أخبار عاجلة

قصة سيارة مرسيدس 190 على سن ورمح ..

جى بي سي نيوز :- كنا نذهب الى سينما النصر بالزرقاء أو سينما الحمرا ، او سلوى ، ايام لم يكن هناك سوى التلفزيون الابيض والاسود والافلام الهندية من بطولة شاشي كابور ودارمندر وممتاز وهيلامالينا .

 وعندما نرجع الى بيوتنا في اماكن خارج الزرقاء كنا نقف على الدور في منتصف الليل لكي نعود القهقرى الى عوجان او الرصيفة أو اين ما تريدون ، أما من هم من عمان او غيرها ، فيسلكون نفس الطريقة وذات الاسلوب .

كان السرفيس 190 مرسيدس هو الشائع وهو ملك النقل العمومي آنذاك ، ولم يكن ينافسه غير باصات  " أقصد " وهو وصف اطلق على باصات تلك الايام الخوالي  وتم اشتقاقه من مفردة مكررة  يرددها كونترول موشوم الذراعين ينتعل بابوج زنوبا مخاطبا السائق : " اقصد " ، أي ان الراكب صعد او نزل ، لا فرق ، فينطلق الباص وهو " ينتع " متسببا في ان يتكوم الركاب الواقفون على بعضهم: فعلى السائق ان يسبق باصا منافسا بدأ يقترب .

 اخذنا باص " أقصد"  بعيدا ،  وعلى كل حال ،فهو  لا يختلف عن صاحبتنا المرسيدس 190 هذه التي ترونها في الصورة ، تلك  التي  مضى عزها  قبل ان نصل الى زمن  اوبر واخواتها .

هي سيارة تثير شجون وذكريات  كل من امتطاها ودفع 7 قروش  او " شلن "  أجرة لها  من عمان الى الز رقاء وبالعكس ، هي - مثلنا -    تعبت  من الروحات والجيات  بلا طائل  سوى رحمة من الله ، ولقد صادفناها قبل ايام  مركونة في هذا المكان في صويلح تحت البرد والمطر والصدأ وكأن احدا لم يسمح  يوما زجاجها ، أو  يدا عبثت بمقودها .. أو راكبا انتظر طلتها وهو في طابور  جبل الحسين .

وحيدة في البرد والريح تحكي قصة جيل " الجلول " و" السبع حجار " و" الطماية "    ذلك الجيل  الذي دهمته الغربة ،  بعد ان سيطر على  المشهد  نشء جديد  يحترف  " الببجي " والـ " فري فاير "  ولعانة الوالدين .

 

المصدر : المدينة نيوز 

جي بي سي نيوز