أخبار عاجلة

القواعد الأربعة لفقاعات الأصول.. لماذا لا يتعلم الجميع الدرس؟

القواعد الأربعة لفقاعات الأصول.. لماذا لا يتعلم الجميع الدرس؟ القواعد الأربعة لفقاعات الأصول.. لماذا لا يتعلم الجميع الدرس؟

تحرير: سالي إسماعيل

مباشر: منذ قديم الأزل ومصطلح فقاعة ذو طابع خاص لكنه اكتسب شهرة خاصة في الذاكرة الحديثة مع حدوث "فقاعة الدوت كوم" في بداية الألفية الثالثة، لكن ما هي الديناميكيات الأربع للفقاعات؟

ويستعرض الكاتب "تشارلز هيو سميث" خلال مقالة نشرها موقع "ديلي ريككونينج" المراحل الثلاث للفقاعات مع ذكر الرابعة للتأكيد كما تناول المدة التي يمكن أن تستمر فيها الفقاعة.

وتظهر الفقاعات المالية ثلاث ديناميكيات: أكثرهم شهرة ببساطة هي طمع البشر والرغبة في استغلال الأرباح المفاجئة والسعي لتحقيق ثروات بدون مجهود.

وتجذب الديناميكية الثانية اهتماماً أقل، حيث أن الهوس المالي ينشأ عندما لا يكون هناك استخداماً لرأس المال أكثر فائدة وتحقيقاً للأرباح، وتحدث هذه الفترات عندما يكون هناك وفرة في الائتمان المتاح ما يؤدي إلى تضخيم الفقاعات.

ويستجيب البشر للحوافز التي يقدمها النظام: إذا كان يمكن لتجارة المخدرات غير القانونية أن تحقق أرباحاً تصل إلى 20 ألف دولار شهرياً مقارنة مع مكاسب 2000 دولار شهرياً من وظيفة عادية، فإن نسبة معينة من القوى العاملة ستلجأ إلى تجارة المخدرات.

وفي اقتصادنا الحالي، دفعت الشركات نحو 2.5 تريليون دولار في إعادة شراء أسهمها كون هذه الخطوة تولد أعلى عائد بدون عناء العمل.

وتعكس هذه المسألة اثنين من الحقائق:

الأولى: لا تستطيع الشركات إيجاد استخدام لرأس المال أكثر فائدة وتحقيقاً للربحية من إعادة شراء أسهمها (إثراء المديرين عبر خيارات الأسهم والـ10 بالمائة من الأسر الأمريكية التي تمتلك 93 بالمائة من الأسهم).

الثانية: بسبب ضخ بنك الاحتياطي الفيدرالي وغيره من البنوك المركزية الأخرى تريليونات الدولارات من الائتمان المجاني تقريباً داخل القطاع المالي، يمكن للشركات أن تقترض مليارات الدولارات وإنفاقها في أي شئ والتعامل مع معدلات الفائدة القريبة من الصفر والتي تُعد غير مسبوقة من الناحية التاريخية.

وبالتالي يمكنك اقتراض المليارات بفائدة 2.5 بالمائة ودفع تلك الأموال المقترضة كافة في عملية إعادة شراء الأسهم الخاصة بك ثم حصد المكاسب مع ارتفاع السهم الخاص بك بنسبة 10 بالمائة.

وهنا يجب تذكر الآلية الرئيسية لعمليات إعادة شراء الأسهم: مع تقليل عدد الأسهم المصدرة فإن المبيعات والأرباح ترتفع على أساس نصيب كل سهم، وذلك ليس بسبب تحقيق الشركة المزيد من العوائد والأرباح ولكن لأن عدد الأسهم قد تراجع نتيجة عمليات إعادة الشراء.

ووفقاً لما أوضحته مصادر مختلفة، فإن عمليات إعادة شراء أسهم الشركات كانت المحرك الرئيسي لارتفاع الأسهم.

ويؤدي ذلك إلى الديناميكية الثالثة من الفقاعات:

ففي حين تستمر الفقاعة في التضخم بعيداً عن أيّ تقييمات عقلانية، فإن المستثمرين العقلانيين يعترفون بالهزيمة ويلتحقون بهذه الموجة الصاخبة.

ومرة أخرى، تقود تلك الرغبة المتعلقة بالتخلي عن العقلانية بشكل جزئي الجشع وكذلك ندرة الاستثمارات الأخرى الأكثر جاذبية.

ويُعد الفقاعة (The Bubble Economy) بمثابة اقتصاد مريض، حيث أن الفقاعات تعتبر دليلاً على أن هناك الكثير من رأس المال الذي يطارد عدد قليل للغاية من الاستخدامات المفيدة لرأس المال ذاك.

وقام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزية الأخرى بطباعة التريليونات من الدولار واليوان واليورو والين للشركات والممولين لإنفاقها، وبدرجة أقل، لمالكي المنازل لإنفاقها مع معدلات الرهن العقاري المنخفضة والضمانات الفيدرالية على قروض الرهن العقاري.

ونتيجة لذلك، فإن الفقاعة العقارية هي الفقاعة التي يمكن للناس العادية أن يقوموا بها (رفع سعرها بشكل مستمر)، ورغم المزاعم بأنها ليست فقاعة بسبب الطلب الطبيعي، لكن العقارات في  الولايات المتحدة بكل تأكيد تشهد فقاعة جنباً إلى جانب مع الأسهم والسندات وغيرهم.

وعند القيام بطباعة التريليونات من الدولار واليوان واليورو والين، فإن ذلك يخلق الحوافز الداعمة لتضخيم الفقاعات.

وعندما يكون الاقتصادي الحقيقي يعاني من مشاكل ويوفر القليل من الاستخدامات المفيدة لكل هذه الأموال الفائضة، فمن شأن ذلك أن يضيف الوقود إلى نار المضاربة.

وهنا تكمن المشكلة: كافة الفقاعات تنفجر بغض النظر عن الظروف الأخرى، وطباعة المزيد من تريليونات الدولارات لن يغير شيئاً، وإضافة أصول مضاربة أخرى لن يغير ذلك، إدعاء أن اقتصاد الفقاعة قوياً لن يغير ذلك، كما أن إبرام اتفاقاً تجارياً واعداً مع الصين لن يغير ذلك.

ومن شأن كافة فقاعات الأصول في الولايات المتحدة أن تنفجر عاجلاً وليس آجلاً.

ويتحرك سوق الأسهم بشكل أسرع قليلاً من أسواق العقارات والسندات ولكن الفقاعات الواضحة في كل سوق ستنفجر جميعها، الأمر الذي يثير الكثير من القلق لدى الجميع.

ويمكننا إضافة ديناميكية رابعة للفقاعات: لا يعتقد أحداً أن الفقاعات يمكن أن تنفجر إلا عندما يكون الأوان قد فات على الخروج بدون خسائر.

مباشر (اقتصاد)