أخبار عاجلة

كورونا يفقد الشعوب ثقتها في الحكومات ووسائل الإعلام

كورونا يفقد الشعوب ثقتها في الحكومات ووسائل الإعلام كورونا يفقد الشعوب ثقتها في الحكومات ووسائل الإعلام

عشنا جميعًا على مدى الأسابيع القليلة الماضية نتائج تدني ثقة الشعوب في الحكومات ووسائل الإعلام نتيجة انتشار المستجد، ولاحظنا أن مجموعة كبيرة من الناس تجاهلت الإرشادات الصحية الحاسمة، ويعود ذلك جزئياً إلى الشك في صحة المعلومات المتاحة أو لأنهم اعتمدوا على مصادر معلومات مغلوطة. 

وفي الوقت ذاته، اتخذت بعض الشركات إجراءات فعالة وحصلت على معلوماتها من مصادر موثوقة، بما في ذلك الجهات العالمية والمعنية بالصحة العامة، في ظل علم هذه الشركات بأن موظفيها يتوقعون الحصول على آخر التطورات باستمرار، إلى جانب تقديم تغييرات مرنة لسياسات مكان العمل.

وأكدت دراسة مؤشر إيدلمان للثقة الصادرة عن شركة إيدلمان للاتصالات والاستشارات الدور الذي ينبغي على قطاع الأعمال القيام به كمصدر للمعلومات الموثوقة في الوقت المناسب. وفي ما يلي أبرز نتائج الدراسة: 

أصحاب العمل هم المصدر الأكثر مصداقية: 

واجهت الحكومات ووسائل الإعلام بعض التحديات المتعلقة بالثقة خلال هذه الأزمة، وأظهر المؤشر أن أصحاب العمل كانوا المؤسسات الأكثر ثقة بفارق 18 نقطة عن الأعمال التجارية بشكل عام، والمنظمات غير الحكومية بفارق 27 نقطة عن الحكومات ووسائل الإعلام. 

وهذا يفسر نتائج الدراسة أن أصحاب العمل هم المصدر الأكثر مصداقية للمعلومات حول فيروس كورونا، وقال 63% من المشاركين في الدراسة إنهم سيصدّقون المعلومات القادمة من هذه القناة بعد رسالة أو اثنتين، مقابل 58% للمواقع الإلكترونية الحكومية و51% لوسائل الإعلام التقليدية، وقال أكثر من ثلث الأشخاص المشاركين في الدراسة إنهم لن يصدقوا المعلومات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي ما لم يتم نشرها في أي مصدر آخر.

المؤسسات الرئيسية هي مصدر المعلومات الذي يتم الاعتماد عليه بشكل كبير: 

يعتمد الناس على وسائل الإعلام الرئيسية ضعف اعتمادهم على مؤسسات الصحة العالمية (منظمة الصحة العالمية) أو المؤسسات الصحية الوطنية (مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها). 

ويأتي كل من الأصدقاء والعائلة ووسائل التواصل الاجتماعي في مراتب متأخرة من حيث مصادر المعلومات التي يتم الاعتماد عليها، باستثناء الأسواق النامية مثل جنوب أفريقيا. 

ويعتمد الشباب بشكل متساوٍ على وسائل التواصل الاجتماعي (54%) ووسائل الإعلام الرئيسية (56%) في حين أن الأشخاص الأكبر سناً والذين تصل أعمارهم إلى أكثر من 55 عاماً يعتبرون وسائل الإعلام الرئيسية أكثر موثوقية بثلاثة أضعاف مقارنةً بوسائل التواصل الاجتماعي، وهناك قلق واضح بشأن انتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة حول الفيروس (74%). 

أكثر المتحدثين الموثوقين:

يُعتبر العلماء والأطباء أكثر المتحدثين الموثوقين بالإضافة إلى مسؤولي منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (تتراوح النسبة بين 68% و83%). 

وهناك أيضاً من يعتمد على الأشخاص المماثلين له (63%)، ويحتل المسؤولون الحكوميون مرتبة أدنى من ناحية الثقة بنسبة تقل عن 50%، وتبلغ نسبة الثقة في الرؤساء التنفيذيين للشركات التي يعمل بها المشاركون في الاستطلاع 54%، وهو ما يجعلهم مباشرةً في منتصف الترتيب من حيث الثقة. 

وقال 85% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يريدون سماع المزيد من العلماء والأقل من السياسيين، ويشعر نحو 60% من المشاركين بالقلق حيال المبالغة في هذه الأزمة للحصول على مكاسب سياسية.

الحاجة إلى المعلومات بشكل متكرر

يتابع 7 من بين كل 10 أشخاص ممن شاركوا في الاستطلاع الأخبار المتعلقة بفيروس كورونا في وسائل الإعلام مرة واحدة على الأقل يومياً، في ما يقوم 33% من المستطلعين إنهم يطلعون على الأخبار عدة مرات في اليوم الواحد. 

