هشام عشماوى يحاكم فى 5 قضايا إرهابية أدت لاستشهاد 54 من رجال الأمن

هشام عشماوى يحاكم فى 5 قضايا إرهابية أدت لاستشهاد 54 من رجال الأمن هشام عشماوى يحاكم فى 5 قضايا إرهابية أدت لاستشهاد 54 من رجال الأمن

كتب: أحمد أبوعقيل

أكدت مصادر مُطلعة بأن الارهابى هشام عشماوى يتم محاكمته حالياً على ذمة ٥ قضايا سبق الحكم عليه فيها غيابياً، تتعلق بتنفيذ ودعم عمليات إرهابية أدت إلى استشهاد ٥٤ من رجال الجيش والشرطة والمدنيين، ويتم ذلك وفقاً لقانون الإجراءات الجنائية والذى يقضى بإعادة محاكمته حضورياً فى القضايا سالفة الذكر أمام القضاء العسكرى.

سقطت «رأس الأفعى»، هشام عشماوي، إذ أعلن الجيش الوطني الليبي في وقت مُبكر من صباح الأربعاء، تسليم الإرهابي هشام عشماوي، إلى السلطات المصرية.

منْ هو هشام عشماوي؟

في عام 1978، ولد «هشام»، واسمه الكامل، هشام على عشماوي مسعد إبراهيم، نشأ طفلًا محبًا لممارسة الرياضة، وفي عام 1996 التحق بالكلية الحربية، وكان حينها بلغ 18 عامًا من عمره، عندما كان الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، يحكم البلاد. انضم في البداية لسلاح المشاة، ثم الصاعقة.

«كان حريصًا على ممارسة الرياضة، وخاصةً كرة القدم»، هكذا قال عنهُ أقاربه، ضمن سطور روت حكاية أحد أخطر العناصر الإرهابية، المُرجح تورطها في حادث الواحات.. هشام عشماوي، الضابط الذي تحوّل إلى إرهابي خلال السنوات الماضية.

«كان ملتزمًا وليس متشددًا، كان يشاهد معنا التليفزيون، ويشجع الكرة، لأنه كان ماهرًا في لعب كرة القدم»، هكذا ذكر أيضًا أحد الضباط من معارفه لوكالة «رويترز»، شارحًا اهتمامات «هشام» قبل انحرافه إلى أقصى اليسار وتحوّله إلى «أبوعُمر المهاجر».

يقول أحمد صقر، المساعد السابق لرئيس جهاز تنمية سيناء، العضو المؤسس بحزب العدل، عن «عشماوي»: «كان ضابطًا نابهًا يحل في المقدمة دائمًا، بدءًا من فرقة الصاعقة الأساسية في الكلية الحربية حتى فرق التدريب الاحترافي في الولايات المتحدة الأمريكية، بشهادة زملائه عن نبوغه».

حكاياتٌ قليلة

قليلة هي الحكايات الموثقة التي تتحدث عن حياة «هشام» قبل التحوّل، وكأنّ التحوّل جاء بين ليلة وضحاها، وهذا غير منطقي، حيث تذكُر أغلب التقارير الصحفيّة أن الالتزام الديني ظهر على «هشام» فجأة، من خلال ذكر الواقعة الأشهر في سجل الضابط السابق.

تقول الواقعة المحوريّة في سجل «هشام»، إن مشادة كلامية وقعت بينه وخطيب مسجد في معسكره التدريبي، بعد أن أخطأ الخطيب دون قصد في ترتيل القرآن، وهو الأمر الذي جعل الشبهات تُثار حوله، ووُضِعَ تحت المتابعة من قِبَل المخابرات الحربية، وجرى التحقيق معه على خلفية واقعة توبيخ قارئ القرآن.

لم يتوقف الأمر عند ذلك الحدّ، وفقًا لـ«رويترز»، فقد كان هشام يوزع كتب شيوخ السلفية على زملائه في الخدمة، ويقول «التحية والسلام لله فقط»، حسب شهادة أحد المجندين السابقين: «كان يصحيني نصلي الفجر وكان يتحدث معنا عن ضرورة أن تكون لك شخصيتك وعدم تقبل المعلومات أو الأوامر دون أن تكون مقتنعًا بها».

نقل «هشام» إثر ما حدث إلى أعمال إدارية، ولكن لم تهدأ الأمور حينها أيضًا، ففي 2006، وفقًا لشهادة أحد أقاربه، حسب «رويترز»، اعتُقل أحد أصدقاء «هشام» وتوفي داخل الحجز، ما أدى إلى تحوله لشخص آخر.

من ضابط مفصول إلى إرهابي خطير

في 2007، أُحيل «هشام» إلى محكمة عسكرية، بعد التنبيه عليه بعدم تكرار كلماته التحريضية ضد الجيش، فيما صدر حكم المحكمة العسكرية، عام 2011، بفصله نهائيًا من الخدمة، ليبدأ بعدها في تكوين خلية إرهابية مع 4 من ضباط شرطة تم فصلهم أيضًا من الخدمة، لسوء سلوكهم، وضموا إليهم عددًا من العناصر التكفيرية.

عمل «هشام» بعدها في التجارة، ثم في التصدير والاستيراد، وكان يتاجر في الملابس وقطع غيار السيارات، ثم انضم بعدها، عام 2012، لجماعة «أنصار المقدس»، حسب تصريحات مسؤولين أمنيين، وقاد حينها الخلية وشارك في تدريب الأعضاء على الأعمال القتالية.

«شريف»، «أبومهند»، «أبوعمر المهاجر»، كلها أسماء حركية التصقت بـ «هشام» فيما بعد، فلم يعد ضابط الجيش، بل إرهابي تروى حكايته عندما يبدأ الحديث عن العمليات الإرهابية في البلاد، كان اسمه غير معروف في البداية، ولكنه أصبح أحد الرموز الإرهابية فيما بعد.

في 2013، اتُّهم «هشام» في محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، وكطرف في قضية «عرب شركس»، كما اتُّهم بالتخطيط والمشاركة في تنفيذ مذبحة كمين الفرافرة في يوليو 2014، والتي قُتل فيها 22 مجندًا بالجيش.

الموجز