أخبار عاجلة

إنهم يكسرون المجاديف

إنهم يكسرون المجاديف إنهم يكسرون المجاديف

ليس من المروءة والشهامة أن تدعى الحكمة بأثر رجعى.. وأن تكسر مجاديف أهلك وناسك الذين يحاربون الإرهاب.. ولا أقصد البرادعى.. فالرجل واضح حدد موقفه منذ اللحظة الأولى.. فلا داعى إذن للغمز واللمز.. لست غاضباً من البرادعى ولكنى حزين للغاية.. وقد جاءت استقالته بمثابة رصاصة من الخلف.. ولكنى أعتبرها مجرد نيران صديقة.. البرادعى ليس خائناً أو انتهازياً أو عميلاً.. الرجل يحسبها بطريقة مختلفة.. ومن الواضح أن طريقه من الآن مختلف عن طريقنا فمع ألف سلامة.. وأهمية البرادعى أن وجوده بيننا كان بمثابة شهادة ضمان للخواجة بأن كل شىء تحت السيطرة.. فلما غضب وزعل واستقال غضب علينا الخواجة!.

الذى يكسر المجاديف بحق وحقيقى هم الذين اكتشفوا فجأة أن الفاتورة فادحة.. وأن هناك ضحايا من أبناء الوطن.. فوقفوا يولولون ويغسلون أيديهم من المواجهة الدامية.. ويوجهون سهامهم للجيش والشرطة بحجة التعامل العنيف.. هؤلاء يحتاجون نظارة كعب كوباية ليروا العنف على أصوله فى الناحية الأخرى.. ليروا العنف المدبر والمكرر والمستوردة خططه من بلاد الخواجات.. من الاجتماع العالمى للإخوان وقد قرروا تصعيد المواجهة.. واتباع خطة الأرض المحروقة.. ومع هذا فالإخوة الذين لا يطيقون منظر الدماء وجثث الضحايا يخرجون علينا بالحكمة المقطرة.. إنهم يدينون العنف من الجانبين.. هم على الحياد بين الخير والشر!! الخيبة أن هؤلاء المعترضين، هم المحرضون على ضرورة تصفية بؤر الإرهاب الإخوانى.. هم من أعطوا التفويض للجيش.. بشرط أن يضرب بشويش.. بالراحة.. وهم من هاجم القيادة السياسية لتأخرها فى التعامل مع البؤر الإرهابية التى تحاصر مدينة نصر والعباسية والجيزة وبين السرايات.. فلما تحرك الأمن للتعامل مع الإرهاب سخسخ الإخوة من الانفعال وكتبوا فى الجرائد والمقالات وتعليقاتهم الإلكترونية أن العنف غير مطلوب والدم حرام!

الذين يكسرون المجاديف هم الإخوة الرومانسيون الذين لا يطيقون الإخوان.. لكنهم لا يطيقون الجيش والبوليس.

الذى يكسر المجاديف حركة 6 إبريل التى قررت فى عز الزحمة ركوب الموجة العالية.. فاتهمت العسكر بارتكاب المذابح.. وهى شهادة إضافية للخواجة لاستخدامها وقت اللزوم.. وفى الحقيقة فإن 6 إبريل مقموصة لأن لم تخترها فى لجنة الخمسين واختارت حركة تمرد بدلاً منها وهو ما تسبب فى الغيرة والزعل!.

من الواضح إذن.. ومادام البهوات غاضبين.. فإن الحكومة غلطانة وقد تسرعت فى فض الاعتصامات التى لم تمكث فى الشارع سوى شهر ونصف الشهر.. كان الواجب أن تصبر الحكومة كام شهر إضافى.. كان الواجب عليها أن تصبر على ما تم فى رابعة من تخزين سلاح مستورد ومحلى.. ومن حكمة الله أننا وخلال السنوات الأخيرة قد فشلنا فى تصنيع أى شىء.. ما عدا تصنيع السلاح، نحن لهلوبة. كان الواجب على الحكومة أن تغض البصر عن عمليات التعذيب والإعدام داخل غرف مخصوصة فى بيت الله.. أن تطنش على الغارات اليومية على الكبارى والمصالح والأحياء والوزارات ومترو الأنفاق.. كان الواجب على الحكومة وقد ضربها الإخوان على خدها الأيمن أن تعطيهم قفاها.. لا أن تغضب وتثور وتحطم المعبد على رأس الجميع!.

الآن. وقد تعاملت الدولة بما يجب مع عصابة الإخوان الإرهابية.. بموجب التفويض الشعبى الواضح والصريح للفريق السيسى.. الذى يحبه الناس ويرفعونه لمصاف الأبطال القوميين.. لكننا نحذره ونؤكد له أننا نقف معه بشروطنا.. لا بشروط الجيش والسلطة الحاكمة. والشعب المصرى لا يعطى لأحد شيكاً على بياض.. وحتى عبدالناصر الذى أحب الناس فأحبوه.. ثار الشعب ضده فى أكثر من مناسبة.

نقول للسيسى نعم نحن معك.. لكن لا تضع فى بطنك بطيخة صيفى.. ويا ويلك لو أخطأت أو تقاعست.

أما البرادعى.. فيظل رمزاً من رموز الوطن.. حتى لو اختلف معنا واختلفنا معه.. تماماً مثل جان بول سارتر فى فرنسا الذى تصدى لسياسات الجنرال شارل ديجول العظيم!

SputnikNews