تحويلات العاملين بالخارج قد تدعم العملات الرقمية وتكتب نهاية الدولرة
تحرير: أحمد شوقي
مباشر: تحويل الأموال من العاملين في الخارج إلى بلدانهم قد يكون أمراً مكلفاً، ولكن مع العملات الرقمية فأن الأمر لا يجب أن يكون كذلك.
وتوفر العملات الرقمية إمكانية تحويل الأموال بتكلفة منخفضة مما قد تكون حجة للدفع بها في النظام المالي العالمي ومن ثم سيكون لها تأثيرات على العملات خاصة الدولار، وفقاً لما يراه الاقتصادي "كارلو كوسيزو" عبر البنك الاستثماري "أي.إن.جي".
وبعد وقت قصير من إعلان فيسبوك رغبتها إصدار عملة رقمية خاصة بها "الليبرا"، سارع صناع السياسة في جميع أنحاء العالم إلى الإشارة إلى المخاطر المحتملة جراء إطلاق مثل هذا المشروع.
وتتعلق مخاوف صناع السياسة الفورية باحتمالية اندثار النظام المصرفي التقليدي والخسارة المحتملة للسيادة النقدية، ومع ذلك فإن إحدى النتائج غير المقصودة هي إثارة النقاش حول تطور العملات الرقمية، بما في ذلك إمكانية قيام البنوك المركزية بإطلاق أول تجربة للعملة الرقمية للبنوك المركزية (سي.بي.دي.سي) خلال السنوات الخمس القادمة.
فهل هناك صلة مباشرة بين العملات الرقمية والأسواق وكيف يمكن أن يحدث هذا؟
التحويلات المالية قد تكون حجة للاستخدام الفوري للعملات الرقمية
بلغ حجم سوق التحويلات المالية العالمية إلى البلدان الأم للعمال في الخارج نحو 689 مليار دولار في عام 2018، وسوف ينمو ليتجاوز 700 مليار دولار بحلول نهاية هذا العام، وفقاً لتقديرات البنك الدولي.
وينمو السوق بمعدل استثنائي: وبإستثناء الصين فإن التحويلات المالية تفوق الآن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، علاوة على ذلك، يبلغ متوسط تكلفة إرسال الأموال في الوقت الحالي حوالي 6.84 بالمائة، وهو معدل مرتفع نسبيًا.
وقد يؤدي صعود العملات الرقمية إلى دفع رسوم أقل للتحويلات، فضلاً عن المزيد من المعاملات المتكررة والرخيصة.
(أفضل 20 دولة متلقية للتحويلات المالية في عام 2019 بالدولار)
نهاية الدولرة؟
إذن ماذا يعني هذا بالنسبة لسوق العملات؟ دعنا نلقي نظرة على أوكرانيا، وهو اقتصاد يعتمد على الدولار بشدة.
ويقدر البنك الدولي أن العمال الأوكرانيين سيرسلون حوالي 16 مليار دولار (11.8 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا) إلى وطنهم هذا العام.
علاوة على ذلك، يبلغ متوسط التكلفة الإجمالية لإرسال 200 دولار من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا حوالي 9.90 دولار (4.95 بالمائة)، وهذا يشمل كلاً من رسوم التحولات وتكلفة سعر الصرف.
ولهذا فإن إطلاق إما عملة رقمية خاصة أو عامة يمكن أن يقلل التكاليف، مما يتيح للأوكرانيين قناة أخرى (رقمية) لإرسال تحويلاتهم المالية إلى وطنهم.
كما أنه إذا قَبِل تجار التجزئة استخدام العملات الرقمية في نقاط البيع ومنصات التجارة الإلكترونية فسوف يقلل ذلك نظرياً من الطلب على الدولار.
ومن المؤكد أن التحديات السياسية والتنظيمية من غير المحتمل أن تختفي، ولكن قد تبدأ الأسواق في التفكير في العملات الرقمية وتأثيرها الفوري.
