أخبار عاجلة

"ادفع الآن واشتري لاحقاً".. هل يغير كورونا كلاسيكيات الشراء؟

"ادفع الآن واشتري لاحقاً".. هل يغير كورونا كلاسيكيات الشراء؟ "ادفع الآن واشتري لاحقاً".. هل يغير كورونا كلاسيكيات الشراء؟

مباشر - سالي إسماعيل: ساهم تفشي وباء "كوفيد-19" وحالات الإغلاق الاقتصادي على الصعيد العالمي في قلب مفهوم "الشراء الآن والدفع لاحقاً" رأساً على عقب.

وتقول "روز فان" الباحثة في مجموعة "آي.إن.جي" خلال تحليل نشرته مدونة المجموعة الهولندية إنه حان الوقت الآن لدعم الشركات المحلية الصغيرة (أو الكبيرة)، إذا كنت تستطيع تحمل ذلك بالطبع.

وتكافح الشركات في كافة أنحاء العالم من أجل الاستمرار، حيث إن الطلب قد انخفض بشكل كبير.

وشهد القطاع الترفيهي في هولندا انخفاضاً بنحو 83 بالمائة في معاملات البطاقات الائتمانية منذ إغلاق المطاعم والمتاحف والأماكن الرياضية.

ورغم برامج الدعم الحكومية المختلفة، يبقى السؤال ما إذا كانوا قادرين على البقاء.

وتكمن إحدى الطرق التي يمكنك من خلالها دعم (مالياً) متجرك المحلي المفضل في الدفع الآن مقابل شيء سوف تستهلكه في وقت لاحق.

على سبيل المثال، الدفع مقابل وجبة عشاء في المستقبل، ويمكن أن يكون ذلك بمثابة أمر منطقي ويراعي الظروف الاجتماعية.

المهمة الأولى

لا تعتبر مسألة الدفع مقابل شيء سوف تتمتع به لاحقاً بمثابة ظاهرة جديدة.

وفي واقع الأمر، لا يزال العديد من الأشخاص يتمسكون بالتذاكر الخاصة بالعروض أو الرحلات التي تم إلغاؤها والتي قاموا بشرائها قبل أشهر مضت.

وربما تعرض بعض الشركات إعادة المبالغ المدفوعة لعميات الشراء غير المستخدمة أو إعادة الجدولة أو إصدار قسائم، لكن هذا الأمر ليس سهلاً كما يبدو.

ومع فقدان شخص من بين كل 6 أشخاص في دول مجموعة السبع "G7" نصف دخلهم على الأقل بسبب ، فإن الناس سوف ترغب في استعادة أموالهم.

وفي الواقع، في أوقات الطوارئ من الهام مساعدة أنفسنا أولاً قبل مساعدة الآخرين.

وفي الوقت نفسه، شهدت أنماط الإنفاق لدينا تغييراً بشكل جذري على مدى الشهر الماضي، فقد يمتلك البعض منا المزيد من السيولة النقدية المتاحة.

ومن المحتمل أنك كنت قادراً على توفير بعض المال الذي كنت ستنقفه بخلاف ذلك على العناصر غير الأساسية أو الرفاهية أو أحدث صيحات الموضة.

وفي هذه الحالة، فإن التبرع بهذا المبلغ المسترد أو الاحتفاظ بعضوية الرياضة قد لا يضر موقفك المالي، والأهم من ذلك أنه يمكن أن يساعد الشركات على البقاء.

فوائد الدفع المسبق

إذا كنت تريد استمرار المطعم أو المقهى المفضل لديك في المرة القادمة التي يمكنك الذهاب فيها، فهناك شيئان يمكنك القيام بهما.

أولاً، تم إطلاق الآلاف من حملات التمويل الجماعي للأندية الرياضية والصناعات الإبداعية والشركات والمؤسسات الاجتماعية.

ثانياً، وهو اتجاه مثير للاهتمام، القسائم.

وتقدم العديد من المقاهي والمطاعم ومنظمي الأحداث حالياً إمكانية "الدفع المسبق" للأشياء التي يمكنك الاستمتاع بها بمجرد انتهاء الأزمة.

وبموجب هذه القسيمة، فإنك تدفع الآن وتستهلك في وقت لاحق.

وإذا كانت ميزانيتك تسمح بذلك، يمكن أن يكون هذا بمثابة أمراً منطقياً لعدد من الأسباب.

الأول: سحب النفقات المستقبلية يساعد متجرك المفضل على تغطية نفقاته

وعلى المدى القصير، تخلق قسائم الشراء الكبيرة مساحة مالية للشركات الصغيرة ويمكن أن يكون روح المجتمع مجزياً على المستوى الاجتماعي.

ونشعر أكثر من أيّ وقت مضى بالرغبة في المساعدة، ومن الرائع إذا كان بمقدورنا ذلك.

وعلاوة على ذلك، قد يؤدي دعمك إلى علاقات طويلة الأمد (وحتى أكثر قوة) مع الأشخاص في مجتمعك المحلي.

الثاني: تمنحك شئ تتطلع إليه

في حين أن الاستراتيجية المعروفة "الشراء الآن والدفع في وقت لاحق" تمنحك شعوراً فورياً بالفرحة رغم العبء المالي في المستقبل إلا أن القسيمة تفعل العكس.

وتجعلك القسيمة تتطلع إلى شيء جيد، سواء كان حدثاً أو وجبة عشاء أو رحلة.

ومن المثير أن تتخيل نفسك في المستقبل وتستمتع بما لا يمكنك فعله الآن، كما أن الترقب يُعرف كذلك بأنه مصدر السعادة الحرة.

ولا تقتصر مسألة رؤية مستقبل أكثر إشراقاً بسبب القسائم على الشركات، لكنها قد تشملنا كذلك، وهذا بالظبط ما نحتاجه من أجل الحفاظ على صحتنا العقلية والمالية.

الثالث: الاستهلاك المتأخر يؤتي بثماره

عندما نتطلع إلى شيء بعيد المنال لفترة طويلة، فإننا نستمتع به أكثر في وقت الاستهلاك، وهو ما يرجع إلى أنه لا داعي للقلق بشأن الفاتورة التي يجب دفعها، حيث إنه قد تم تغطية كافة التكاليف منذ فترة طويلة.

وعلاوة على ذلك، قد يؤتي الاستهلاك المتأخر بثماره من الناحية الجسدية، حيث تظهر الأبحاث أنه عندما يتأخر الاستهلاك يميل الناس إلى اختيار العناصر التي توفر رفاهية أكثر استدامة بما يتماشى مع الأهداف طويلة المدى (مثل تناول الطعام الصحي).

وفي المقابل، عندما يُطلب من الناس الاختيار بين السلع فورية الاستهلاك، فإنهم يميلون للحصول على خيارات أقل صحة أو فقط ممتعة على المدى القصير، على سبيل المثال الوجبات السريعة أو الترفيه السريع.

والآن، فكر في وضعك المالي، هل تغيرت أنماط الإنفاق والإدخار لديك مؤخراً؟، وهل هناك أماكن تذهب إليها بشكل معتاد والتي قد تكون تعاني في الوقت الحالي؟

مباشر (اقتصاد)

مباشر (اقتصاد)