أخبار عاجلة

"أبنائي فلذات كبدي لا تزعلون عليّ".. رسالة باكية من متطوِّع لأسرته

بعد أن تأكدت إصابته بالفيروس

"أبنائي فلذات كبدي.. لا تزعلون عليّ. لم آتِ لكم بهذا الوباء (كورونا) من (فره) بالشارع، أو اجتماعات وسهر، ولكن لمشاركتي بعمل إنساني تطوعي إغاثي للأفراد والأسر المتضررة من هذا الوباء. جعل الله ما أصابنا يالغالين كفارة لنا، ونسأل الله الجنة".

هذه رسالة حزينة، وجهها وكيل مدرسة بحي العوالي في مكة المكرمة "عبد الرحيم بن مساعد المالكي"، ومتطوع مديرًا لمركز حي العوالي التابع لجمعية مراكز الأحياء بمكة المكرمة، بعد أن شاهد ونشر مقطعًا لأطفاله يبكون ألمًا وخوفًا أثناء أخذ المسحة منهم لفحص ، باعتبارهم مخالطين له بعد إصابته بالفيروس، وعزله عنهم، بمعنى أنه قد تلحق به الأسرة، وتنعزل معه.

وقال: أردت أن يكون هذا المقطع رسالة معبرة ومؤثرة لكل مستهتر ومتهاون بخطورة هذا الفيروس ‫(كورونا)، واتباع إرشادات وتعليمات وزارة الصحة للوقاية من هذا الوباء. ثانيًا ليكون لي ولأسرتي دعوة مستجابة من محب. ثالثًا ليبقى هذا المقطع رسالة لأبنائي بأن (حب الوطن وخدمته تضحية ولو بأغلى ما لديهم).

ويروي لـ "سبق" المواطن "المالكي" تفاصيل إصابته، وكيف بدأت بقوله: كنا قد كوَّنا فريق عمل تطوعيًّا إغاثيًّا لتثقيف المجتمع تحت شعار "بناء الإنسان وتنمية المكان" تماشيًا مع مبادرة مستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، تحت مسمى "برًّا بمكة". وكنا قد دعمنا الأسر المتضررة من جائحة كورونا بالسلال الغذائية ابتداءً من شهر رمضان المبارك.

وأضاف: مع تلك المهام الميدانية التي قمنا بها، وتقيُّدنا الكامل بالاشتراطات الاحترازية، تعرضتُ للإصابة بفيروس كورونا، وكان ذلك في يوم الاثنين 9 شوال 1441 هـ -وهذا قدر من الله- بعد ظهور الأعراض عليّ، التي تمثلت في ارتفاع بدرجة الحرارة، وضيق في التنفس أثناء الصعود والنزول. حينها توجهت لإجراء الفحص بمركز صحي الخالدية بمكة المكرمة، وبعد يومين أبلغوني بإيجابية الفحص، وبأني مصاب بالفيروس.

وتابع: حينها اخترتُ أن أعزل نفسي منزليًّا وسط انهيار أصابني؛ إذ أغلقت الأبواب في المنزل، وأصبح الخوف يدب بيننا كأسرة حتى تأقلمنا وقبلنا بالوضع. مؤكدًا أنه قام بتحميل تطبيق توكلنا، واستقر بمنزله دون أن يخرج خوفًا منه على المجتمع، كذلك على أسرته التي ظهرت أعراض الفيروس عليهم، بدءًا من الزوجة، ثم باقي الأطفال. مشيرًا إلى تواصلهم مع الرقم 937، وتلقوا منهم بعض التعليمات حتى حضور الفريق الصحي الذي قام بإجراء المسحة الطبية عليهم بانتظار صدور نتائجها.

وأكد "المالكي" أنهم يتحاشون الخروج من المنزل حتى لقضاء الحاجيات خوفًا من نقل العدوى للآخرين. معربًا عن شكره وتقديره لكل من سأل عنه، منهم مدير تعليم مكة الدكتور أحمد الزائدي، والأمين العام لجمعية مراكز الأحياء الدكتور يحيى زمزمي، ونائبه، كذلك الأهل والأصدقاء، كما شكر المدير العام لإدارة التقويم والتمييز المدرسي بوزارة التعليم الدكتور فهد الزهراني.

فيروس كورونا الجديد

صحيفة سبق اﻹلكترونية