى".

صحيفة سبق اﻹلكترونية