أخبار عاجلة

خبير كردي: لا خيار أمام "قسد" سوى الجيش الوطني.. والعلم السوري

وخلال الأسبوع الأخير، برزت العديد من التصريحات التي أطلقها متزعمو التنظيم، وأعلنوا من خلالها موافقتهم على قيام القوات التركية باحتلال شريط يمتد بعرض 5 كم على طول الحدود السورية التركية.

الجيش السوري يتقدم في الحسكة

© Sputnik . Morad Saeed

الخبير في الشؤون الكردية الدكتور فريد سعدون، من مدينة القامشلي، قال لوكالة "سبوتينك": إن "المنطقة الآمنة" أو "العازلة" تشكل منذ سنوات مطلباً لتركيا التي تتخذ من "الإدارة الذاتية الكردية" (التابعة لقوات قسد) ذريعة للتدخل، بينما الحقيقة أن لتركيا أهداف توسعية في المنطقة، وتتدخل في سوريا عسكريا وتحتل أجزاء منها، فضلا عن أنها تدعم فصائل وميليشيات مسلحة بطرق غير قانونية.

وتابع سعدون "في الآونة الأخيرة بدأت تركيا تحشد قواتها على الحدود بطريقة تذكرنا بالأيام التي سبقت اجتياح مدينة عفرين، وهو ما يوحي بأن الأتراك قد حصلوا على الضوء الأخضر من أمريكا لتنفيذ مطامعهم، وهنا وجدت قوات "قسد" أنها أمام امتحان صعب، حيث الخيارات محصورة بين المواجهة وتكرار مأساة عفرين أو التوصل إلى حل سياسي".

ويضيف سعدون، لذلك تضاربت لديهم التصريحات، فمظلوم عبدي القائد العام لقوات "قسد" صرح بأنهم سيشعلونها حربا طويلة الأمد، بينما على عكسه كانت هناك تصريحات حملت إشارات إلى قبول تدخل تركي لمسافة (5 كم) فقط، خصوصاً تصريحات القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل، وقبلها تصريحات الناطق الرسمي باسم "الوحدات الكردية" نوري المحمود التي سبقت تصريحات خليل بــ ستة أشهر وخلال جلسة مغلقة بأنهم في "قسد" موافقين على المنطقة الآمنة بعمق خمس كيلو مترات داخل الأراضي السورية.

الخبير الكردي سعدون رأى أن "الحل الأفضل هو الحوار المفتوح وغير المشروط مع الدولة السورية والتوصل إلى تفاهم يمنع التدخل التركي، من خلال نشر وحدات الجيش العربي السوري على طول الحدود السورية– التركية ورفع علم الجمهورية العربية السورية على الأماكن والمرافق العامة في مناطق سيطرة "قسد".

وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية موقفها بشكل رسمي لأنقرة حيال الحشودات العسكرية التركية على الحدود مع سوريا والتهديد بشن هجوم على حلفائها في قوات "قسد"، وأكدت بأنها ملتزمة بحمايتهم من أي هجمات محتملة.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها: إن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو أجرى اتصالاً هاتفياً اليوم السبت مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو بشأن الهجوم الذي وقع في السابع عشر من تموز الجاري بمدينة هولير في إقليم شمال العراق والذي أسفر عن مقتل دبلوماسي تركي ، حيث جدد بومبيو خلال الاتصال التأكيد على التزام الولايات المتحدة بمعالجة المخاوف الأمنية التركية على طول الحدود التركية السورية، مع التأكيد مجددًا على التزام الأمريكية بضمان حماية الشركاء المحليين الذين يعملون مع الولايات المتحدة و"التحالف الدولي" ضد تنظيم "داعش", في إشارة إلى قوات "قسد" التي تقودها "الوحدات الكردية".

قوات تركية على الحدود التركية السورية

© AFP 2019 / Bulent Kilic

وكان متزعم تنظيم "قسد" المدعو "مظلوم عبدي" قال في تصريحات صحفية قبل يومين، إن أي هجوم تركي سيشعل الحدود من منبج إلى المالكية، وهو طول الحدود الواقعة تحت سيطرة قوات " قسد " المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه أعلن أيضا موافقة ضمنية على مشاركة القوات التركية بالسيطرة على منطقة "عازلة" بحدود 5 كم، إلى جانب قوات أجنبية أخرى.

وكانت ما يسمى بـ"الإدارة الذاتية"، الواجهة المدنية لـ"قسد"، نشرت بيانا لها الثلاثاء الماضي دعت فيه إلى "الحوار مع تركيا"، مؤكدة أنه "دائما السبيل الأسلم للحل ومناقشة وجهات النظر" على حد تعبيرها.

ويتزامن إرسال التعزيزات العسكرية مع إعلان وزارة الدفاع التركية عن التوصل إلى اتفاق مع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لإرسال فريق عسكري أمريكي في أقرب وقت إلى أنقرة لبحث إقامة منطقة آمنة في سوريا.

ويسيطر تنظيم "قسد" الذي تقوده "الوحدات الكردية" المدعومة بشكل كامل من قوات "التحالف الدولي" بقيادة الجيش الأمريكي على 95% من مساحة محافظة الحسكة وعلى كامل محافظة الرقة باستثناء الريف الجنوبي الواقع تحت سيطرة الجيش العربي السوري، وعلى مساحة واسعة من الريف الشمالي والشرقي من محافظة دير الزور، إضافة لعدد من المناطق والمدن في ريف حلب ومنها مدينتي عين العرب (كوباني) ومنبج، كما كانت تسيطر على مدينة عفرين التي خسرتها في هجوم عسكري للفصائل (التركمانية) المسلحة التابعة للجيش التركي.

يشار إلى أنه رغم جميع هذه التطورات والتهديدات التركية الأخيرة، لم يصدر موقف صريح من الولايات المتحدة الأمريكية حول المساحة التي يتوجب بالميلشيات الكردية التابعة لها أن تقدمها لتركيا كمنطقة "عازلة"، الأمر الذي يثير مخاوف تلك بعض تلك الميلشيات من صفقة أمريكية جديدة مع تركيا على غرار عفرين.

SputnikNews