الثأر والعنوسة والطلاق… هذا ما صنعته الحرب في ليبيا
وبحسب الخبراء، تجلت مظاهر التأثير في عمليات الطلاق والتفكك الأسري، وارتفاع نسب العنوسة، وإصابة الآلاف بالأمراض النفسية، وعزوف الطلاب عن المدارس، وزيادة نزعة العنف لدى الأطفال والشباب.
ما هي التأثيرات المباشرة؟قالت لبنى يونس، الباحثة الاجتماعية الليبية، إنها رصدت نحو 150 عائلة تأثروا بشكل مباشر خلال فترة الحرب الدائرة في طرابلس.
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد، أن الحالات، التي تأثرت بشكل مباشر بينها حالات طلاق، وقتل وانفصال قبائلي.
© Sputnik . Vladimir Astapkovich
وشددت لبنى يوسف، على أن التأثيرات السلبية للصراع الدائر تمتد إلى المكون القبائلي، وأن هذا الصراع يمتد لعشرات السنوات حتى بعد انتهاء الحرب.
واستشهدت الباحثة الاجتماعية الليبية، بالحرب الدائرة بين قبائل "التبو" و"الطوارق" منذ سنوات، وكذلك الثأر بين بني وليد ومصراته، الذي يمتد لنحو 400 عام.
الدولار فكك المجتمع
من ناحيته، قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا، عثمان بركة، إن الدولار والأموال التي تدفقت في الداخل الليبي، أثرت بشكل كبير على العلاقات الاجتماعية في ليبيا.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد: "ما يحدث في ليبيا لا يمكن اعتباره ضمن الصراع القبلي، بل هو صراع بين الدول الإقليمية، التي تضخ الأموال لتنفذ أهدافها في الداخل الليبي، فيما يتم قتل أبناء الوطن بسبب ذلك".
الصراع التاريخي
وأوضح أن ما ينتج عن الصراع له أسس يجب العودة إليه، خاصة أن الصراع بين مصراتة وبني وليد يعود لوجود البعض من أصول تركية يصرون على إحياء الصراع مع العرب بشكل متواصل.
© REUTERS / MUHAMMAD HAMED
ويرى بركة أن التأثيرات المباشرة ستعود على الأجيال القادمة بشكل كبير، خاصة فيما يتعلق بالنسيج المجتمعي، وكذلك الحالات النفسية.
وأكد بركة على اختلال الهرم المجتمعي إثر الحرب، مع تزايد حالات الخلاف وتفاقم نسب العنوسة والطلاق وغيرها من الأثار المدمرة على بنية المجتمع.
ارتفاع نسب العنوسة
وأكدت أستاذة جامعية طلبت عدم ذكر اسمها، إن الحرب أدت إلى تفكك مئات الأسر إثر عمليات الطلاق، أو ذهاب الأبناء إلى ساحات القتال دون موافقة الأهل.
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد، أن عشرات حالات الطلاق جرت خلال الأشهر الماضية، وأن بعض السيدات طلقن بعد مقتل أبنائهن في الصراع الدائر، وعدن إلى منازل أهلهن في مناطق أخرى.
© REUTERS / ZOUBEIR SOUISSI
وحذرت من انعكاس تلك الاختلافات على الأجيال القادمة، خاصة في ظل إمكانية تحكم الأهواء في العملية الدراسية، وحث الأجيال الصاعدة على العنف والكراهية ضد المناطق الأخرى.
وأكدت أن الصور الذهنية الآن تصدر عن المنطقة بشكل كامل، حيث يصبح كل من في طرابلس معاديا لكل من في بني غازي وكذلك فيما يتعلق بالمناطق الأخرى.