الشخص الرافض لتبنى الآخرين موقفا سياسيا يعانى تركيبة نفسية معقدة

الشخص الرافض لتبنى الآخرين موقفا سياسيا يعانى تركيبة نفسية معقدة الشخص الرافض لتبنى الآخرين موقفا سياسيا يعانى تركيبة نفسية معقدة

أكد الدكتور محمود عبد الرحيم غلاب أستاذ علم النفس الأسبق بجامعة القاهرة، أن كل شخص له موقف معين تجاه قضية سياسية ما، وما أكثر القضايا السياسية الحالية فى مجتمعنا، ولذا فكل شخص له حرية اختيار مواقفه وتبنيها، ولكن يجب من ناحية أخرى أن يترك الإنسان لغيره أن يتبنى موقفا يخصه ويكونه بنفسه، وفى نفس الوقت لا يعطى الكثير الحق الذين أعطوه لأنفسهم، معتقدين بشكل نفسى مغلوط أنه حق فردى يقتصر عليهم فقط دون الآخر وهى مشكلة كبيرة فى التركيبة النفسية والتى تؤثر كثيرا على طريقه تفاعل هذا الإنسان مع مواقف الآخر السياسية على سبيل المثال.

فالمشكلة نفسية بحق ولا تقتصر على ضيق الأفق وعدم قبول الآخر، فالمسألة نفسية بحتة تتعلق بمدى اتساق الشخص مع طبيعته وفطرته ومع ثقته بقدراته، لأنه يرى فى مواقف الآخرين تهديدا حقيقيا لمواقفه السياسية مثلا، ويرى أن نهايتها أوشكت مادام هذا الموقف السياسى الآخر موجودا.

والغرابة تظهر فى إعطاء الشخص الفرصة الكاملة لنفسه لاختيار مواقفه ولكن لا يعطيها لغيره بل ويواجه هذا الآخر وقد يتخذ تجاهه موقفا شاذا مقابل هذا الموقف.. وهو من الناحية النفسية خرب ولا يستطيع مجابهة الحقائق ويقوم بتزييفها، كما أنه يعانى من تركيبة نفسية معقدة تتسبب له فى مشكلات ذاتية عقلية كثيرة.

فالإنسان يبنى ويكون مواقفه السياسية بطريقته وبتجمعاته دون تدخل من أحد، وكل إنسان بفطرته يدافع بشكل قتالى عن حقه فى تبنى مواقفه لأنه شىء طبيعى فى الشخصية وهو ما يجعل الإنسان يعطى لنفسه الحق الكامل لاختيار مواقفه بل يسهل لها الطريق ويدعمها حتى تظهر بوضوح.

اليوم السابع