أكد متخصصون في علم الاجتماع أن قرار قصر الحج على أعداد محدودة هذا العام من المقيمين داخل السعودية فقط له أبعاد جوهرية عدة، أهمها البُعد الديني والنفسي والصحي. ويتمثل البُعد الديني والنفسي لدى المسلمين في ضرورة الاستمرار في إقامة أحد أهم الفرائض الخمس للإسلام، ولو في ظل أزمة عالمية كبيرة كجائحة كورونا. بينما يبرز البعد الصحي في تقليل الأعداد، وجعلها بدرجة محدودة جدًّا، وعدم إتاحة فرص الحج إلا بالداخل حفاظًا على سلامة الصحة العالمية، والتعاون مع المنظمات العالمية كافة كمنظمة الصحة من أجل استمرار تطبيق الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي الوباء.
وتأتي حكمة هذا القرار في حفظ الدين بالإبقاء على إقامة فريضة الحج هذا العام رغم الأزمة العالمية الحالية بسبب جائحة كورونا، وحفظ النفس بتقليل الأعداد، وجعل الحج داخليًّا فقط للجنسيات كافة على أرض السعودية.
جدير بالذكر أن خادم الحرمين الشريفين أصدر قرارًا بتنظيم موسم الحج بعدد محدود جدًّا من الحجاج من مختلف الجنسيات من المقيمين على أراضيها فيها بسبب المخاوف من فيروس كورونا المستجد؛ ليأخذ صدى إيجابيًّا من أطياف المجتمع الإسلامي كافة على مستوى العالم.
واستند القرار الحكيم بمحدودية الأعداد التي لن تتجاوز عشرة آلاف حاج إلى أساس استمرار مخاطر هذه الجائحة، وعدم توافُر اللقاح والعلاج للمصابين بعدوى الفيروس حول العالم، والحفاظ على الأمن الصحي العالمي، خاصة مع ارتفاع معدل الإصابات في معظم الدول، وخطورة تفشي العدوى والإصابة في التجمعات البشرية التي يصعب توفير التباعد الآمن بين أفرادها.
وجاء القرار بعدما كانت المملكة العربية السعودية قد علقت أداء العمرة في مارس بسبب المخاوف من انتشار الفيروس في أقدس المدن الإسلامية.
وأكد توفيق الربيعة، وزير الصحة السعودي، أن قرار الحج من الداخل هذا العام جاء للحفاظ على سلامة المسلمين. كما صرح وزير الشؤون الإسلامية السعودي، الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، بأن حج هذا العام يأتي في ظرف استثنائي للغاية، وأن قرار السعودية قصر الحج على الداخل كشف الحرص على إقامة فريضة الحج للعام الحالي، وأكد أن الحج سيشهد إجراءات وقائية وتنظيمية خاصة خلال العام الحالي.فيروس كورونا الجديد
