أخبار عاجلة

مع تفاقم الأزمة.. أردوغان يلقي خطاب في "سلة القمامة"

مع تفاقم الأزمة.. أردوغان يلقي خطاب ترامب في "سلة القمامة" مع تفاقم الأزمة.. أردوغان يلقي خطاب في "سلة القمامة"

من: سالي إسماعيل

مباشر: تتصاعد التوترات السياسية بين الولايات المتحدة وتركيا على وقع العملية العسكرية التي تنفذها الأخيرة داخل شمال شرق سوريا، وهو الأمر الذي ألقى بظلاله السلبية داخل الأسواق المالية داخل أكبر في الشرق الأوسط.

وفي خطاب مؤرخ بتاريخ 9 أكتوبر/تشرين الأول ومرسل من الرئيس الأمريكي لنظيره التركي بعد سحب قوات الولايات المتحدة من سوريا، قال لـ"أردوغان": "لا تكن رجلاً صعباً، لا تكن أحمق".

لكن الرئيس التركي قام بإلقاء رسالة دونالد ترامب في "سلة القمامة"، نقلاً عن هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي".

ووفقاً للخطاب، فإن ترامب كتب: "دعونا نبرم صفقة جيدة، أنت لا تريد أن تكون مسؤولاً عن ذبح آلاف الأشخاص وأنا لا أريد أن أكون مسؤولاً عن تدمير الاقتصاد التركي".

وتابع ترامب: "سوف ينظر إليك التاريخ بشكل إيجابي إذا نجحت في القيام بذلك بطريقة صحيحة وإنسانية، لكنه سينظر إليك إلى الأبد كالشيطان إذا لم تحدث أشياء جيدة".

ومنذ أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدء العملية العسكرية داخل الأراضي السورية والعلاقات مع الولايات المتحدة في حالة من التوتر وسط تهديدات من جانب الرئيس الأمريكي بتدمير اقتصاد تركيا بأكمله.

وتسببت هذه التوترات الحادة بين الجانبين الأمريكي والتركي في خسائر حادة داخل الأسواق المالية لأكبر اقتصاد في الشرق الأوسط على الرغم من المحاولات الحكومية للحد من الاتجاه الهبوطي.

وجاء التدخل التركي في سوريا يوم الأربعاء الماضي (9 أكتوبر/تشرين الأول) بعد قيام ترامب بسحب قواته من الأراضي الواقعة في المنطقة وهو ما اعتبر بمثابة الضوء الأخضر لأردوغان كي يطلق عملية عسكرية.

ويتواجد حالياً وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" ونائب الرئيس "مايك بنس" في أنقرة، في مسعى لوقف إطلاق النار في شمال سوريا، لكن المفاوضات لم تسفر عن نتائج بعد.

وتخضع تركيا في الوقت الحالي لضغوط قوية جراء تدخلها العسكري في سوريا، وسط تهديدات من جانب الرئيس الأمريكي بتدمير الاقتصاد وفرض عقوبات على أنقرة.

وفي أعقاب الدخل التركي، تحرك الكونجرس الأمريكي لفرض عقوبات على تركيا عبر مخطط طرحه السيناتور الجمهوري "ليندسي غراهام" والسيناتور الديمقراطي "كريس فان هولين".

وصرح الرئيس الأمريكي في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن العقوبات ضد تركيا قادمة رغم تأكيده عدم التدخل العسكري، وهو ما جاء بعد إشارات حول العلاقات القوية التي تربط بلاده بالدولة عضو حلف الناتو.

وقال ترامب في تعليقات مع المراسلين يوم الثلاثاء إن عقوباته ضد تركيا والتي تتضمن وزراء أفراداً وزيادة التعريفات على واردات الصلب إلى 50 بالمائة أقوى مما يمكن تصوره.

وتراجعت صادرات تركيا من الصلب للولايات المتحدة في الفترة الخيرة بشكل كبيرة، حيث إن حجم الشحنات المرسلة لواشنطن في أول ثمانية أشهر من هذا العام بلغ 120 مليون دولار، وهو أضعف مستوى في نحو 20 عاماً.

كما صرح المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض "لاري كودلو" لشبكة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية يوم الاثنين الماضي، بأن الولايات المتحدة كانت مستعدة لفرض عقوبات إضافية عند الحاجة لإبقاء تركيا تحت السيطرة.

ويأتي النزيف المستمر داخل الأسواق المالية على الرغم من محاولات في كبح الخسائر سواء من خلال بيع العملات الأجنبية لدعم الليرة أو عبر حظر عمليات البيع على المكشوف أو "الشورت سيلينج" لنحو سبعة بنوك.

ومنذ نهاية تعاملات 8 أكتوبر/تشرين الأول حتى اليوم، بلغت خسائر الليرة التركية حوالي 1 بالمائة أمام الدولار الأمريكي، لكنها شهدت هبوطاً بأكثر من 10 بالمائة منذ بداية عام 2019.

وفقد مؤشر مؤشر "بي.آي.إس.تي 100" للأسهم التركية حوالي 8.5 بالمائة من قيمته أو ما يعادل 8600 نقطة منذ نهاية تعاملات الثلاثاء الماضي وحتى الآن.

أما الخسائر في مؤشر "بي.آي.إس.تي 30" بلغت 8.7 بالمائة أو ما يوازي 11 ألف نقطة في غضون الفترة نفسها.

وبحلول الساعة 2:18 مساءً بتوقيت جرينتش، صعدت الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.5 بالمائة لتهبط الورقة الخضراء إلى 5.8601 ليرة.

وخلال نفس التوقيت، تراجع مؤشر "بي.آي.إس.تي 100" للأسهم التركية بنحو 1 بالمائة مسجلاً 93230.5 نقطة، كما هبط مؤشر "بي.آي.إس.تي 30" بنسبة 1.1 بالمائة إلى 115387.9 نقطة.

ويجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين واشنطن وأنقرة تعرضت إلى مأزق في العام الماضي على خلفية احتجاز تركيا القس الأمريكي أندرو برونسون قبل حدوث انفراجه في أكتوبر/تشرين الأول 2018 عقب إطلاق سراح برونسون.

مباشر (اقتصاد)