أخبار عاجلة

تحليل.. تغريدات تساهم في خفض الفائدة الأمريكية

تحليل.. تغريدات ترامب تساهم في خفض الفائدة الأمريكية تحليل.. تغريدات تساهم في خفض الفائدة الأمريكية

تحرير: أحمد شوقي

مباشر: استهدف الرئيس الأمريكي دونالد بنك الاحتياطي الفيدرالي عبر "تويتر" طوال سنوات، والآن تشير ورقة بحثية جديدة إلى أنه منذ أن أصبح رئيسًا فإن تغريداته أصبحت مؤثرة فعلياً وتقوض استقلالية المركزي الأمريكي.

ويرى "كارل سميث" في تحليل عبر وكالة "بلومبرج أوبينيون" أن النظرة فاحصة تشير إلى شيء أكثر دقة واعتدالاً وهو أن تغريدات ترامب تمثل نافذة على النقاش السياسي المتغير حول تأثير السياسة النقدية، وهذا النقاش له تأثير على السياسة المستقبلية.

وببساطة، إن تغريدات ترامب ضد الفيدرالي قد تؤثر على آراء الجمهوريين بشأن السياسة النقدية أكثر مما قد تؤثر السياسة النقدية نفسها.

وركز الباحثون من جامعة "ديوك" وكلية لندن للأعمال فقط على تغريدات ترامب منذ يونيو/حزيران 2015، بينما تجاهلوا التغريدات التي تحتوي أيضًا على معلومات حول الاقتصاد.

ورأى الباحثون أن هناك طريقتين على الأقل يمكن للرئيس الأمريكي بها أن يؤثر على خيارات الاحتياطي الفيدرالي، أولها، يمكنه الضغط على البنك مباشرةً وحثه على تغيير استجابته لبيئة الاقتصاد الكلي عن طريق خفض معدل الفائدة على سبيل المثال.

وثانياً، يمكنه أن يغير بيئة الاقتصاد الكلي ذاتها عن طريق شن حرب تجارية مثلاً.

وأراد الباحثون عزل التأثير الأول وركزوا فقط على التغريدات التي كانت تحمل نقدًا لمجلس الاحتياطي الفيدرالي وقياس الاستجابة من خلال استخدام بيانات السوق المتقلبة (يتداول المستثمرون والبنوك الكبيرة العقود الآجلة التي تراهن بشكل أساسي على قرار الفيدرالي بشأن الفائدة)، بينما لم ينظروا إلى التحركات الفعلية للبنك المركزي.

ماذا وجد الباحثون؟ في غضون خمس دقائق من تغريدة انتقادية من قبل الرئيس الأمريكي، تخفض سوق العقود الآجلة للاحتياطي الفيدرالي توقعاتها لمعدلات الفائدة.

وكان لكل تغريدة تأثير ضئيل، ولكن يقدر الباحثون أن التأثير التراكمي كان حوالي عُشر نقطة مئوية خلال العام الماضي، وهذا التأثير ينمو مع مرور الوقت.

ومنذ يوليو/تموز الماضي، قدّر الباحثون أن تأثير تغريدات الرئيس قد تضاعف ثلاث مرات - وإذا استمر في ذلك لمدة عام آخر، فقد يؤدي ذلك إلى خفض تقديرات معدلات الفائدة الأمريكية بمقدار ثلث نقطة مئوية تقريبا.

وبالنظر إلى أنه عادةً ما يكون الخفض ربع نقطة، لذا فإن ترامب ربما يكون في طريقه للتأثير في خفض إضافي لمعدل الفائدة بحلول نوفمبر/تشرين الثاني 2020.

وهذا يبدو مثيراً للقلق، ولكن هناك نوعان من المضاعفات التي يجب مراعاتها، كلاهما يركز على موضوع مشترك مع ترامب حول ما إذا كان الرئيس الأمريكي يمثل العرض أم السبب.

أولاً، حتى بعض منتقدي ترامب يعترفون بأنه على الرغم من خطأ لهجته وطريقته فإن رسالته الأساسية صحيحة، حيث أن الاحتياطي الفيدرالي بحاجة إلى خفض معدلات الفائدة.

ولذلك من الصعب معرفة ما إذا كان البنك يستجيب لمضمون تغريدات ترامب نفسها، أو إلى استياء أوسع تمثله تغريدات ترامب.

ثانياً، أشار الاحتياطي الفيدرالي منذ فترة طويلة إلى أن الضغوط السياسية - خاصة من جانب الجمهوريين ضد خفض الفائدة - أعاقت خططه لتحفيز الاقتصاد، وقد تمثل تغريدات ترامب تخفيفاً لهذا الضغط.

وفي الواقع، هذا يتفق مع نتائج الباحثين التي أظهرت أن تغريدات ترامب ليس لها أي تأثير يذكر على التغييرات المتوقعة في معدل الفائدة في اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي الأربعة المقبلة.

ولكن التغريدات لها آثار كبيرة ومستمرة على التغييرات المتوقعة في معدلات الفائدة خلال التسعة اجتماعات أو أكثر في المستقبل، أي أن التأثير الحقيقي لها هو على ما يعتقد المستثمرون أن الفيدرالي سيفعله بعد عام أو أكثر من الآن.

علاوة على ذلك، منذ أن وجد الباحثون أن التأثير تراكمي، يبدو أن ترامب يغير الطريقة التي يتفاعل بها الاحتياطي الفيدرالي مع الاقتصاد وهذا واضح في الطريقة التي يتحدث بها جيروم باول، وغالبًا ما يشدد على الحاجة إلى توسيع النمو الاقتصادي لينعكس على جميع الأمريكيين.

لذا يبدو أن تغريدات ترامب تؤثر على الفيدرالي، لكن قد يكون لها تأثيراً أكبر على معارضة الجمهوريين لخفض معدل الفائدة.

إذا كانت هذه هى القضية، فإن تغريدات ترامب، بعيدًا عن تقويض استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، ربما تساعد في تحرير المركزي الأمريكي من القيود السياسية السابقة.

مباشر (اقتصاد)