يعتبر السكر المحرك الرئيسي لخلايا الجسم، ولكن تمتلك أجسادنا استراتيجيات احتياطية للحفاظ على مستويات طبيعية للسكر في الدم، وحتى من دون تناول الكربوهيدرات، فإن جسمك سيحصل على السكر من مصادر أخرى، بما في ذلك البروتين والدهون
ولكن تأكد الدراسات أن السكر يغذي الخلايا السرطانية بالطريقة ذاتها التي يغذي بها جميع الخلايا الأخرى في الجسم.
وقال البروفيسور، سانشيز أراندا، الرئيس التنفيذي لمجلس الأورام بأستراليا، إن "وقف وصول السكر إلى الخلايا السرطانية يعني أيضا أن خلايا الجسم السليمة ستصبح متعطشة للسكريات الضرورية"، مضيفًا: "أعتقد بأن ذلك سيجعلك تفقد الوزن، ما من شأنه تقليل كفاءة جهاز المناعة، وزيادة احتمال نمو السرطان".
وأضاف الرئيس التنفيذي لمجلس الأورام بأستراليا، أن هناك أدلة قوية على أن بعض الخلايا السرطانية تتغذى أيضا على الأحماض الأمينية أو الدهون، وتستخدم هذه المصادر كوقود لتشغيل العمليات الضرورية للخلية وكمواد أولية لبناء خلايا جديدة بالطريقة ذاتها التي يُستخدم بها السكر، ولكن مصادر الطاقة هذه تساعد الخلايا السرطانية على حماية نفسها من الأضرار الكيميائية.
والجدير بالذكر أنه منذ حوالي 75 عاماً فاز الدكتور الألماني واربرغ WARBURG"" بجائزة نوبل لاكتشافه أن السكر مُغذي للخلايا السرطانية.
ووجد الباحثون أن زيادة استهلاك النساء للسكريات تزيد احتمالات إصابتهن بسرطان القولون بمقدار ثلاث مرات.
ويقول الخبراء إنه لا داعي للقلق بشأن تغذية السكر للسرطان، وهذا لا يعني بالضرورة أن اتباع نظام غذائي عالي السكر هو أمر صحي، حيث يرتبط تناول الكثير من السعرات الحرارية من السكر بزيادة الوزن والإصابة بمرض السكري، وجميعها عوامل خطر لتطور السرطان.
ويؤكد البعض أن الإفراط في استهلاك السكر يزيد من خطر الاصابات بسرطانات معينة، فيما أكد البروفيسور أراندا أن "ما يزيد عن 3% من إجمالي عدد السرطانات التي يجرى تشخيصها في أستراليا ترتبط بالبدانة أو زيادة الوزن"، كما تشير الأدلة إلى أن زيادة الوزن أو السمنة هي عوامل خطر لـ10 أنواع مختلفة من السرطان بما في ذلك سرطان الأمعاء والثدي والكبد.
ولذلك لن يكون إلغاء السكر من الحمية الغذائية الحل لوقف نمو الخلايا السرطانية لأن في ذلك ضررا على خلايا الجسم الأخرى، لذلك تركز الأبحاث الطبية على إيجاد طريقة تمنع وصول الخلايا السرطانية إلى الطاقة التي تحتاجها للنمو.
