أخبار عاجلة

تجنيد إجباري للشباب من قبل "قسد"... حقيقة أم حرب إعلامية؟

تجنيد إجباري للشباب من قبل "قسد"... حقيقة أم حرب إعلامية؟ تجنيد إجباري للشباب من قبل "قسد"... حقيقة أم حرب إعلامية؟

وقالت "سانا" نقلا عن مصادر أهلية أن دوريات من قسد تنصب كمائن وحواجز، وتخطف الشباب إلى معسكرات التجنيد القسري في صفوفها، أو لطلب فدية مالية، في الوقت الذي تشهد فيه المناطق التي تخضع لسيطرة القوات مظاهرات احتجاج على هذه الممارسات.  

حقيقة أم تشويه

وحول حقيقة هذه الأحداث في شرق الفرات، نفى المنسق الإعلامي لمجلس سوريا الديمقراطية إبراهيم إبراهيم هذه الأخبار جملة وتفصيلا في اتصال مع "سبوتنيك"، ويقول: أبدا لا يوجد أي حملات، بل هي فقط حرب نفسية وإعلامية من تركيا وإيران وروسيا والنظام السوري، لتشويه سمعة قوات سوريا الديمقراطية، وهناك فقط اعتقالات للإرهابيين وخلايا تنظيم داعش النائمة.

ويتابع إبراهيم: لا يوجد هناك أي اعتقالات لمواطنين سوريين، بل على العكس هناك مدنيين يعودون إلى مناطقهم، وهذه الأخبار هي فقط عن حرب نفسية وإعلامية.

أما الناشطة الكردية ورئيسة حزب الشباب والبناء والتغيير بروين إبراهيم وفي تصريح لـ"سبوتنيك"  تعتقد أن التجنيد الإجباري تقوم به قسد منذ وقت طويل تطبيقا للقانون، فيما أكدت على عدم معرفتها بالأحاديث عن اختطاف الأطفال، وتبين: بالنسبة لموضوع الشباب والتجنيد الإجباري فهو موجود في المنطقة هناك، وهؤلاء الشباب هم في سن خدمة العلم، ومن خلال تصريحات الإدارة الذاتية وخلال لقاءاتنا معهم قالوا بأن هؤلاء الشباب مجبرين بالدفاع عن المنطقة، وإلا من سيحميها.

وتتابع بروين: هم يطبقون شيء كالقانون السروي، حيث يتم أخذ الشباب عندما يصل إلى سن التكليف بالخدمة، وهذا ينطبق على الشباب الذين لا يدرسون أو غير الوحيدين لأهلهم، لكن فيما موضوع الأطفال فلا أملك أي فكرة عنه، وأعتقد أن هذا الأمر غير وارد.

أما عضو مجلس الشعب السوري مهند حاج علي فأكد على صحة تقرير وكالة سانا، وفي لقاء مع "سبوتنيك" بين أن هذه الممارسات هي بتوجيه من الولايات المتحدة لفرض واقع ديموغرافي على السورية، ويتحدث: هذه المعلومات صحيحة ومؤكدة، وقد أكدها ذوو هؤلاء المخطوفين الذي تواصلوا مع الدولة السورية واستنجدوا بالجيش العربي السوري، ونحن نعلم أن ما يسمى بتنظيم قوات سوريا الديمقراطية، وهو تنظيم خارج عن القانون بالنسبة للدولة السورية، هذا التنظيم ومنذ سيطرته على بعض المناطق في الجزيرة السورية، بدأ بعدة ممارسات بناء على تعليمات من الولايات المتحدة الأمريكية ضد المدنيين.

ويكمل حاج علي: الهدف من هذه الممارسات هو تهجير السكان الأصليين من المنطقة، وخصوصا العرب، وكل من يعارض سياسات الولايات المتحدة في المنطقة، وتقوم قسد بحملات اعتقال وسوق وفرض أتاوات، بل وقاموا بأكثر من ذلك وحرقوا المحاصيل وسرقوا النفط السوري وباعوه للإسرائيلين.

