أخبار عاجلة

لماذا ترتفع الأسهم الأمريكية رغم كارثية البيانات الاقتصادية؟

لماذا ترتفع الأسهم الأمريكية رغم كارثية البيانات الاقتصادية؟ لماذا ترتفع الأسهم الأمريكية رغم كارثية البيانات الاقتصادية؟

مباشر- أحمد شوقي: لا شك أن البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة مفزعة للغاية.

وانكمش الاقتصاد الأمريكي بما يقارب 5 بالمائة في الربع الأول وهو ما يمكن اعتباره أمراً سيئاً للغاية في الأوقات الطبيعية، لكن هذا التقرير أظهر فقط أول قطرات من التداعيات الكبيرة التي يحدثها .

وتشير بعض البيانات الإضافية خلال فترة أطول أن الولايات المتحدة يسقط في الهاوية، وفقاً لما يراه "بويل كارجمان" عبر صحيفة "نيويورك تايمز".

ويتوقع مكتب الميزانية بالكونجرس أن يبلغ معدل البطالة 16 بالمائة في وقت لاحق هذا العام، وقد يكون هذا أقل من الواقع.

لكن الأسهم، التي هبطت في الأسابيع القليلة الأولى من أزمة "كوفيد-19"، عوضت الآن الكثير من تلك الخسائر.

وعادت الأسهم الأمريكية حاليًا قرب ما كانت عليه في الخريف الماضي، عندما كان كل الحديث يدور حول مدى قوة أداء الاقتصاد، إذن ماذا يحدث؟

وعندما تفكر في الآثار الاقتصادية على أسعار الأسهم، فأنت تريد تذكر قاعدة أساسية وهي: سوق الأسهم لا يمثل الاقتصاد.

أي أن العلاقة بين أداء الأسهم - مدفوعة إلى حد كبير بالتذبذب بين الطمع والخوف - والنمو الاقتصادي الحقيقي دائمًا تتراوح بين فضفاضة وغير موجودة.

وبالعودة إلى الستينيات من القرن الماضي، سخر الاقتصادي "بول سامويلسون" من علاقة سوق الأسهم بالاقتصاد قائلاً: "إن السوق توقعت تسعة من فترات الركود الخمسة الماضية".

لكن من الممكن القول بأن هناك أسبابًا أعمق للانفصال الحالي بين سوق الأسهم والاقتصاد الحقيقي: يقوم المستثمرون بشراء الأسهم جزئيًا لأنه ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه، في الواقع هناك شعور بأن الأسهم قوية على وجه التحديد لأن الاقتصاد ككل ضعيف جدًا.

والسؤال هنا، ما هو البديل الرئيسي للاستثمار في الأسهم؟ شراء السندات ربما، لكن السندات تقدم في هذه الفترة عوائد منخفضة بشكل لا يصدق.

ويحوم العائد على السندات الحكومية الأمريكية لمدة 10 سنوات حول 0.6 بالمائة فقط، منخفضًا من أكثر من 3 بالمائة في أواخر عام 2018.

أما إذا كنت تريد سندات محمية ضد التضخم المستقبلي، فإن عائدها يبلغ سالب نصف بالمائة.

لذا فإن شراء الأسهم في الشركات التي لا تزال مربحة على الرغم من الركود بسبب كورونا يبدو جذابًا للغاية.

ولماذا معدلات الفائدة منخفضة للغاية؟ لأن سوق السندات يتوقع أن يعاني الاقتصاد من الكساد لسنوات قادمة، ويعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل اتباع سياسات التيسير النقدي في المستقبل المنظور.

وللتأكيد، هناك شعور بأن الأسهم قوية على وجه التحديد لأن الاقتصاد الحقيقي ضعيف.

الآن، سؤال واحد قد تطرحه هو لماذا انخفض السوق لفترة وجيزة في وقت سابق من هذا العام إذا كان الضعف الاقتصادي شيء جيد للأسهم؟

الجواب هو أنه لبضعة أسابيع في مارس/آذار الماضي، كان العالم يتأرجح على حافة أزمة مالية مثلما حدث عام 2008، مما دفع المستثمرين إلى الفرار من كل شيء مع أقل إشارة للمخاطرة.

ومع ذلك، تم تجنب هذه الأزمة بفضل الإجراءات الضخمة للغاية التي اتخذها الاحتياطي الفيدرالي، والتي تدخلت لشراء حجم ونطاق من الأصول غير مسبوق، والتي بدونها كان من الممكن مواجهة كارثة اقتصادية أكبر.

ويعتبر الانفصال بين الأسهم والواقع الاقتصادي ظاهرة طويلة الأمد، ترجع على الأقل إلى منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وبالنظر إلى كل الأشياء السلبية التي تعلمناها عن الاقتصاد الحديث منذ عام 2007 على سبيل المثال، نجد الاقتصادات المتقدمة أقل استقرارًا بكثير وأكثر عرضة للأزمات الدورية مما يعتقده أي شخص تقريبًا.

وشهدت الإنتاجية تباطؤاً ملحوظاً، ما يدل على أن الطفرة التي غذتها تكنولوجيا المعلومات في التسعينات وأوائل الألفينيات كانت بمثابة حدث لمرة واحدة.

كما كان الأداء الاقتصادي العام أسوأ بكثير مما توقعه معظم المراقبين منذ حوالي 15 عامًا، ومع ذلك حققت الأسهم أداءً جيدًا.

ومنذ مطلع أزمة كورونا، كانت نسبة رأس مال السوق إلى الناتج المحلي الإجمالي- مقياس وارن بافيت المفضل - أعلى بكثير من مستواه في عام 2007 ، وأعلى بقليل من ذروته خلال فقاعة الإنترنت. لماذا؟

الجواب الرئيسي، بالتأكيد، هو النظر في البديل.

وبينما تعافى التوظيف في نهاية المطاف من الركود الكبير، لم يتحقق هذا الانتعاش إلا بفضل معدلات الفائدة المنخفضة تاريخياً.

كانت الحاجة إلى معدلات منخفضة مؤشرا على الضعف الاقتصادي الأساسي: بدت الشركات مترددة في الاستثمار على الرغم من الأرباح العالية، وتفضل في كثير من الأحيان إعادة شراء أسهمها، لكن الفائدة المنخفضة كانت جيدة لأسعار الأسهم.

في النهاية، لا يجب اعتبار أي من هذا بمثابة بيان بأن تقييمات السوق الحالية صحيحة تمامًا، فالمستثمرين حريصون جدًا على الاستفادة من الأخبار الجيدة، لكن الحقيقة هي أنه ليس هناك أي فكرة إلى أين يتجه السوق.

النقطة الأساسية هي أن قوة السوق في الواقع تبدو منطقية نسبياً على الرغم من الأخبار الاقتصادية الرهيبة - وعلى نفس المنوال لا تفعل شيئًا لجعل هذه الأخبار أقل فزعاً.

وبالتالي، لا تولي اهتماماً لمؤشرات الأسهم، أبقي عينيك على تلك الوظائف التي تم إلغاؤها.

مباشر (اقتصاد)

مباشر (اقتصاد)