أخبار عاجلة

مع غياب البدائل.. الدولار سيظل على عرش العملات الكبرى

من: سالي إسماعيل

مباشر: يظل الدولار الأمريكي - على أساس الوزن المرجح بالتجارة - قرب أعلى مستوياته هذا العام، رغم احتمالية قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض معدل الفائدة 3 مرات هذا العام إضافة إلى الحرب داخل الكونجرس.

ويرجع السبب في قوة الورقة الخضراء إلى الافتقار إلى وجود عملات بديلة جذابة، وفقاً لتقرير نشره البنك الاستثماري "آي.إن.جي" حول أداء العملة الأمريكية.

وفي عالم يشهد حالة من الركود المزمن، لا توجد دولة في الوقت الراهن تريد عملتها أن ترتفع.

وتعني التحديات العميقة التي تواجه أوروبا وآسيا في الوقت الحالي أن إضعاف قيمة الدولار ستكون وظيفة واشنطن، سواء من خلال حل وسط بشأن التجارة أو عبر تحول الفيدرالي إلى دورة كاملة من التيسير النقدي.

ولا يبدو أن أي من هذه النتائج سيحدث على الفور؛ ما يعني أن بيئة المخاطر قد تتدهور حتى نهاية العام الحالي، ما يدفع البنك لتفضيل الين الياباني.

وكل هذا يعني أن زوج العملات (اليورو-الدولار) يفترض أن يعاني داخل نطاق يتراوح بين 1.05 إلى 1.10 دولار لكل يورو حتى نهاية العام، بسبب التباطؤ الأوسع للاقتصاد الأوروبي من القطاع الصناعي للخدمي إضافة لاستئناف البنك المركزي الأوروبي برنامج التيسير الكمي.

وفي الوقت نفسه، فإن احتمالية تمديد الموعد النهائي للبريكست حتى شهر مارس/آذار المقبل تعني عدم وجود حل في الوقت الراهن وأن الجنيه الإسترليني قد يفقد 5 بالمائة أخرى من قيمته.

الدولار VS اليورو

ربما لا يفضل الرئيس الأمريكي دونالد قوة الدولار - وهو الأمر الذي أفصح عنه علانية في أكثر من مناسبة - لكن أدواته لإضعاف الورقة الخضراء محدودة.

ومن بين هذه الأدوات إنهاء الحرب التجارية وهو الأمر غير المرجح حتى الربع الأول من عام 2020 أو التدخل في سوق الصرف وهو الأمر الذي لن ينجح.

وبالتالي لا يوجد أمام ترامب سوى الخيار الأخير والأفضل وهو الضعط على الفيدرالي لتنفيذ مزيد من خفض الفائدة.

لكن الفيدرالي قد يفضل عدم خفض الفائدة ثلاث اجتماعات متتالية - المركزي الأمريكي خفض الفائدة مرتين متتالتين في اجتماعي يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول - حيث أن اجتماعه القادم سيعقد بنهاية هذا الشهر.

ومن جهة أخرى فإن النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو لا يزال مصدراً للقلق مع انتقال التباطؤ في القطاع الصناعي إلى نظيره الخدمي فضلاً عن ضغوط البريكست.

ومن شأن توسيع الحرب التجارية للولايات المتحدة من الصين إلى أوروبا وخاصةً قطاع السيارات أن يبقي اليورو ضعيفاً خلال الربع الحالي.

ويتوقع البنك الهولندي أن يتراجع اليورو إلى 1.07 دولار في غضون ثلاثة أشهر (وهو ما يعني تحقيق العملة الأمريكية مكاسب على المدى القصير) قبل أن يتعافى إلى 1.13 دولار بعد مرور عام.

 

0d0d3dd06b.jpg

أداء الدولار أمام اليورو

 

d037bd7771.jpg

توقعات "آي.إن.جي" للعملات في غضون عام قادم

 

الدولار VS عملات رئيسية

لكن في المقابل من المتوقع أن يسلك الدولار الأمريكي اتجاهاً هابطاً أمام الين الياباني في غضون الإثنى عشرة شهراً المقبلة ليسجل 100 ين في نهاية المطاف.

