أخبار عاجلة

طباعة الأموال في الاقتصادات الكبرى تدعم الأسواق الناشئة

مباشر - سالي إسماعيل: في الآونة الأخيرة، تشهد أسهم الأسواق الناشئة دعماً بشكل ملحوظ جراء توسيع الميزانيات العمومية للبنوك المركزية حول العالم وخاصةً بنك الاحتياطي الفيدرالي.

ويناقش مدير محفظة المخصصات العالمية في بلاد روك "روس كوستريش" خلال تحليل نشرته مدونة أكبر شركة لإدارة الأصول بالعالم العوامل المحفزة التي تدعم الأسواق الناشئة وعلى رأسها الفيدرالي.

وبدايةً من أواخر أغسطس/آب الماضي تحقق اثنين من الأمور الهامة التي لم تحدث منذ سنوات عديدة: بدأ الفيدرالي توسيع ميزانيته العمومية، كما أبدت الأسواق الناشئة تفوقاً في الأداء.

ويرتبط هذين الأمرين معاً بشكل وثيق كما من المرجح أن يستمر ذلك الوضع.

وفي يوليو/تموز الماضي، سلطت "بلاك روك" الضوء على أهمية السياسة النقدية والظروف المالية الأوسع بالنسبة للأسواق الناشئة.

وفي حين أن السعر ومدى وفرة الأموال تعد بمثابة أموراً هامة بالنسبة لكافة الأصول المحفوفة بالمخاطر، إلا أن الأسواق الناشئة تُبدي حساسية بشكل خاص منذ الأزمة المالية.

وأثبت تحول البنوك المركزية حول العالم، ليس فقط عبر خفض معدلات الفائدة ولكن العودة كذلك إلى شراء الأصول، تغيير قواعد اللعبة بالنسبة لتلك الفئة من الأصول.

السماء تمطر أموالاً

ومن المفارقات أن الضغط في أسواق المال الأمريكي كان بمثابة الحافز الذي قدم الدعم لأسهم الأسواق الناشئة.

ومنذ بداية فصل الخريف، بدأ الفيدرالي في توفير سيولة إضافية من أجل تحقيق الاستقرار في أسواق المال.

وينطوي جزء من هذه الجهود في استئناف المركزي الأمريكي برنامج مشتريات الأصول (عمليات الريبو – إعادة شراء الأوراق المالية).

ونتيجة لذلك، فإن الفيدرالي بدأ في توسيع ميزانيته العمومية بشكل حاد بعد الاتجاه الهبوطي الذي دام لسنوات عديدة.

ومنذ 31 أغسطس/آب الماضي وحتى نهاية عام 2019، فإن حيازات الفيدرالي من الأصول ارتفعت 400 مليار دولار تقريباً.

وهو ما يعني أن الميزانية العمومية للمركزي الأمريكي زادت من 17.6 بالمائة إلى 19.3 بالمائة نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي.

وتتزامن الزيادة السريعة في الميزانية العمومية جنباً إلى جنب مع السيولة، مع الأداء القوي في أسهم الأسواق الناشئة.

وحقق مؤشر "إم.إس.سي.آي" للأسواق الناشئة مكاسب بنحو 13 بالمائة، وهي زيادة أعلى قليلاً من 10 بالمائة المسجلة في الأسواق المتقدمة.

وحتى مع إنهاء الولايات المتحدة العام الماضي بأداء مذهل، إلا أسهم الأسواق الناشئة تفوقت في الأداء على نظيرتها في الأسواق المتقدمة بفارق يزيد عن 3 بالمائة.

السيولة مستمرة

وفي حين أن النمو في الميزانية العمومية للفيدرالي من المرجح أن يصبح معتدلاً بعد أن هدأت الأسواق المالية، إلا أن الميزانيات العمومية للبنوك المركزية من المقرر أن تواصل النمو في 2020.

ولا يقتصر النمو على الميزانية العمومية للفيدرالي فقط، لكن كذلك البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان.

وفي الوقت نفسه، يشارك البنك المركزي الصيني بنشاط في توفير السيولة.

ويفترض أن تستمر كل هذه الأمور في دعم الأسواق الناشئة.

ومن الأمور الجديرة بالذكر أن هذه الموجة من السيولة تحدث في وقت تظل فيه أسهم الأسواق الناشئة مسعرة بشكل معقول.

ويتداول مؤشر "إم.إس.سي.آي" للأسواق الناشئة بمعدل خصم حوالي 26 بالمائة مقارنة مع الأسواق المتقدمة، وهو ما يتماشى تقريباً مع المتوسط بعد أزمة المالية العالمية.

وداخل الأسواق الناشئة، تعتبر أسهم الصين بارزة بشكل خاص رخيصة، حيث تتداول الأسهم الصينية في الداخل بأسعار أقل بنسبة 6 بالمائة مقارنة مع المؤشر الأوسع للأسواق الناشئة.

ومنذ عام 2000، فإن الأسهم الصينية تتداول في العادة بعلاوة (زيادة) 10 بالمائة مقارنة بمؤشر الأسواق الناشئة بشكل عام.

وبالنسبة للمستثمرين الذين يفضلون أسهم "إتش-شيرز"، وهي الأسهم الصينية المدرجة في بورصة هونج كونج، فإن التقييمات أكثر رخصاً، حيث تبلغ حوالي 8.5 مرة نسبة للأرباح في العام المالي الواحد.

ومن المؤكد أن استئناف الاحتكاك التجاري قد يفسد هذا السيناريو الإيجابي، حتى إذا واصلت البنوك المركزية طباعة النقود.

لكن مع توقف الأحداث العدائية على ما يبدو إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإن الآفاق المستقبلية جيدة بالنسبة للأسواق الناشئة أكثر مما كانت عليه في بعض الأوقات.

مباشر (اقتصاد)