تشكيليون يتحفظون على مبادرة دعم فنانين متضررين من "كوفيد-19"

تشكيليون يتحفظون على مبادرة دعم فنانين متضررين من "كوفيد-19" تشكيليون يتحفظون على مبادرة دعم فنانين متضررين من "كوفيد-19"

هسبريس - محمد الراجي

الثلاثاء 02 يونيو 2020 - 12:00

الصيغة التي اعتمدتها المؤسسة الوطنية للمتاحف لدعم الفنانين التشكيليين المتضررين جراء تداعيات جائحة كورونا، المتمثلة في تخصيص غلاف مالي بقيمة 600 مليون سنتيم لاقتناء لوحاتٍ من المرشحين للاستفادة من الدعم، أثارت حفيظة مئات الفنانين الممارسين في هذا المجال.

ويعود سبب تحفّظ الفنانين التشكيليين على مبادرة المؤسسة الوطنية للمتاحف إلى كوْن المؤسسة تتحدث عن تخصيص غلاف مالي لدعم الفنانين المتضررين، في حين إنها ستحصل مقابل ذلك على لوحات ستقتنيها من المستفيدين، بناء على انتقاءٍ من طرف لجنة أحدثت لهذا الغرض، بأموال الدعم الذي سيحصلون عليه.

وأوضح سيدي محمد منصوري إدريسي، رئيس النقابة المغربية للتشكيليين المحترفين، التي تضم ألْف منخرط، أن مفهوم الدعم هو أن يكون دون مقابل، على غرار الدعم الذي استفادت منه باقي الفئات المتضررة من جائحة كورونا، وليس أن يُطلب من التشكيليين الذين سيستفيدون منه تقديم مقابل له عبارة عن لوحاتهم.

وكانت المؤسسة الوطنية للمتاحف قد أعلنت عن تخصيص غلاف مالي بقيمة ستة ملايين درهم من الميزانية التي تخصصها المؤسسة لاقتناء الأعمال الفنية، لدعم الفنانين التشكيليين المتضررين من تداعيات جائحة المستجد عبر اقتناء أعمالهم.

وشكّلت المؤسسة الوطنية للمتاحف لهذا الغرض لجنة لانتقاء أعمال الفنانين التي سيتم اقتناؤها، لكن هذه اللجنة، التي عرفت استقالة الفنان التشكيلي محمد المليحي الذي عُيّن عضوا فيها، أثارت بدورها حفيظة النقابة المغربية للتشكيليين المحترفين، بسبب "عدم اعتماد مقاربة تشاركية في تشكيلها".

وقال سيدي محمد منصوري إدريسي في تصريح لهسبريس: "اللجنة تضمّ فنانين نحترمهم ونقدّرهم، ولكنها تضم أيضا أعضاء ليسوا على اطلاع تام بوضعية الفنانين التشكيليين المغاربة، بينما المفروض أن يكون هؤلاء الأعضاء على معرفة جيدة بالفنانين، كما أننا لا نعرف محاور عمل اللجنة وأولوياتها".

وتابع: "نحن لا نشكك في نزاهة رئيس اللجنة وأعضائها، ولكن نريدها أن تكون لجنة قائمة على الديمقراطية والشفافية والحكامة والمقاربة التشاركية، لأن الغلاف المالي المخصص لاقتناء أعمال الفنانين هو من المال العام، ونحن نطالب فقط بالوضوح".

وذهب المتحدث ذاته إلى القول إن غالبية الفنانين التشكيليين المغاربة يعيشون أصلا ظروفا اجتماعية صعبة، ويعانون من الهشاشة وعدم الاستقرار، "وكان على المؤسسة الوطنية للمتاحف أن تلتفت إلى وضعيتهم منذ مدة، عوض أن تنتظر إلى الآن وتستغل حالة ضعفهم لاقتناء أعمالهم الفنية".

وأردف إدريسي أن قلّة قليلة من الفنانين التشكيليين المغاربة يعيشون ظروفا مريحة، وهم الفئة المحصورة التي تتعامل معها دُور العرض، بينما باقي التشكيليين "وضعهم صعب"، على حد تعبيره، عازيا سبب هذه الوضعية إلى غياب تقنين الفن التشكيلي، وسيادة الفوضى في هذا القطاع الفني.

وعلى الرغم من صدور قانون الفنان والمهن الفنية، إلا أن الفنانين التشكيليين لم يُفدهم هذا القانون في شيء، لكون وزارة الشغل لم تعترف به، حسب إدريسي، خاصة المادة 20 منه المتعلقة بالحماية الاجتماعية، مشيرا إلى أن النقابة التي يرأسها تتفاوض مع فرق برلمانية لتعديل صيغة هذا القانون، بينما بطاقة الفنان، يردف المتحدث: "لا تنفع في شيء".

هسبريس