ومع المخاطر المحيطة بالمملكة المتحدة على خلفية البريكست، فربما يحقق الدولار مكاسب على المدى القصير على حساب الجنيه الإسترليني الذي يتوقع أن يتراجع إلى 1.16 دولار في غضون ثلاثة أشهر قبل أن يتعافى بقوة خلال الستة أشهر المقبلة والـ12 شهراً عند 1.22 دولار و1.28 دولار على الترتيب.

ويفترض البنك أن احتمالية تمديد موعد البريكست حتى 31 مارس/آذار بدلاً من 31 أكتوبر/تشرين الأول هي الأقرب مع الدعوة لانتخابات مبكرة في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني وأوائل ديسمبر/كانون الأول.

وأكد "آي.إن.جي" أن عدم اليقين المحيط بمسألة البريكست يؤثر سلباً على كافة أنحاء أوروبا في الوقت الراهن.

وبالنسبة لأداء الدولار أمام اليوان، فإن المكاسب هي التوقع السائد للورقة الخضراء خلال عام قادم لتصل قيمتها في النهاية 7.30 يوان، وذلك بعد أن كسر الدولار حاجز 7 يوانات للمرة الأولى في عقد في اوائل أغسطس/آب الماضي.

وفيما يتعلق بزوج العملات (الدولار الأمريكي-الدولار الكندي)، فمن المتوقع أن تظل المخاطر السلبية على نشاط العملات كما هي بالنظر إلى تهديد إعادة التصعيد في التوترات التجارية العالمية.

ويمكن أن تدفع كذلك المشاكل الخارجية البنك المركزي في كندا لإتباع نفس نهج الفيدرالي وتقديم خفض تأميني في معدل الفائدة خلال شهر ديسمبر/كانون الأول.

ويتوقع البنك أن تستقر العملة الكندية أمام نظيرتها الأمريكة في نطاق يتراوح بين 1.31 إلى 1.32 خلال الربع الحالي قبل الدخول في دوامة هبوطية خلال عام 2020 على خلفية تعافي شهية المخاطرة.

a6a4d80efa.jpg

أداء الدولار أمام اليورو والإسترليني والين

 

الدولار VS عملات الأسواق الناشئة

وفي حين يفضل البنك الاستثماري الين الياباني وسط استمرار جاذبيته كملاذ آمن، لكنه في المقابل يقلق من أن يسمح بنك الشعب الصيني لعملته المحلية (اليوان) بالهبوط على خلفية مزيد من التدهور في العلاقات التجارية.

وعلى صعيد آخر، ربما يكون الروبل الروسي هو الأفضل أداء بين العملات في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا خلال الربع الرابع من عام 2019 وذلك بناءً على اتجاهات الحساب الجاري المعدلة موسمياً.

ويشير البنك إلى أن الربع الرابع سيكون أكثر أماناً بالنسبة للروبل الروسي مقارنة مع الثلاثة أشهر المنتهية في سبتمبر/أيلول لكن المدى الطويل يتعرض لضغوط من بينها ضعف الصادرات غير النفطية جراء تباطؤ التجارة العالمية.

بينما يتوقع أن تعاني الليرة التركية الضعف أمام العملة الأمريكية لتسجل 6.40 ليرة لكل دولار في غضون 12 شهراً وهو ما يقارن مع مستواها الحالي دون 6 ليرات.

ويرجع البنك رؤيته إلى أنه رغم تباطؤ التضخم بشكل حاد في الشهر الماضي من 15 بالمائة إلى 9.3 بالمائة لكن من المرجح أن يتسارع مجدداً إلى 13 بالمائة بحلول ديسمبر/كانون الأول 2019.

ومع ذلك من المتوقع أن يتعرض البيزو الأرجنتيني إلى خسائر حادة في غضون الإثنى عشرة شهراً المقبلة لتسجل العملة 82 بيزو لكل دولار بدلاً من مستواها الحالي الواقع أقل من 60 بيزو.

وتأتي هذه التوقعات المتشائمة حيال العملة المحلية للأرجنتين وسط تداعيات الأوضاع السياسية التي تسيطر على البلاد بعد نتائج الاستطلاع الأولية الصادمة لاختيار رئيس البلاد.

0e287491d9.jpg

أداء الدولار أمام الليرة التركية والريال البرازيلي واليوان الصيني والزلوتي البولندي

مباشر (اقتصاد)