مباشر - سالي إسماعيل: تلقت شركة الملياردير الأمريكي "وارن بافيت" ضربة قوية في غضون أول ثلاثة أشهر من العام مع الإبلاغ عن صافي خسارة تاريخية، ما دفعه للتخلص من أسهم شركات الطيران وسط صورة قاتمة بشأن الصناعة بأكملها وسط تفشي وباء "كوفيد-19".
لكن من المحتمل ألا يشعر مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "بيركشاير هاثواي" بالقلق البالغ، نظراً لأن "بافيت" يركز على الأرباح التشغيلية، والتي ارتفعت فعلياً 6 بالمائة خلال الربع الأول من هذا العام.
وبحسب نتائج أعمال "بيركشاير هاثواي" والصادرة في عطلة نهاية الأسبوع، فإن صافي الخسائر بلغ 49.7 مليار دولار في الثلاثة أشهر المنتهية في مارس/آذار الماضي (30.653 ألف دولار لكل سهم من الفئة إيه).
وتقارن هذه الخسائر مع صافي أرباح بلغ 21.66 مليار دولار (13.209 ألف دولار لكل سهم من الفئة إيه) خلال الربع الأول من عام 2019.
وتأتي هذه الخسائر القياسية بفعل فقدان نحو 54.5 مليار دولار من قيمة المحفظة الاستثمارية لشركة "بافيت"، مع انخفاض أسواق الأسهم بشكل حاد بعد بدء تفشي وباء "كوفيد-19".
وقبل عام مضى، كانت المحفظة الاستثمارية لـ"بيركشاير هاثواي" أضافت 15.5 مليار دولار لأرباح الشركة.
وفي تصريحات سابقة ذكر "بافيت" أن الأرباح التشغيلية للشركة تقدم رؤية أفضل للأداء الفصلي كونها تستبعد الاستثمارات ومشتقاتها، والتي يمكن أن تختلف على نطاق واسع.
ووفقاً لهذا المقياس، فإن الأرباح التشغيلية للشركة الأمريكية صعدت إلى 5.87 مليار دولار في الربع المنتهي في مارس/آذار الماضي مقارنة مع أرباح تشغيلية بقيمة 5.65 مليار دولار قبل عام مضى.
وجاء ذلك مع تحسن إجمالي إيرادات الشركة، والتي ارتفعت بنحو 1 بالمائة في الربع الأول من 2020 على أساس سنوي لتصل إلى 61.26 مليار دولار.
وخرج وارن بافيت، البالغ من العمر 89 عاماً، برسالة قوية إلى الجميع خلال اجتماع المساهمين السنوي يوم السبت الماضي مفادها: "لا شيء يمكن أن يوقف أمريكا".
وقال في العرض التقديمي الذي دام لنحو 4 ساعات: "لا شيء يمكن أن يوقف الولايات المتحدة بشكل أساسي، كانت المعجزة الأمريكية تسود دائماً وكذلك السحر الأمريكي، وسيحدث هذا مجدداً".
وتابع: "في الحرب العالمية الثانية كنت مقتنعاً بذلك، وكان هذا هو الحال خلال أزمة الصواريخ الكوبية وهجمات 11 سبتمبر/أيلول والأزمة المالية العالمية".
ويعتقد بافيت أن أحد مجالات الاقتصاد - شركات الطيران - ربما تغيرت بشكل جذري بسبب التداعيات الاقتصادية لوباء "كوفيد -19".
وكشف رئيس بيركشاير هاثواي النقاب عن بيع إجمالي أسهم شركات الطيران الأمريكية بقوله: "لقد ارتكبت خطأ في التقييم"، في خطوة نادرة من الملياردير الأمريكي الذي يتميز بميوله لاستراتيجية الشراءة والاحتفاظ بالأسهم.
وكانت الحصة السابقة تبلغ في المجمل 4 مليارات دولار في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتشمل مراكز استثمارية في أربعة شركات طيران رئيسية، وهي أمريكان ودلتا وساوث ويست ويونيتيد.
وذكر بافيت أن العالم بالنسبة لشركات الطيران قد تغير، معبراً عن أمله في أن يصحح نفسه بسرعة معقولة.
وعلى صعيد آخر، لم ينفذ بافيت أية استثمارات كبيرة منذ عدة سنوات، لتتراكم كومة السيولة النقدية (الكاش) لدى الشركة إلى رقم قياسي بلغ 137 مليار دولار بحلول نهاية مارس/آذار الماضي.
وكان تعليق رئيس بيركشاير هاثواي على هذه المسألة أنه "ببساطة لم يجد أيّ شيء جذاب".
ويفضل الملياردير الأمريكي امتلاك حصة في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، قائلاً: "إذا راهنت على ذلك وحافظت على هذا الموقف لعقود، فستكون أفضل بكثير من شراء سندات الخزانة أو أفضل بكثير من متابعة الأشخاص الذين يقولون لك ماذا تستثمر.
لكنه أكد على ضرورة عدم قيام الناس باقتراض الأموال من أجل المشاركة في السوق وخاصة في الوقت الحالي بالنظر إلى حالة عدم اليقين بشأن الوباء.
ويعتقد أن الوباء سيؤثر سلباً على عمليات التوظيف، قائلاً: "في غضون خمسة أعوام من الآن اعتقد أننا سنقوم بتوظيف المزيد من الأشخاص، لكن الفيروس يمكن أن يعرقل هذه العملية.. يمكن أن يتراجع الطلب بشكل كبير".
وبالنظر إلى الاستثمار في شركات النفط، أشار إلى أن هذا الأمر يعتمد على سعر النفط، قائلاً: "قلنا هذا في البداية.. بشكل أساسي عندما تشتري في شركة ضخمة لإنتاج النفط ستعتمد طريقة عملها على سعر النفط إلى حد كبير".
وتعليقاً على استجابة بنك الاحتياطي الفيدرالي للوباء، أوضح بافيت أنه فعل الشيء الصحيح وعلى الفور، مضيفاً: "لكن هذا يعني أن الكثير من الشركات التي تحتاج للأموال.. حصلت على فرصة التمويل بطرق ضخمة".
وعن تأثير "كورونا" على بيركشاير هاثواي، قال: "لدينا أعمال ستضرر بشكل كبير، الفيروس سيكلف الشركة أموالاً".
ويجدر الإشارة إلى أن بيركشاير هاثواي تمتلك حصص في أكثر من 90 شركة بما في ذلك السكك الحديدية "بي.إن.إس.إف" والتأمين والمرافق والأثاث والمجوهرات.
مباشر (اقتصاد)
