أخبار عاجلة

لماذا تجاهلت الأسواق الأمريكية أسوأ بيانات للبطالة في التاريخ؟

مباشر - سالي إسماعيل: الأسواق لا تتصرف بشكل دقيق تماما، حيث أن يوم الخميس شهد إعلان بيانات أسوأ أداء أسبوعي بشأن طلبات إعانة البطالة الجديدة في التاريخ، وأيضاً ارتفاعاً لأسواق الأسهم الأمريكية مجدداً.

وسجل مؤشر "ستاندر آند بورز 500" أفضل موجة مكاسب لمدة ثلاثة أيام منذ عام 1933، مع حقيقة أن تحقيق هذه العوائد الأفضل لم يتكرر في التاريخ سوى مرتين من قبل وكلاهما كان خلال فترة الكساد العظيم.

bc922879b7.jpg

ويوضح تحليل للكاتب الاقتصادي "جون أوثرز" نشرته وكالة "بلومبرج أوبينون" أنه بعد الهبوط الذي كان مسبوقاً في سرعته، فإن التعافي الذي كان بنفس السرعة تقريباً، لا يثير الدهشة بالضرورة.

ولكن لا يزال من المثير للدهشة أن أولئك الذين اشتروا في صندوق الاستثمار المتداول لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" صباح يوم الثلاثاء قد حققوا بالفعل أرباحا تبلغ 18 بالمائة بحلول يوم الخميس.

وسجل المؤشر هذا الأداء على الرغم من الإعلان الذي جاء قبل بدء جلسة يوم الخميس حول توقيع رقماً قياسياً يبلغ 3.3 مليون أمريكي على طلب إعانة البطالة في الأسبوع الماضي، وهو رقم لم يسبق له مثيل، وأسوأ مما توقعه بعض الاقتصاديين.

وكما ذكرت، فإن الأسواق لا تتصرف بشكل دقيق تماما، فبعد إعلان مثل هذه الأنباء السيئة بالنسبة للعديد من الأمريكيين، لماذا لا نجني الكثير من الأموال في سوق الأسهم؟

أتوقع بكل ثقة أن سوق الأسهم لن تستمر في الصعود بهذه الوتيرة لبقية العام، وبعيداً عن ذلك، ما الذي يجب أن نفعله؟

هناك ميل حتمي لمحاولة ربط أيّ تحرك في السوق بأنباء ذاك اليوم، وهو ما قد يثبت عدم دقته.

ومن الواضح أن التحفيز المالي كان أمراً سيحدث لا محالة خلال الأيام القليلة الماضية، ولم يكن من الممكن قراءة أرقام فيروس الكورونا على أنها أفضل أو أسوأ من التوقعات السابقة.

ومع ذلك، اعتقد أنه من الإنصاف أن نعزو هذا التعافي نوعاً ما إلى غياب الأنباء السيئة.

وكان مصدر القلق المالي الأكبر في الأسابيع الأخيرة هو نقص الدولار، مما أدى إلى زيادة حادة في قيمة العملة الأمريكية، ويبدو أن هذا الوضع قد خفت حدته.

وبعد تقلبات ملحوظة، عاد مؤشر الدولار الذي يرصد قيمة الدولار مقابل عملات الشركاء التجاريين الرئيسيين، حيثما كان في قمة سوق الأسهم في 19 فبراير/شباط.

8fce867f42.jpg

تقلبات الدولار - (المصدر: وكالة بلومبرج)

وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، توجد طمأنينة من الهبوط الحاد في عوائد السندات الحكومية بعدما عزز البنك المركزي الأوروبي من دعمه لسوق الديون.

ويبدو أن تكرار أزمة الديون السيادية التي عصفت بمنطقة اليورو قبل عقد من الزمن كان بمثابة احتمال واقعي، ويبدو كما لو أن المركزي الأوروبي قام بما يكفي لمنع حدوث ذلك.

836141b916.jpg

تدخل المركزي الأوروبي - (المصدر: وكالة بلومبرج)

ولا يعني هذا أن كل المخاوف بشأن الائتمان أو النظام المصرفي لم تعد قائمة.

بل على العكس، الأمر الذي يثير القلق الشديد هو أن غريزة الحيوانات المحسنة في الأيام القليلة الماضية لم تفعل شيئاً لكسر الجمود في النظام المصرفي.

وغريزة الحيوانات أو animal spirits هو عبارة عن مصطلح استخدم لوصف كيفية وصول الأشخاص لقرارتهم المالية بما في ذلك بيع وشراء الأوراق المالية في أوقات الضغط أو عدم اليقين الاقتصادي.

ومن المحتمل أن يتذكر من عاصروا الأزمة المالية عام 2008 تفقد فارق الائتمان "تي.إيه.دي"، والذي يظهر الفارق الائتماني لمعدل الليبور، أي الفرق بين سعر الفائدة على أذون الخزانة وبين سعر الفائدة على القروض بين البنوك.

ويمكن القول إنه المقياس النهائي لمدى التوتر والاضطراب في النظام المصرفي، ويكون مدفوعاً بالطلب الشديد على الدولار، كما إنه يبدو تماماً كما كان في عام 2008.

9f105eff9a.jpg

الفارق الائتماني "تي.إيه.دي" - (المصدر: وكالة بلومبرج)

وبشكل أو بآخر، كان هناك ما يكفي من الحماس لتجاهل مؤشر "تي.إيه.دي" على الأقل لمدة يوم واحد.

وبالإضافة إلى غياب الأنباء السيئة، كان هناك ثقة مفرطة في أن الدولة فعلت كل ما تريده الأسواق وأن الأصول ستكون جيدة في المستقبل.

ومع هذا الحماس، تعافت أسواق الأسهم حتى بوتيرة أسرع.

مباشر (اقتصاد)