أخبار عاجلة

لماذا تهاوت النفط 8% في جلسة الخميس؟

لماذا تهاوت أسعار النفط 8% في جلسة الخميس؟ لماذا تهاوت النفط 8% في جلسة الخميس؟

تحرير: نهى النحاس

مباشر: شعر المتعاملون في سوق النفط مثل الأسواق المالية بصفة عامة بالإحباط من قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض معدل الفائدة، على الرغم أنها عملية الخفض الأولى منذ الأزمة المالية العالمية.

ويشير تحليل نشرته موقع "أويل برايس" إلى أننا قد نعتقد أن خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس قد يساهم في ارتفاع الأسهم والسلع، حيث تميل أسعار النفط المقومة بالدولار للاستفادة من تخفيضات البنك المركزي لمعدلات الفائدة، لأن مثل ذلك الإجراء يخفض قيمة الدولار ويرفع القدرة على تحمل تكلفة شراء النفط في معظم أنحاء العالم.

ولكن الأسواق شعرت بالإحباط على نحو واضح، فتراجعت أسواق الأسهم يوم الأربعاء، وبدأت أسعار النفط تعاملات يوم الخميس على انخفاض كبير، في الوقت الذي سجل فيه الدولار الأمريكي مكاسب كبيرة.

وأعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي أنه كان يتصرف من أجل الإبقاء على التوسع الاقتصادي، ولكن كان للقرار بعض الأصوات المعارضة، حيث رفض عضوين في لجنة السوق المفتوحة أي خفض في معدل الفائدة نتيجة قوة الاقتصاد.

وهبطت الأسواق المالية بشكل قوي بعد أن قال جيروم باول رئيس الفيدرالي ما مفداه أن البنك المركزي لن يشرع في فترة ممتدة من السياسة النقدية التيسيرية، حيث كانت الأسواق مستعدة بالفعل لخفض معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ولكنها كانت تأمل في مزيد من عمليات الخفض في الفترة المقبلة.

ويقول وارد ماكرثي الرئيس المالي لمجموعة "جيفريث" في تصريحات لمحطة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية إن الموقف لم يتم الإعلان عنه بالشكل الجيد، وأن بيان السياسة النقدية كان غامضاً ولم يسعى باول لتوضيح ذلك الغموض.

وأضاف: "بدا باول غير واثق، رأيي أنهم قلقين بشأن المخاطر الهبوطية لأنهم اتخذوا بالفعل خطوة لخفض معدل الفائدة ومن المرجح اتخاذهم خطوة أخرى، ولكن تصريحات جيروم باول والرأيان المخالفان لا يرجحان أن ذلك هو بداية دورة تيسيرية كبيرة وذلك هو ما تسبب في تراجع السوق".

والإعلان المحبط من جانب الفيدرالي تفاقم ببعض البيانات الاقتصادية الضعيفة، حيث تراجع الإنتاج الصناعي الأمريكي لأدنى مستوى في 3 سنوات.

كما انكمش الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو خلال الشهر الماضي بأسرع وتيرة منذ 2012، الأمر الذي قد يعجل بجولة تيسيرية أخرى من جانب البنك المركزي الأوروبي.

وقال كبير الاقتصاديين في "ماركت للأبحاث" في تصريحات لوكالة "رويترز" إن أدوات متابعة مؤشر مديري المشتريات في منطقة اليورو عند المنطقة الحمراء، مع كل الإشارات التحذيرية تجاه تدهور قوة الصناعة في المنطقة.

وانخفض الطلب على الشحن الجوي العالمي في مايو/آيار الماضي بنحو 3.4 بالمائة، وذلك في هبوط للشهر السابع على التوالي، وقد تكون تلك إشارة أخرى على ضعف الاقتصاد.

وتراجع الشحن الجوي قد يكون له تأثير سلبي آخر في الطلب على وقود الطائرات، وبالتبعية الطلب على النفط في النهاية.

ويقول كايل مدير الأبحاث لدى "أي.إيه.إف" أدفايسور في تصريحات لوكالة "بلومبرج" إن الأسواق يبدو أنها لم تعجب بسياسة "الخفض لمرة واحدة" لمعدل الفائدة، وبالتالي حول المتداولون تركيزهم وأصبحوا متوترين قليلاً بشأن حالة عدم اليقين التي تحيط بالطلب، خاصة منذ تجدد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.

وكل ما حدث من تراجع بعد قرار الفائدة أقل بكثير مما حدث بعد التطورات التجارية أمس الخميس، حيث أنه بدون سابق إنذار أعلن الرئيس الأمريكي دونالد تطبيق تعريفات جمركية جديدة بنسبة 10 بالمائة على واردات من الصين بقيمة 300 مليار دولار بداية من الشهر المقبل.

وهبطت الأسواق بعد تلك الأنباء، وسجل خام "نايمكس" أكبر تراجع يومي في 4 سنوات وذلك بنحو 8 بالمائة.

وفي الأسبوع الجاري استأنفت الولايات المتحدة والصين المحادثات التجارية، حيث أحرزا قليلاً من التقدم في المباحثات التي كانت بعيدة عن التوصل لاتفاق، ولكن وسط وعود إجراء مباحثات أخرى في الشهر المقبل.

ومن غير العسير تخيل أن المفاوضين التجاريين للرئيس ترامب تقدموا بتقارير حول إحراز تقدم ضعيف في المباحثات، ليتناول ترامب هاتفه ويكتب تغريداته عبر موقع "تويتر".

وقبلها كان ترامب أعلن أنه من غير الممكن التوصل إلى اتفاق مع الصين قبل انتخابات الرئاسة في 2020، حيث ينتظر الجانب الصيني على آمال أن يفشل ترامب في الانتخابات.

وتصعيد الحرب التجارية خلق فوضى جديدة بالكامل بالنسبة لسوق النفط، حيث أن التعريفات الجمركية ستؤثر سلباً على الطلب في الصين وتتسبب في إبطاء النمو الاقتصادي لكلا الدولتين، وتأثيرات غير مباشرة على الاقتصاد العالمي.

وكل ذلك سيكون سلبي على نحو كبير بالنسبة لسوق النفط، فالمشكلة هي أن سوق الخام يواجه فائضاً في الإمدادات يلوح في الأفق، في الوقت الذي يفشل فيه الطلب في مجارة نمو المعروض.

مباشر (اقتصاد)