أخبار عاجلة

هدَّد ولم يعد.. شهر على اختفاء قريب بشار الأسد

هدَّد ولم يعد.. شهر على اختفاء قريب بشار الأسد هدَّد ولم يعد.. شهر على اختفاء قريب بشار الأسد

جي بي سي نيوز :- شهر كامل مرّ على آخر تصريح لرامي مخلوف، رجل الأعمال المعاقب دوليا، وابن خال رئيس النظام السوري بشار الأسد، والذي كانت آخر تدوينة له على حسابه الفيسبوكي، بتاريخ الأول من شهر حزيران/ يونيو الماضي.

تدوينة أخيرة صعّد فيها، ضد النظام، بقوله: "العنوني، إن لم يكن هناك تدخل إلهي يوقف هذه المهزلة، ويزلزل الأرض بقدرته تحت أقدام الظالمين". ثم اختفى منذ ذلك الوقت، ولم يصدر عنه أي تصريح، سواء مكتوباً أو مصوراً، تخللته شائعات كثيرة عن مصيره، لم يثبت صحة أي منها.

رامي مخلوف الذي طلب من الآخرين صبّ اللعنة عليه، إن لم "تتزلزل" الأرض تحت أقدام من يصفهم بظالميه، تعرّض لضربة عنيفة من الأسد، بعد ثلاثة أيام من ذلك التهديد، فعيّن قضاء النظام، حارسا قضائيا على شركته "سيريتل" للاتصالات الخلوية، وهو ما يعني كف يده، تماما عن شركته، خاصة وأن قضاء الأسد عيّن مدير إحدى مؤسساته، بصفة الحارس القضائي، وبراتب شهري.

ضربة ثانية

الضربة الثانية التي تلقاها مخلوف من ابن عمته بشار الأسد، جاءت بتاريخ 25 حزيران/ يونيو الفائت، بفسخ عقود استثماره للأسواق الحرة، في المنافذ الحدودية التي يسيطر عليها النظام، ومثلها الموانئ والمطارات.

مخلوف كان يحتكر الأسواق الحرة التي تدر الذهب عليه، كما كان يحتكر عشرات المشاريع الاستثمارية والمالية والعقارية والصناعية، فأصبح يلقب بالأخطبوط. وعلى الرغم من أنه واجهة آل الأسد الاقتصادية وخزّان أسرار العائلة التي أدار فيها الأموال المنهوبة من السوريين بالأصل، برعاية ودعم من آل الأسد، إلا أن خلافاً نشب بين الرجلين، رامي وبشار، على تلك الأموال التي يرى البعض بأن الأسد "يخنق" مخلوف لإرغامه على استعادة مليارات الدولارات التي هرّبها خارج سوريا، كدّسها بصفقات فساد تمت جميعها برعاية مباشرة النظام.

تكهنات بدور ما لأسماء الأخرس

وكشفت تسريبات متواصلة، عبر وسائل إعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وتقارير إخبارية، عن دور ما، لأسماء الأسد، زوجة رئيس النظام السوري، بما حلّ بمخلوف، عبر فريق اقتصادي بقيادتها، يريد إزاحة مخلوف عن المشهد، واستبداله بوجوه أخرى. وهو أمر صرّح به، بتدوينة سابقة تعود إلى العشرين من شهر نيسان/ أبريل الماضي، حين اتهم جهات بالعمل على "إخراجه" من المنافسة الاقتصادية، وبعد ثلاثة أسابيع من تلك التدوينة، كتب أخرى ذكر فيها كلمة "أسماء" بكثافة ملحوظة، وبالشكل الذي دفع البعض للاعتقاد، أنه يلمح إلى أسماء الأخرس، زوجة الأسد، والتي أدرجت مع بشار وشقيقه اللواء ماهر وشقيقتهما بشرى، وآخرين، في لائحة عقوبات أميركية، أواسط الشهر الماضي، لتورطهم بجرائم إبادة بحق السوريين.

أسماء الأخرس، ظهرت على تلفزيون النظام، في 16 أيار/ مايو الماضي، معلنة تقديم منح مالية لجميع جرحى جيش النظام، بعد ظهور مخلوف المتكرر وإعلانه عن معوناته هو، لهؤلاء الجرحى. أمر عزّز التكهنات بأن زوجة الأسد، هي التي تقود معركة "إخراجه" من المنافسة حتى داخل بيئة النظام التي كان يدعمها ماليا كما يقول. ثم قامت "البستان" الخيرية بنشر صورة تجمع الأسد وزوجته، سبقها تصريح منها أنها تعمل تحت إشراف رئيس النظام، أي لا علاقة بعد الآن، له، بتلك الجمعية.

شرخ وتفجر خلاف

وتفجّر الخلاف، علناً، بين مخلوف والأسد، مع نهاية نيسان/ أبريل الماضي. فقد بدأ الرجل بالظهور المصوّر، يتكلم أمام الناس بفيديوهات، يتوسل لرئيس النظام، مرة، ثم يهاجم حكومته، مرة، ثم أنهى تلك الظهورات، بتهديد بزلزلة الأرض تحت أقدام حكومة الأسد.

بداية الخلاف بينهما، تعود إلى عام 2019، عندما وضع الأسد يده، على جمعية "البستان" الخيرية التابعة لمخلوف، كما توصف، ثم قام وبإيعاز من موسكو، بحلّ جناحها العسكري الحامل اسمها، والمعروفة باسم ميليشيات البستان، تلاها بقرارات الحجز على أمواله المنقولة وغير المنقولة، ضماناً لمبالغ مستحقة لخزينة النظام، وقرارات أخرى عديدة.

مخلوف المعاقب أميركيا ودوليا على فساده ودعمه حرب الأسد، يؤكد أنه موافق على دفع الأموال التي طلبتها خزينة النظام منه، كما قال وأضاف أنهم رغم ذلك يتخذون بحقه إجراءات كثيرة. لكنه، بحسب متابعين، لم يفسّر مماطلته ابن عمته، بشار الأسد، بدفع تلك الأموال. فهل كان مخلوف يريد لبشار أن يغرق أكثر فأكثر في أزمته المالية الخانقة؟ ولصالح مَن؟ وما هي الغاية من ذلك؟ أسئلة كثيرة طرحها أنصار الأسد على مخلوف، معتبرين أنه "يحرّض" ضد بشار الأسد، وأنه تسبب بشرخ داخل الطائفة العلوية التي ينحدران منها، خاصة وأنه اتُّهم بأنه بات "ينشر الدعاء بطريقة شيعية" كما قال الدكتور أحمد الأحمد، أستاذ الاقتصاد في جامعة "تشرين" التابعة لحكومة النظام، وصاحب ما يعرف بالمجمع العَلَوي على الإنترنت.

العربية 

جي بي سي نيوز