ويضيف: بعد تهجير المناطق يقومون باستقدام عائلات ما يسمى تنظيم قسد، وجعلهم يستوطنون في تلك المناطق، من أجل فرض واقع ديموغرافي على الدولة السورية، والولايات المتحدة تعتمد على هذا التنظيم لتقسيم ذلك الجزء من سوريا.

لماذا هذه الحملات؟

وبحسب رأي الخبراء، فإن قسد تقوم بهذه العملية بسبب نقص المقاتلين لديها، أو بسبب تخوفهم من عملية عسكرية تركية لفرض المنطقة العازلة، ونفى المنسق الإعلامي لمجلس سوريا الديمقراطية هذه الإدعاءات أيضا، وأكد على جهوزية قسد لمواجهة أي خطر محتمل، ويقول: على الإطلاق ليس هناك أي نقص في القوات، بل أن قسد تنفذ قوانين وقرارات في ظل عدم وجود الدولة، وقسد هي من حمت هذه المناطق، وتبنت قوانين لحماية الشمال السوري.

ويتابع: التخوف من الغزو التركي دائما موجود ونحن نتوقعه في أي لحظة، لأن أردوغان شخص أحمق، ولديه حقد كبير تجاه مكونات سوريا والكرد خاصة، يكفيه لأن يهاجم خمسين دولة أخرى، وهو مستعد لفعل أي شيء لكي يقضي على تجربة الإدارة الذاتية في شمال سوريا، ونحن لنا حساباتنا وخياراتنا الكثيرة، والتي لم نستخدم منها إلى القليل.

أما رئيسة حزب الشباب والبناء والتغيير، فترى أن التجنيد بسبب الخوف من الأتراك، وتوضح: التجنيد الإلزامي كان موجودا هناك منذ أكثر من 4 سنوات، عندما حدث نفير عام إثر الهجمات على بعض القرى، وأخذوا الشباب إلى التجنيد الإلزامي.

وتكمل بروين: في الفترة الحالية هناك أيضا نفير عام للتحضير لأي هجمات بعد التهديدات التركية، وهناك حفر للأنفاق وأمور أخرى، ويجري تجهيز كبير خوفا من هجمات تركية.

بدوره يرى عضو مجلس الشعب السوري أن هذه الممارسات هي بهدف التضييق فقط على السكان، وليس بهدف آخر، ويقول: لا يمكن إجبار الإنسان على حمل السلاح والقتال رغما عنه، وأي قائد يعلم أن هذا الجندي الذي يجبر على القتال، سواء كان شابا أو أطفال تحت 13 عاما وتقوم قسد بتجنيدهم، سوف يفرون من أرض المعركة.

ويستدرك: هم لا يعتمدون على هؤلاء المقاتلين، لكنهم يريدون التنكيل بهم والإساءة لهم، وتريد قسد أن تقوي القبضة الأمنية عليهم، وأن تجعل حياتهم في تلك المناطق مستحيلة، لكي تدفعهم للنزوح.

مظاهرات وصدام مع السكان

وتحدث التقرير في وكالة سانا عن خروج مظاهرات في مناطق عدة ضد ممارسات قوات سوريا الديمقراطية، وهناك من يتخوف من حصول صدام بين السكان وهذه القوات، وحول ذلك يقول ابراهيم ابراهيم: هذه تجربتنا الديمقراطية الحقيقية ومن الطبيعي في هذه الظروف أن يخرج الإنسان ليعتصم أو يتظاهر، وقد خرجوا من قبل بعد رفع سعر المازوت وهذا أمر عادي، لكنه لا يحمل أي خلفيات سياسية.

ويكمل: وحتى لو كانت هذه المظاهرات ذات خلفية سياسية، فهذا أمر طبيعي جدا، ومن الممكن أن يحدث، وممكن أن يكون هناك مظاهرة خدمية أو أي شيء آخر، ولا يوجد أي مشكلة في ذلك.