ويرتفع معدل تكرار متابعة الأخبار بشكل كبير في أسواق مثل إيطاليا وكوريا الجنوبية واليابان التي شهدت انتشاراً كبيراً للفيروس، ويُتوقع من أصحاب العمل تحديث المعلومات بانتظام حول فيروس كورونا المستجد، حيث يطلب 63% من المستطلعين الحصول على تحديثات يومية، بينما يرغب 20% في التواصل معهم لعدة مرات في اليوم. 

وطالب 78% من المستطلعين الجهات الصحية الرسمية بتقديم معلومات بانتظام حول الوقاية من انتشار فيروس كورونا بالإضافة إلى الأماكن التي توفر التحاليل الخاصة به (70%).

أصحاب العمل مستعدون بشكل أفضل من الدول

في 8 من أصل 10 دول، يتم النظر إلى أصحاب العمل على أنهم أفضل استعداداً لفيروس كورونا من الدول، وقد تأكدت هذه النتيجة من خلال الثقة العالية في أصحاب العمل من ناحية الاستجابة بشكل فعال ومسؤول تجاه الفيروس (62%).

توقعات بتعاون الحكومات وقطاع الأعمال

لا توجد ثقة سواء في قطاع الأعمال وحده أو وحدها لتجاوز هذه الأزمة، ولكن هناك ثقة مضاعفة في الجهود المشتركة بين قطاع الأعمال والحكومة مقارنةً بمكافحة الحكومة وحدها للفيروس (45% مقابل 20%)، وتبلغ الثقة في قيام قطاع الأعمال وحده بمكافحة هذا الفيروس ربع مستويات الثقة في جهود الحكومة وحدها للمكافحة.

توقعات كبيرة لجهود قطاع الأعمال

يتوقع 78% من المشاركين في الاستطلاع أن يتصرف قطاع الأعمال لحماية الموظفين والمجتمع المحلي، فيما يتوقع 79% من الشركات إضفاء المرونة على عملياتها لتتكيف مع الظروف الراهنة؛ مثل السماح للموظفين بالعمل عن بعد، وإلغاء أي فعاليات غير ضرورية، وإلغاء خطط السفر المرتبطة بالأعمال. 

وينظر 73% من المشاركين في الاستطلاع إلى قطاع الأعمال على أنه مسؤول عن تعديل سياسات الموارد البشرية أو منح إجازات مرضية مدفوعة الأجر للموظفين، أو منع الموظفين المعرضين لخطر العدوى من القدوم إلى العمل، بالإضافة إلى أمور أخرى.

ينبغي على أصحاب العمل مشاركة المعلومات

يرغب الموظفون في توضيح كل شيء، بدءًا من عدد الزملاء الذين أصيبوا بالفيروس (57%) إلى كيفية تأثير فيروس كورونا على سير العمل في المؤسسة (53%). 

ويرغب الموظفون في أن يتم إبلاغهم بمعلومات أخرى بخلاف تلك التي تؤثر على سير العمل في المؤسسة، مثل النصائح بشأن السفر وما يمكن القيام به لوقف انتشار الفيروس، كما يرغب الموظفون في الحصول على المعلومات عبر البريد الإلكتروني أو النشرات الإخبارية (48%)، والمنشورات على الموقع الإلكتروني للشركة (33%)، وعبر الهاتف أو مؤتمرات الفيديو (23%).

وتُعدّ هذه مسؤوليات جديدة لقطاع المؤسسات، حيث سارعت بعض الشركات في اتخاذ الإجراءات المناسبة في المناطق المتضررة التي سبقت في كثير من الحالات الإجراءات الحكومية وتوقعات الجمهور. 

ونظراً لمستويات الثقة المتدنية في الوضع الحالي، يتعين على قطاع الأعمال ملء فراغ آخر، هو المعلومات الموثوقة، ومن الضروري للغاية أن ندعم اتخاذ قرارات تستند إلى الحقائق وأن نسمح للموظفين بالشعور بأنهم جزء من تحرك اجتماعي واسع لمكافحة هذا الوباء. 

وبالنسبة للرؤساء التنفيذيين للشؤون التجارية، فقد حان الوقت لبدء إحاطة منتظمة للموظفين من قبل عالم موثوق أو مسؤول طبي، وذلك بهدف تقديم محتوى موثوق يمكن مشاركته مع أسر الموظفين أو أفراد المجتمع للتواصل مع الحكومة للتعاون في مبادرات العمل من المنزل والتأكد من أن قنوات التواصل الاجتماعي للشركة تساهم في نشر المعرفة وليس الذعر.

تدعم إيدلمان الشركات والمؤسسات التي تسعى إلى فهم أفضل لوباء فيروس كورونا المستجد COVID-19 وتأثيره على الصحة العامة، وإدارة أنشطة الاتصال مع الموظفين والعملاء والحصول على استشارات وإرشادات حول الاستراتيجيات والسياسات اللازمة للاستعداد الجيد والاستجابة الفعالة لهذا الوباء العالمي.

شملت الدراسة 10 دول بين يومي 6 و 10 مارس في كل من البرازيل وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

البوابة العربية للأخبار التقنية