أخبار عاجلة

اكتئاب وقلق وتدهور.. "الشمراني" لـ"سبق": كورونا لم يخلف "كوفيد19" فقط.. وهذا ما يجب فعله

اكتئاب وقلق وتدهور.. "الشمراني" لـ"سبق": كورونا لم يخلف "كوفيد19" فقط.. وهذا ما يجب فعله اكتئاب وقلق وتدهور.. "الشمراني" لـ"سبق": كورونا لم يخلف "كوفيد19" فقط.. وهذا ما يجب فعله
كشف عن دراسات حديثة عن التأثير النفسي للفيروس

اكتئاب وقلق وتدهور..

أثرت أزمة كورونا "كوفيد 19" على جوانب كثيرة من حياتنا، لكن الكثير لازال يجهل تأثيرها من الناحية النفسية والاجتماعية، ولم يقتصر التأثير على فئة دون أخرى، بل شمل الكثير من الفئات، كالعاملين الصحيين والمرضى وأفراد المجتمع الآخرين خلال الحجر الصحي، وكان تأثيرها أكبر على من كان لديه اضطرابات نفسية سابقة.

وكشف الدكتور حسين الشمراني، استشاري نمو وسلوك الأطفال والمراهقين، في حديثه لـ"سبق"، عن تأثير جائحة كورونا نفسياً على المجتمعات، قائلاً إن الباحثين اهتموا بدراسة ذلك، حيث أظهرت دراستان تم إجراؤهما مؤخراً خلال أزمة كورونا "كوفيد 19" على العاملين الصحيين، الأولى في الصين والأخرى في إيطاليا، أن نسبة كبيرة منهم عانوا من أعراض متوسطة إلى شديدة من الاضرابات النفسية، فمثلاً كانت نسبة من عانى من اضطراب قلق 12-20%، ومن الاكتئاب 15-20%، والأرق 8%، والشعور بالكرب والضغط والألم النفسي 35-49%.

وأضاف أن باحثون آخرون راجعوا 59 دراسة سابقة عن تأثير أزمات انتشار الفيروسات السابقة على العاملين الصحيين، وخلصوا إلى أن أبرز عوامل الخطورة من التعرض للآثار النفسية للأزمة كان زيادة معدل الاختلاط بالحالات المصابة، وكذلك وجود تاريخ مرضي بوجود اضطرابات نفسية سابقة، والتعرض للحجر لفترة طويلة، وغياب الدعم من المنشأة التي يعمل بها.

وأضاف: "وجد الباحثون أن أفضل عوامل الحماية من الأثر النفسي للأزمة، كان بتوفير معدات الوقاية المناسبة طول الوقت، وكذلك وجود الدعم من الأسرة والأصدقاء، وسهولة الحصول على الدعم النفسي، والثقة بمعايير السلامة ومنع العدوى في المستشفى، والتواصل الفعال بين الإدارة والعاملين، وتوفير الوقت الكافي للراحة بين أيام العمل.

وتابع: "ومن الملاحظ أن التأثير كان أكبر على أفراد المجتمع الذي يعانون من مشاكل نفسية سابقة، حيث أظهرت دراسة أجريت في الصين على الأفراد الذين يعانون من مشاكل نفسية سابقة كالأرق والاكتئاب، أظهرت أن ما يقارب 21% شعروا بتدهور حالتهم النفسيه خلال الأزمة".

وحول تأثيرها على أفراد المجتمع ممن لا يعانون من اضطرابات نفسية، قال: "يشمل ظهور أعراض التوتر والقلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، حيث أظهرت الدراسات وجود آثار نفسية ناتجة عن الأزمة عند ما يقارب 7-14% من المجتمع. وفي إحدى الدراسات الصينية التي عملت على الأطفال خلال الحجر الصحي، وجد أن ما يقارب 20% كان لديهم أعراض قلق وتوتر وكآبة".

ومن ناحية من أصيب بفيروس كورونا "كوفيد 19"، يقول "الشمراني": "وجد الباحثون خلال إجرائهم مراجعة منهجية لـ12 دراسة فحصت الأعراض النفسية لدى المرضى المصابين بشدة بكورونا (كوفيد 19) حيث لوحظ ظهور أعراض عصبية نفسية مثل الارتباك وضعف الوعي. وفي دراسة أخرى شملت 144 مريضاً بفيروس (كورونا COVID-19) وجد أن أعراض القلق كانت موجودة عند 35% وأعراض الاكتئاب عند ما يقارب 28% من هذا كله يتضح أن تأثير مثل هذه الأزمات على الجوانب النفسية أكثر مما يعتقد الكثيرون، ولهذا من المهم نشر الوعي بذلك".

ووجه "الشمراني" نصائح وتوصيات بكيفية التعامل مع الآثار النفسية خلال الأزمات قائلاً: "يجب أن يكون هناك أولوية واهتمام أكبر بالجوانب النفسية والاجتماعية جزء مهم من إستراتيجيات التعامل مع مثل هذه الأزمات وكذلك يجب أن يكون هناك اهتمام أكبر بتوفير عيادات نفسية متخصصة، وبرامج دعم نفسي للعاملين في الميدان، والمرضى والمجتمع".

وأضاف: "التوعية يجب تتخذ أساليب لا يكون فيها تأثير سلبي على النواحي النفسية، فهناك فرق بين التوعية الإيجابية التي تهدف لتعديل السلوك وتغيير المفاهيم، وبين تلك التي ينتج عنها شعور بالتوتر والقلق والخوف".

ونصح بدعم الأبحاث والدراسات التي تركز على الآثار النفسية لهذه الأزمات وأفضل الطرق للتعامل معها والاهتمام بتوفير الأدوية النفسية خلال الأزمات لمن يحتاجها وتوعية المجتمع بأهمية الاهتمام بالصحة النفسية وكيف يحافظون عليها، وتعديل الصورة السلبية عن الأمراض النفسية، وتوفير خدمات الاستشارات النفسية الافتراضية والاستفادة من التقنية في هذا المجال، بالإضافة إلى وجود الدعم من الأسرة والأصدقاء يساعد كثيراً على تجاوز الأزمات، كما يجب ألا يكون الحجر سبباً في عدم التواصل بالطرق الأخرى التي وفرتها التقنية.

واختتم حديثه بقوله: "كذلك يجب على كل فرد منا أن يهتم بصحته النفسية خلال الأزمات، ويأخذ الوقت الكافي من الراحة والنوم، خاصة لمن يعمل في الميدان من العاملين في المجال الصحي والإعلامي والأمني وغيرهم، ولا يجب أن يتردد أي شخص في طلب المساعدة إذا شعر بالحاجة". الجديد

صحيفة سبق اﻹلكترونية