أخبار عاجلة

مع اقتراب مغادرة دراجي..المركزي الأوروبي على أعتاب تغيرات حاسمة

مع اقتراب مغادرة دراجي..المركزي الأوروبي على أعتاب تغيرات حاسمة مع اقتراب مغادرة دراجي..المركزي الأوروبي على أعتاب تغيرات حاسمة

تحرير: نهى النحاس

مباشر: كل الأمور تتغير داخل البنك المركزي الأوروبي، ويتضح ذلك مع اتجاه الألمانية "سابين لوتينشلاغر" عضو المجلس التنفيذي للبنك للإستقالة في نهاية الشهر الجاري، قبل نحو عامين على انتهاء فترة ولايتها.

ويقول "فرديناندو جوليانو" عبر مقال نشرته "بلومبرج أوبنيون" إن دوافع لوتينشلاغر للاستقالة غير معروفة، ولكنها تزيد شعور الفوضى داخل المركزي الأوروبي قبل أيام من تغيير القيادة الحاسم.

وستواجه كريستين لاجارد التي ستتولى منصب رئيس المركزي الأوروبي خلفاً لماريو دراجي في بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل صعوبة لضمان أن البنك سيواصل عمله بفعالية.

وكانت لوتينشلاغر معارضة قوية لقرار المركزي الأوروبي الأخير المتعلق بعودة العمل ببرنامج التيسير الكمي، مع سعي البنك لمحاربة التباطؤ الاقتصادي والعودة بمعدل التضخم نحو المستهدف.

ومع ذلك، فإن اختلافاً واحداً في وجهة النظر لا يمكنه تفسير هذه الخطوة الصادمة، فهناك حتماً اختلافات داخل أي كيانات لتحديد معدل الفائدة، وخاصة داخل اتحاد عملة مثل منطقة اليورو.

وصحيح أن لوتينشلاغر لم تكن الألمانية الوحيدة التي تستقيل بسبب اختلافات بشأن السياسات النقدية، حيث سبقها سابقاً كل من أكسل ويبر رئيس البوندسبنك، وجورجين ستارك كبير الاقتصادين في المركزي الأوروبي.

ولكن حقيقة أن العضوين المستقيلين كان لديهما أدواراً مركزية في المجلس أكثر من لوتينشلاغر تجعل شعورهم بأن وجودهم غير ممكناً مفهوم على نحو أكبر.

وتشير عملية الرحيل الأخيرة إلى الاضطراب العميق وحالة القلق داخل البنك المركزي.

وأثارت الحزمة النقدية الأخيرة من جانب دراجي والتي تضمنت خفض معدل الفائدة وشروط إقراض أسهل للبنوك انتقادات من محافظي بنوك مركزية في دول منطقة اليورو مثل ألمانيا وهولندا.

والانطباع من وراء ذلك كله هو أن المركزي الأوروبي منقسم إلى حد كبير، وهو ما يتطلب عودة القيادة الماهرة لمسارها.

والأمور التي على المحك هنا كبيرة بالفعل، فالبنك المركزي الأوروبي أفضل مؤسسة عاملة في منطقة اليورو ووفر دعماً ضخماً للاقتصاد في الوقت الذي فشل فيه القادة السياسين في تقديم سياسات مالية وإصلاحات هيكلية، كما أنه وفر أجندة مبتكرة لإصلاح منطقة اليورو بدأت بإنشاء الاتحاد المصرفي.

وبالنسبة لكل تلك الاختلافات - وخاصة مع المركزي الألماني - فقد أصبحت رمزاً للوحدة التي طمأنت الأسواق بشأن صلابة منطقة اليورو.

وببساطة لا يمكن لمنطقة اليورو بشكل خاص أن تتحمل وجود بنك مركزي مفكك، فالمستثمرون تعلموا أن يثقوا بالعملة الأوروبية الموحدة لأنهم يعتقدون أن المركزي الأوروبي مستعد لفعل ما في وسعه إذا تدهورت الأمور، ولاجارد وقفت بجانب وعد دراجي الشهير في 2012 للقيام بذلك.

وصرحت لاجارد في جلسة استماع بأنها ترغب في أن يتصرف المركزي الأوروبي بـ"خفة وسرعة" لتعزيز التعافي الاقتصادي، ووجود مجلس محافظين غير فعال في البنك المركزي الأوروبي يجعل مثل هذه التطمينات صعب تصديقها.

وستحتاج لاجارد إلى كل مهاراتها الدبلوماسية لمنع مجلس المحافظين من الانقسام بشكل أكبر، وبينما قاد دراجي المجلس بكفاءة واقتناع إلا أنه لم يكن يمانع في أن يخلف ورائه بعض الزملاء خاصة عند المنعطفات الحاسمة، وقد تحتاج لاجارد إلى موازنة القيادة الاستثنائية مع المزيد من الديمقراطية.

كما يجب على محافظي البنوك المركزية الأخرى أن يقوموا بدورهم، فاستبدال لوتينشلاغر سيكون بحاجة إلى اقتصادي موهوب يرغب حقًا في العمل لصالح منطقة اليورو ككل.

وينطبق الشيء نفسه على فابيو بانيتا، المدير العام لبنك إيطاليا والذي تم اقتراحه لاستبدال بنوا كوور عندما تنتهي مدة ولايته في المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي في نهاية العام.

ويجب أن يشعر محافظو البنوك الوطنية بالحرية في التعبير عن آرائهم في الأماكن العامة، مع مراعاة أن لديهم مسؤولية جماعية عن قرارات البنك المركزي الأوروبي.

ويعد الانتقال في رئاسة البنك المركزي الأوروبي أكثر خطورة مما يدركه معظم المستثمرين، ويأمل المرء ألا تتحول الطلقات التحذيرية في الأسابيع القليلة الماضية إلى حرب شاملة.

مباشر (اقتصاد)