أخبار عاجلة

حالة طفل مريض تكشف تردي الأوضاع في مستشفى الولادة

حالة طفل مريض تكشف تردي الأوضاع في مستشفى الولادة حالة طفل مريض تكشف تردي الأوضاع في مستشفى الولادة

المراجعون والعاملون يطالبون بتوفير الكوادر الطبية والأسرة

 أشواق الطويرقي (مكة المكرمة)

في الوقت الذي كشفت فيه حالة الطفل طلال الشمبري، الذي يرقد بمستشفى الولادة والأطفال الجديد في مكة المكرمة منذ سنة ونصف السنة، عن العديد من الأخطاء الإدارية والتشغيلية في المستشفى الجديد، فإن صحة العاصمة المقدسة التزمت الصمت ولم ترد على اتصالات «عكاظ» حول المخالفات التي توجد في هذا المرفق الطبي.وفي التفاصيل، أن الطفل سبق أن أصيب بارتفاع مفاجئ في درجة حرارته وأدخل قسم العناية المركزة بالمستشفى مع تدهور حالته الصحية.وذكر لـ«عكاظ» حسين الشمبري (والد الطفل) أن تأخر المستشفى في تشخيص حالة طفله ومن ثم تقديم العلاج المناسب له، بالإضافة إلى نقص الأجهزة الطبية وعدم توفر الكادر الطبي المتخصص بالعلاج الطبيعي الذي تتطلبه حالته، أدى إلى إصابته بضمور في جميع أطرافه، مبينا أن الوضع الصحي لابنه يزداد سوءا يوما بعد يوم وبشكل ملحوظ، مضيفا بأنه تواصل مع الشؤون الصحية والعديد من المستشفيات بمكة والطائف وجدة لنقل ابنه إلى مستشفى يتوفر به العلاج المناسب دون جدوى، مطالبا بتوجيهه للعلاج بمستشفى متخصص أو تحويله إلى الخارج لتلقي العلاج المناسب له. «عكـاظ» تجولت عقب زيارة الطفل طلال الشمبري في العديد من الأقسام بالمستشفى ورصدت بعضا من الأخطاء التشغيلية والإدارية، التي تؤكد الخلل الملحوظ في المنظومة الإدارية والتشغيلية بالمستشفى الذي يبدو داخله مختلفا تماما عن مظهره الخارجي المصمم بأحد طراز معماري والمزين بالحدائق الغناء إلا أن داخله خاوٍ من أهم الضروريات لمستشفى حيوي من المفترض أن يعمل بكامل طاقته التشغيلية منذ افتتاحه أو بعد ذلك بشهور قليلة، غير أن المستشفى وبعد انتقاله من المبنى القديم في شهر ذي الحجة من العام الماضي إلى اليوم لم يكتمل به أي قسم وما زال يعاني من نقص حاد في الكوادر الإدارية والطبية والأقسام والأجهزة الطبية، خاصة بعد انضمام أقسام الولادة والنساء والأطفال وقسم الحضانة بمستشفى النور التخصصي إلى مبنى مستشفى الولادة الحالي؛ حيث حصر بعض العاملين بالمستشفى الأضرار الناجمة عن ذلك من أهمها: الإخلال بالبنية التحتية للمستشفى وتوزيع الخدمات التابعة للأقسام، وبآليات وسلاسة حركة المستفيدين والعاملين أثناء تواجدهم بالمكان، والإخلال بخطة بناء وتشغيل لمستشفى من الوزارة وبالتالي الإخلال بميزانية توزيع وتشغيل الخدمات، إضافة إلى الإخلال بقسم العناية المركزة للأطفال بالمنطقة، وبأساسيات قسم مكافحة نقل العدوى بين الأقسام، هدر الجهد والوقت نتيجة التعديلات والتغييرات، الاستمرار في تسلسل حل الخطأ بالخطأ وحل مشاكل قسم على حساب دون خطة واضحة على المديين القصير والطويل؛ ما زاد العبء على الأطباء والتمريض من ارتفاع الحالات يوميا والنقص الكبير في العاملين، بالإضافة إلى عدم توفر الأسرة الكافية لاستقبال الحالات حيث يعمل المستشفى حاليا بطاقة 306 أسرة بعد انضمام مستشفى النور، ما أدى إلى عدم استقبال العديد من الحالات وتأجيل الكثير من العمليات الباردة، وتحويل القسم التابع للأطفال بالدور الأول إلى مكاتب ومستودعات تتبع قسم الحضانة المنقول من مستشفى النور، بالإضافة إلى ارتفاع حالة الوفيات بين الأطفال والمواليد بعد أن انخفضت إلى الصفر في الأشهر الماضية قبل انضمام النور. «عكاظ» التقت بعدد من المرضى المراجعين وبعض العاملين بالمستشفى، حيث ذكر المراجعون أنهم يعانون من كثرة التحويل إلى المستشفيات الأخرى بسبب نقص الأسرة والأطباء وعدم توفر بعض التخصصات الطبية وعدم تأهيل بعض الأقسام كقسم العلاج الطبيعي الذي لا تتوفر به أي أدوات وأجهزة للعلاج الطبيعي سوى بعض كراتين وكرسيين تستخدم لتنويم المرضى وسلالم مكسورة لا تصلح نهائيا للعلاج وألعاب بدائية، بالإضافة إلى قلة العاملين به من مختصين نفسيين واجتماعيين وعلاج طبيعي وتأهيلي، حيث يتم تحويل الأطفال فوق الأعوام الثلاثة إلى مستشفى النور التي تعاني من الضغط الشديد مع عدم توفر مركز مخصص للأطفال بجميع مستشفيات المنطقة الغربية، وعدم عمل قسم القلب، وقلة الأسرة في قسم الطوارئ والعناية المركزة للأطفال، وصعوبة في تلقي الفاكسات والإيميلات المرسلة من المستشفيات الأخرى إلى مستشفى الولادة بالإضافة إلى عدم وجود كراسي للانتظار في أغلب الأقسام، مبينين أنهم يقضون ساعات بالوقوف على أقدامهم أو الجلوس على الأرض حتى يحين موعد الكشف عليهم، والضغط الهائل على العيادات.فيما كشف لـ«عكاظ» بعض من العاملين والإداريين بالمستشفى عن العديد من الأخطاء الإدارية والتشغيلية خلال الفترة الانتقالية حتى الآن، موضحين أنهم عرضوا هذه المشاكل في الاجتماعات المتكررة على إدارة المستشفى ومديرية صحة مكة المكرمة غير أن الأمور لم تتحسن وما زال الوضع يزداد سوءا كل يوم، مطالبين بتشكيل لجنة من الجهات المختصة من أجل بحث تردي الأوضاع في المستشفى.التزام الصمتحاولت «عكاظ» التواصل مع الناطق الإعلامي بصحة العاصمة المقدسة فواز الشيخ، ومدير مستشفى الولادة الدكتور وليد العمري للرد على تساؤلاتها عبر البريد الإلكتروني والاتصال والرسائل النصية بجواله؛ إلا أنها لم تتلق أي تجاوب منهما نهائيا.

جي بي سي نيوز