أخبار عاجلة

هل تصطدم أطماع مرتزقة تركيا للتحكم في المنطقة العربية بالتهديدات المصرية؟

هل تصطدم أطماع مرتزقة تركيا للتحكم في المنطقة العربية بالتهديدات المصرية؟ هل تصطدم أطماع مرتزقة تركيا للتحكم في المنطقة العربية بالتهديدات المصرية؟
"أنقرة" تتفوق على "تل أبيب" في أطماعها داخل الشرق الأوسط

هل تصطدم أطماع مرتزقة تركيا للتحكم في المنطقة العربية بالتهديدات المصرية؟

بأطماع تتجاوز فرض النفوذ والسيطرة العسكرية على المنطقة العربية، حددت تركيا أهدافها العليا من التدخل في ليبيا؛ فهي تطمع حتى الآن في الحصول على عقود إعادة الإعمار في البلاد بقيمة تتجاوز 120 مليار دولار، فضلاً عن أطماع الحصول على آبار النفط الليبية والتحكم فيها. كل هذه المكاسب تحققها "أنقرة" بحفنة دولارات اشترت بها مرتزقة سوريين، وأوعزت إليهم بالتوغل في ليبيا، ومساعدة حكومة السراج، الذي - على ما يبدو - لا يستطيع الاعتراض أو التعليق، بعدما سيطرت عليه تركيا، وجعلته وكأنه الناطق الرسمي باسمها.

بيد أن تجربة تركيا في ليبيا تختلف عن تجربتها مع سوريا والعراق، ليس لسبب سوى أنها تصطدم في التجربة الليبية بمصر التي أطلقت تحذيرًا شديد اللهجة بأن مَن يقترب من حدودها الغربية سيواجه الدمار والهلاك، وهو ما ذكره الرئيس المصري عبد الفتاح صراحة عندما زار القوات المسلحة في غرب البلاد، وأمر بالاستعداد لأي عمليات حربية، سواء داخل البلاد أو خارجها.

تركيا وإسرائيل
تدرك جيدًا أن تركيا التي بعثت الميليشيات السورية وغيرهم إلى ليبيا ليس هدفها مساعدة حكومة السراج للوقوف في وجه قوات خليفة حفتر، وإنما بغرض الاستحواذ على حقول النفط في ليبيا، والسيطرة على خيرات الشعب الليبي، فضلاً عن تحقيق الحلم الأكبر بأن تعيد تركيا نفوذ الإمبراطورية العثمانية من جديد، وتسيطر على البلاد الإسلامية من المحيط للخليج، وتتحكم فيها، ثم يعلن أردوغان بعد ذلك عودة الخلافة العثمانية، وينصّب نفسه خليفة على الأمة الإسلامية. وأنقرة بهذه الرغبة لا فرق بينها وبين إسرائيل سوى أن تل أبيب عدو واضح ومعروفة أطماعه في المنطقة، بيد أن أردوغان يقول إنه مسلم، ويدعي التعاطف مع كل ما هو إنساني ومسلم.

عقيدة راسخة
مصر أكدت أنها لن تراهن على أمنها وسيادتها ضد التوغل التركي، وهي عندما تواجه الأتراك فهي تدافع عن أمنها وأمن الدول العربية التي تضررت من الأطماع التركية طيلة فترة حكم أردوغان. ويساعد الجيش المصري في أداء مهمته على أحسن وجه أن لديه عقيدة راسخة، هي الدفاع عن الأرض والعرض، وعدم التعدي على الآخرين، إلا إذا كانوا من الأعداء وأصحاب المصالح والأطماع في المنطقة. وأثبت أردوغان أن أطماعه في الدول العربية تفوق أطماع إسرائيل، بل أشد خطرًا منها.

الجيش المصري
وبعث الرئيس عبدالفتاح السيسي برسالة إلى من يهمه الأمر، أكد فيها أن لمصر حقًّا شرعيًّا في التدخل في ليبيا المجاورة. وهو بذلك قطع الطريق على كل من يدعي أن تدخُّل مصر في ليبيا غير مشروع، وأن من حق الليبيين أن يستضيفوا مَن يشاؤون على أرضهم. وقال "السيسي" إن جيش بلاده سيقف في وجه كل ما يهدد أمن البلاد، بل إن الرئيس المصري حدد خطًّا إذا ما تجاوزته الميليشيات التركية في ليبيا فسوف يتحرك الجيش المصري لمقاومته والقضاء عليه. كما حذر القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس من عبور خط الجبهة الحالي مع قوات شرق ليبيا "الجيش الوطني الليبي" بقيادة خليفة حفتر.

وتعلم "أنقرة" أن أي تحرك لها يتجاوز الحد الذي أعلنته مصر سيكلفها الكثير؛ وبالتالي فهي لن تغامر بذلك الأمر، وإلا كانت العواقب وخيمة عليها، وتحديدًا على مستقبل أردوغان الذي أدخل بلاده في صراعات سياسية هي في غنى عنها.

صحيفة سبق اﻹلكترونية