أخبار عاجلة

تحليل.. الرسائل المختلطة للفيدرالي قد لا تمنع خفض الفائدة مجددا

تحرير: نهى النحاس

مباشر: جاء قرار لجنة السياسة النقدية بخفض معدل الفائدة كما كان متوقعاً وذلك بمقدار 25 نقطة أساس إلى مستوى يتراوح بين 1.75 بالمائة و2 بالمائة.

ومع ذلك فإن القرار لم يكن بالإجماع حيث عارض كل من إيستر جورج وإيرك رونسرجن القرار مثلما فعلوا في اجتماع يوليو/تموز، كما أن جيمس بولارد طالب بمزيد من الخفض وذلك بمقدار 50 نقطة أساس.

ويقول جيمس نايتلي المحلل لدى بنك الاستثمار "أي.إن.جي" إن البيان الصحفي المصاحب لقرار السياسة النقدية لم يطرأ عليه تغيير يُذكر عن نظيره الصادر في يوليو/تموز، حيث تضمن تحديثات في تقييمات طلب الأسر مشيراً إلى أنها سجلت وتيرة ارتفاع أقوى، ولكن الاستثمارات والتجارة تعرضوا إلى تباطؤ.

ومع ذلك فإن هناك جانب واحد ملحوظ وهو عدم وجود اعتراف بالارتفاع الحاد في معدل التضخم الأساسي ومتوسط الأجور في الساعة، حيث أن كل منهم يشهدان أسرع معدلات نمو سنوية حتى قبل الأزمة المالية العالمية.

ومع ذلك تمسك البيان بالحديث عن أن مؤشرات السوق لتعويض التضخم لاتزال منخفضة، في حين أن جيروم باول قال في الخطاب الصحفي الذي أعقب قرار السياسة النقدية إن الضغوط التضخمية لاتزال بوضوح ضعيفة.

مستهدف الأموال الفيدرالي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية لآجل 10 سنوات

 

لا يوجد عواقب من مزيد من إجراءات التيسير النقدي

كما تلقت الأسواق توقعات جديدة وتغييرات قليلة، وفي الواقع فإنه تم زيادة توقعات النمو الاقتصادي الأمريكي لعامي 2019 و2021 بمقدار 0.1 بالمائة لكل منهما، في حين تم الإبقاء على توقعات معدل التضخم دون تغيير، مع توقعات أن يصل كل من معدل التضخم الرئيسي ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي عند مستوى 2 بالمائة في 2021.

وكما كان متوقعاً فإن متوسط تقديرات بنك الاحتياطي الفيدرالي لم تتضمن توقعات بخفض معدل الفائدة مجدداً في العام الجاري أو العام المقبل، مع توقعات رفعها بمقدار 25 نقطة أساس في 2021 قبل استقرارها مجدداً عند مستوى 2.5 بالمائة على المدى الطويل.

ووفقاً لتوقعات "الدوت بلوت" فإنه يوجد 7 أعضاء فقط يتوقعون خفضاً إضافياً معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في العام الجاري، و8 مسؤولين يتوقعون أن يتراوح معدل الفائدة بين مستوى 1.5 بالمائة إلى 1.75 بالمائة في 2020.

وقد يكون ذلك محبطاً قليلاً بالنسبة للأشخاص اللذين يتوقعون سياسة نقدية تيسيرية داخل بنك الاحتياطي الفيدرالي، ولكن الأمر غير مهم كثيراً بالنسبة للأسواق والتي تستمر في تسعير الأصول عند توقعات بخفض إضافي بنسبة 0.75 بالمائة من المستوى الحالي للفائدة.

وبالفعل، كان متوسط التقديرت في يونيو/حزيران الماضي تشير إلى أن المركزي الأمريكي لن يدخل أي تعديلات في السياسة النقدية في العام الجاري، ومع ذلك فإن البنك خفض معدل الفائدة مرتين حتى الآن بوقع 25 نقطة أساس لكل مرة وبعد 3 أشهر فقط من هذه التوقعات.

ولكن مزيد من التيسير النقدي سيحدث على أي حال

ويؤكد "نايتلي" أنه من المتوقع أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيتخذ مزيداً من قرارات خفض معدل الفائدة، حيث أن البيانات الاقتصادية في الصين خلال الأسبوع الجاري تؤكد المخاوف بشأن النمو العالمي، كما أنه من غير المحتمل أن تكون جولة التيسير الأخيرة من جانب البنك المركزي الأوروبي بمثابة الطريق السريع للخروج من الأزمة.

كما أن هناك مخاطر أخرى متمثلة في زيادة التوترات السياسية ذات الصلة بالسعودية وإيران، بالإضافة إلى البريكست والدولار القوي الذي يقوض التنافسية الدولية للولايات المتحدة، فضلاً عن أن الاقتصاد الأمريكي لايزال مستمر في مواجهة رياح معاكسة قوية.

كما أن التوترات التجارية ستبقى قضية شائكة أمام الفيدرالي، حيث أن هناك شكوك بأن تؤتي المفاوضات التجارية المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين في الشهر المقبل ثمارها.

وعلى أفضل حال يمكننا أن نرى استمرار المناقشات على مدار الأشهر المقبلة ما يعني أن استمرار ذلك التهديد بالنسبة للنمو، حتى إذا لم يتم تصعيدها.

وحتى الآن فإن أداء القطاع الاستهلاكي لايزال جيداً، ولكن مع وجود إشارات حول تباطؤ نمو الأجور وتحول الصافي التجاري والإنفاق الاستثماري ليصبحا عبئاً على النمو، فإن الأمر يثير القلق حول إلى أي مدى يمكن استمرار قوة القطاع الاستهلاكي.

وتشير توقعات "أي.إن.جي" إلى خفض آخر في معدل الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وخفض آخر محتمل في الربع الأول من 2020.

مباشر (اقتصاد)