أخبار عاجلة

بيان اليونسكو

بيان اليونسكو بيان اليونسكو

ليلة أمس اتصل بى من باريس محمد سامح عمرو، خبير القانون الدولى، مندوب لدى منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم والتربية «اليونسكو»، ليخبرنى بأن رسالتى إلى مدير عام المنظمة سببت «إزعاجاً شديداً» فى المنظمة، لكنه فى نفس المكالمة أخبرنى بأن المديرة إيرينابوكوفا أصدرت على الفور بياناً باسمها «يدين بكل شدة الاعتداءات على المواقع التاريخية فى مصر ونهب محتوياتها»، ووصف البيان الذى أرسل لى المندوب نصه الكامل الخسارة التى نتجت عن ذلك بأنها «غير قابلة للإصلاح»، حيث تم تحطيم بعض الآثار المتحفية التى لا تعوض، واتفقت بوكوفا فى بيانها مع ما جاء فى رسالتى بأن ذلك يمثل «اعتداء غير مقبول على تاريخ وهوية الشعب المصرى».

وكنت قد بعثت برسالة غاضبة إلى السيدة بوكوفا سلمت نسختها العربية إلى مكتب اليونسكو بالقاهرة، وبعثت بنسختها المترجمة إلى مندوب مصر لدى اليونسكو فى باريس، اتهمت فيها اليونسكو بغض الطرف عن الاعتداءات الغاشمة التى تحدث منذ أكثر من أسبوع على المتاحف والكنائس التاريخية والمكتبات والمبانى القديمة، وقلت إن ذلك يجىء على خلفية الانحياز السياسى الواضح من الدول الغربية ضد الإرادة الشعبية المصرية وما تواجهه البلاد من حرب إرهابية شاملة.

وذكرت بوكوفا فى رسالتى بأن إحدى المهام الأولى التى من أجلها قامت اليونسكو التى شاركت مصر فى تأسيسها، حماية التراث لكنا لم نجد منها حتى الآن إلا صمتاً يدعو للريبة.

وقد تم إخطار مديرة اليونسكو برسالتى أثناء وجودها خارج البلاد فطلبت نصها الكامل واستبقت الرد عليها، والذى أخبرنى المندوب المصرى أنه يجرى إعداده الآن، بإصدار هذا البيان الذى نرحب به والذى كنا نتمنى أن يصدر فى حينه.

ولقد حثت مديرة اليونسكو فى بيانها المصرية على تكثيف الحماية على المتاحف والمواقع الأثرية والمبانى التاريخية، بما فى ذلك المواقع ذات الأهمية الدينية، وطالبت بحظر بيع أو تداول القطع الأثرية التى سرقت من متحف ملوى بالمنيا، مؤكدة استعداد اليونسكو لتقديم العون الفنى المطلوب، ولتفعيل دور جميع الجهات الموقعة على معاهدة 1970 ضد الاتجار بالتراث الثقافى، بما فى ذلك البوليس الدولى «الإنتربول».

وأنهت بوكوفا بيانها مرددة ما ورد فى ختام رسالتى من أن تراث مصر ليس فقط ميراثاً ورثناه عن أجدادنا وإنما هو ميراث نستعيره من أبنائنا، حيث قالت: «إن تراث مصر الثقافى الفريد ليس فقط ميراثاً من الماضى يمثل تاريخها الثرى والمتنوع، لكنه أيضاً ميراث لأجيال المستقبل، وتحطيمه يقوض دعائم المجتمع المصرى».. شكراً لمديرة اليونسكو وشكراً لمندوب مصر الذى عرف كيف يستفيد من رسالة غير رسمية لكاتب مصرى غاضب.

msalmawy@gmail.com

SputnikNews