فيما تقلل رئيسة حزب الشباب والبناء والتغيير بروين ابراهيم من أثر هذه المظاهرات على قسد، وتشرح: موضوع المظاهرات من قبل السكان لا تؤثر أبدا على قسد، لأنه فصيل مسلح والناس هناك تخافهم، خصوصا بسبب عدم وجود اتفاق بين المكونات جميعها، وأغلب هذه المكونات ضد سياسات قسد على الأقل ضمنيا، والمكون العربي صاحب الأغلبية معظمه مجند ضمن صفوف قسد، وساكتين عن أعمال قسد، من التجنيد الإجباري واللغة الكردية في المدارس وغيرها.

فيما يؤكد مهند حاج علي على أن هناك مقاومة شعبية مدعومة ضد قسد وضد القوات الأمريكية، ويوضح: تنظيم قسد يضم العرب والأكراد الذين باعوا أنفسهم للولايات المتحدة الأمريكية، طبعا هناك مظاهرات وهناك رفض للسياسات التي تمارسها قسد، ونضيف إلى ذلك أن هناك عمليات فدائية ونوعية تحدث في تلك المنطقة ضد التواجد الأمريكي وضد قسد، لكنهم يعتمون على خسائرهم هناك.

ويضيف: هذه المقاومة الشعبية مدعومة من الحكومة والشعب السوريين، لذلك تحاول قسد الآن إبادة كل منطقة تخرج منها طلقة تجاه قسد أو تجاه القوات الأمريكية، كما يقوم التحالف الدولي بقصف تلك المناطق بالطيران، لكن المقاومة الشعبية والمظاهرات مستمرة.

موقف الحكومة السورية

وعن موقف الحكومة من تصرفات قسد، وردة الفعل التي يمكن أن تقوم بها، يقول المنسق الإعلامي لمجلس سوريا الديمقراطية: نحن منفتحون على الحوار، وشمال شرق سوريا جاهزة لاستقبال أي لجنة تحقيق، وأدعو النظام السوري إلى المحادثات، أو أن يدعونا إلى دمشق والتي هي عاصمتنا، ونحن مستعدون للحوار لحل كل القضايا العالقة معهم.

فيما ترى بروين إبراهيم أن الحكومة تنتظر الوقت المناسب لفتح صفحة شرق الفرات، وتقول: الحكومة السورية لم تتدخل حتى الآن في هذا الموضوع، ونعرف أن هناك مفاوضات جرت بين الحكومة السورية وقسد، ولم يتم التوصل لأي شيء، والحكومة منذ سنوات وهي ضد تصرفات قسد، كإغلاق المدارس وعدم رفع العلم السوري وأمور أخرى.

وتكمل رئيسة حزب البناء والتغيير: الحكومة السورية تؤجل فتح أي جبهة مع قسد، لكن التصريحات الحكومية تقول أن هذا الموضوع سيحل في النهاية، بعد الانتهاء من جبهة إدلب.

فيما يرى عضو مجلس الشعب السوري مهند حاج علي بأن الأنظار سوف تتجه قريبا نحو تلك المنطقة، كون الإهتمام حاليا منصب على إدلب، ويتابع: الحكومة السورية أصلا لا تعترف بقسد وهو تنظيم تابع للولايات المتحدة، لكن هناك أولويات استراتيجية للدولة السورية، وكل تركيز الجيش العربي السوري منصب الآن على إدلب، وأنا واثق أن الإنتقال إلى الجزيرة سيكون مباشرة بعد الانتهاء من تحرير إدلب.

ويختم مهند حاج علي قوله: أود الإشارة إلى أن الرئيس الروسي بوتين نفسه ذكر في البيان الختامي في القمة الثلاثية، إلى أن أولويات الدولة السورية هي الجزيرة، وإلى أن التواجد الأمريكي غير شرعي وغير مرغوب فيه، وهذه إشارة إلى أن الأنظار سوف تتجه إلى هناك في القريب العاجل.

SputnikNews