تحليل.. ارتدادة مرتقبة لأسواق الخليج.. ومخاوف كورونا قائمة
مباشر - محمود جمال: توقع محللون لـ"مباشر" أن تشهد معظم أسواق المال الخليجية في جلسة اليوم الاثنين الارتدادات الفنية السريعة بدعم من صعود النفط وبعض الأسواق العالمية وذلك بعد الجلسة الدامية أمس الأحد بفعل مخاوف كورونا التي سيظل تأثيرها مستمراً بالجلسات القادمة.
وهبطت أسواق الخليج بقوة بنهاية جلسة أمس مع تزايد المخاوف بشأن انتشار الفيروس الصيني بالمنطقة، وفي المقابل، فبحلول الساعة 5:45 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت أسعار النفط، حيث ارتفع خام برنت بنسبة 3 بالمائة لتصل 51.23 دولار للبرميل. ارتد مؤشر نيكي للأسهم اليابانية مرتفعاً بنسبة 0.92 بالمائة.
وقال إبراهيم الفيلكاوي المستشار الاقتصادي لـ مباشر إن الأسواق الخليجية ستتبع حركة الأسواق العالمية التي نرى أنها على موعد مع ارتدادة فنية سريعة في جلسة اليوم.
وأوضح أن تلك الارتدادة من الطبيعي أن نشهدها اليوم بعد الهبوط الحاد بأسواق الخليج بنهاية جلسة الأمس.
وأشار إلى أن تلك الارتدادة أيضاً تأتي في ظل التوقعات أن تقبل أوبك وحلفاءها في مطلع الشهر الجاري اعتماد تخفيض النفط. مشيراً إلى أن المخاوف بشأن كورونا ستظل قائمة وهي التي يتحرك الأسواق فيما هو قادم.
وأكد أن تلك المخاوف ستظل مسيطرة على تحركات المستثمرين إلى منتصف مارس الذي من المتوقع أن تهدأ فيه المخاوف بشأن الفيروس الصيني مع دخول بدايات أشهر فصل الصيف.
ومن الناحية الفنية، لفت إلى أن منحنى الذي يقيس درجة التصحيح ارتفع من منتصف يناير وارتفع أكثر في منتصف فبراير وسيبدأ بالتراجع حتى منتصف مارس وهو ما نشهده اليوم من ارتفاعات وستستمر بعملية تذبذب حتى يستقر الوضع العام الجاري.
ومن جانبه، أوضح محمد زيدان كبير استراتيجي الأسواق لدى ثنك ماركتس أن التراجعات التي شهدتها الأسواق الخليجية تعود لانعكاس الخسائر الكبرى المسجلة بالأسواق العالمية خلال جلستي الخميس والجمعة الماضيتين.
ومع تصاعد أعداد المصابين بمنطقة الشرق الأوسط بالفيروس الصيني الجديد، هبطت أسواق الخليج بنهاية جلسة الخميس الماضي وتصدرها بورصة دبي بنسبة 1.17 بالمائة وتراجع أيضاً السوق السعودي بنسبة تفوق الـ 1 بالمائة.
وعالمياً، سجلت بورصة "وول ستريت" مع اختتام جلسة الجمعة الماضية أكبر خسائر أسبوعية منذ 2008، حيث تراجع "داو جونز" بأكثر من 3500 نقطة، وسجلت الأسهم الأوروبية أسوأ أداء أسبوعي منذ الأزمة المالية العالمية بانخفاض تجاوز 12 بالمائة.
وبالأسواق الآسيوية، سجلت مؤشرات الأسهم الصينية خسائر أسبوعية بنحو 5 بالمائة، كما تهاوت الأسهم اليابانية بنحو 4 بالمائة في ختام جلسة الجمعة الماضية لتسجل أكبر خسائر أسبوعية في 4 أعوام.
وأشار محمد زيدان إلى أن التراجعات تعود لأزمة المعروض الظاهرة بالصين نظراً لما يمر به القطاع الصناعي هناك الذي يغذي كثيراً من الدول بالمنطقة والعالم.
وأكد أن التأثير يأتي من الهبوط المدوي لأسعار النفط، مشيراً إلى أن تباين الدورة الاقتصادية بين الدول الخليجية وأمريكا انعكس على تراجعات المؤشرات.
ولفت محمد زيدان إلى أنه على سبيل المثال التراجعات تطابقت مع مرحلة الركود التي يقترب منها بعض اقتصاديات المنطقة.
وأوضح أن خروج الأسواق من الحالة الحالية ومع وصول الأزمة لأقصى دراجتها لن ينتهي إلا بالإعلان عن السيطرة على انتشار الفيروس وهو الأمر الذي سيؤثر إيجاباً على الأسواق.
ولفت إلى أن الأمر الآخر هو تدخل الفيدرالي الأمريكي وتخفيض الفائدة وهو ما سيكون بمثابة تمهيد مرتقب لتهدئة ما يحدث بالأسواق العالمية والخليجية.
نظرة فنية
ومن الناحية الفنية، أوضح منتصر مدبولي رئيس قسم التحليل الفني لدى شركة "أوفيد" أن المؤشر العام للسوق السعودي وهو يعتبر القائد في مؤشرات بورصات الخليج افتتح بجلسة الأمس على تراجعات حادة كانت موجودة بالأسبوع الماضي.
وأشار إلى أن وتيرة التراجعات زادت في صباح أمس الأحد ليكسر بذلك المؤشر مستوى دعم مهم ورئيسي عند ٧٦٠٠ نقطة ويغلق عند أقل مستوى له في عام ونصف.
وتوقع أن مؤشر "تداول" إذا فشل الحفاظ على دعم ٧٢٠٠ نقطة أن يستمر في هبوطه مستهدفاً مستوى ٦٨٠٠ نقطة، لافتاً إلى أن الصعود أعلى مستوى ٧٦٠٠ نقطة يعني عودة الإيجابية للسوق مرة أخرى.
وبين أنه على صعيد مؤشرات أسواق الإمارات فعلى الرغم من الانخفاضات الحادة التي شهدتها في تعاملات الأمس إلا أنها لا تزال تتحرك أعلى دعم الاتجاه العرضي المتكون على المدى المتوسط وطويل الأجل، ونتوقع أن تعاود الصعود فور تحسن الأسواق العالمية والمحلية.
وأشار منتصر مدبولي إلى أن مؤشر الكويت كان أكبر المؤشر الخليجية تراجعاً حيث إن البورصة الكويتية من الأسواق التي أخدت نصيبها من الصعود ولا سيما بعد الانضمام لمؤشر الأسواق الناشئة "إم إس سي آي".
وأكد أن المؤشر الكويتي في انتظار عمليات تصحيح وجني أرباح وهو ما حدث في جلسة الأحد ولكن كان بوتيرة أعلى نظراً للانخفاضات الحادة في الأسواق الأمريكية والأوروبية والخليجية.
وأنهت بورصة الكويتية جلسة أمس الأحد (الأسود) بتراجعات حادة لمؤشراتها، بعد أن شهدت هبوطاً حاداً في النصف ساعة الأولى من التعاملات دفع إدارة البورصة إلى اتخاذ قرار بوقف التعامل بالسوق الأول بعدما تجاوزت خسائره 10 بالمائة.